AccueilÉlections 2019سؤال من المناظرة : في مفهوم الأمن القومي

سؤال من المناظرة : في مفهوم الأمن القومي

اختلف ليلة أمس المشاركون في المناظرة التلفزيونية التي بثتها على المباشر مختلف القنوات التلفزية الوطنية والتي تدار ضمن حملة الانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها حول مفهوم الامن القومي وهو ما خلف عدة تساؤلات مضطربة لدى عدد كبير من المشاهدين

وفي ما يلي تقرير مبسط حول مفهوم الأمن القومي

تعود جذور الأمن القومي إلى القرن السابع عشر وذلك بعد معاهدة وستفاليا عام 1648م والتي كانت الأساس في ولادة الدولة القومية، إلّا أن المفهوم برز وشاع بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تُعتبر فترة الحرب الباردة الإطار الذي ظهرت فيه محاولات صياغة نظريات تتعلّق بالأمن إلى أن تمَّ الوصول لاستخدام مصطلح استراتيجية الأمن القومي،ومن تعريفات الأمن القومي أنّه القدرة التي تتمكن بها الدولة من الحفاظ على مصادر قوتها الداخلية والخارجية والاقتصادية والعسكرية وذلك في جميع المجالات لمواجهة ما يُهددها في الداخل والخارج وفي الحرب والسلام مع ااستمرار في الحفاظ على هذه القوى في الحاضر والمستقبل من أجل تحقيق أهدافها،كما يُعرّف الأمن القومي بأنّه محصلة المصالح القومية الحيوية للدولة.

و يَحتاجُ الإنسانُ لأن يَعيشَ في حالةٍ من الأمن والاستقرار كي يَستطيع مُمارسة أنشطته بكلّ أريحيّةٍ، ولأجلِ ذلك وضعت العديد من الدول عدة قواعد وشروط لتحقيق ذلك المفهوم مفهوم الأمن القومي

، فما مفهوم الأمن القوميّ؟ وما هِي أهميّته؟ تعريفُ الأمن القوميّ يُعرّف الأمن القوميّ (بالإنجليزية:National Security) بأنّه قدرة الدّولة على تَأمين استمرار أساس قوّتها الدّاخلية والخارجية، والعسكريّة والاقتصاديّة في مُختلف مناحي الحياة لمواجهة الأخطار التي تهدّدها من الدّاخل والخارج، وفي حالة الحرب والسِّلم على حدٍّ سواء. يُلاحَظُ أنّ مفهوم الأمن القوميّ يعتمدُ على ثلاثةِ أمورٍ فرعية،

هي: مفهوم التّحديات: هي مُتغيّراتٌ أو مشكلاتٌ أو عوائق أو صعوبات تواجه الدّولة، وهي تكون من البيئة الدّوليّة أو الإقليمية أو حتّى المحليّة. مفهوم المخاطر: هي الإحباطات أو الضّغوط التي تطرأ في ظروف البيئة الدّولية أو الإقليمية أو الدّاخلية للدولة، وتُعيق تنفيذ المصالح الحيوية للدّولة أو التأثير في دورها على الصّعيدين العالمي والإقليمي.

مفهوم التّهديدات: هي قضايا خارجيّة أو داخلية تقفُ في وجه تقدّم الدّولة في تطبيق استراتيجيّاتها القومية، مما يؤثّر بشكلٍ مباشر على مصالحها الحيوية، ومن المُحتمل أن تقودَ إلى خلخلة استقرار الدّولة وأمنها. أبعاد الأمن القوميّ البُعد الاجتماعي للأمن القوميّ يُعدُّ الإنسانُ عاملاً مؤثِّراً في الأمن القوميّ؛ إذ إنّه المسؤول عن تفعيل أمنه فرداً أو مجتمعاً، مما يلزمُ تهيئة المواطن وإعداده إعداداً سليماً في صحّته وأخلاقه وثقافاته وتراثه، وتتمحورُ دراسات هذا البُعد حول الخصائص النوعية والعددية للإنسان، وتختصّ الخصائصُ العددية ببحث العديد من المواضيع، منها: نسبة تعداد السكّان بالنسبة لمساحة أرض الدّولة، ومعدلات النّمو، وحصّة الفرد من الدّخل القومي، والتّراكيب العمرية للشعب، وأماكن التّركز السّكاني، ويسعى البُعد الاجتماعي للأمن القوميّ إلى توفير حالةٍ من الاستقرار للمجتمع، مع خلقِ اتّزان بين العوامل الاجتماعية والسكّانية المختلفة.

البُعد العسكريّ للأمن القوميّ يُعدّ البُعد العسكريّ أهمّ أبعادِ الأمنِ القوميّ وأكثرها فاعليّةً، ولا يُسمحُ بالتّهاون في تحقيقه وإعداده؛ حيثُ إنّ التّهاون في ذلك يعني بالضّرورة ازدياد التّهديدات والأخطار التي تواجه الدّولة، مما يقودُ لانهيارها وربّما إخضاعها لسيطرةِ بلدٍ مُحتلّ، أو إلغاءِ وجودها بشكلٍ كاملٍ وضمّها لدولةٍ أخرى، أو تقسيمها واقتسامها مع الدّول الأخرى، كما يتشابكُ هذا البُعد مع بقيّة أبعاد الأمن القوميّ تشابكاً قويّاً؛ حيثُ يؤدّي ضعف أيٍّ من هذه الأبعاد إلى إضعافِ البُعد العسكريّ.

البُعد الاقتصاديّ للأمن القوميّ هو البُعد الذي يُقصد به تحقيقُ مستوى الرّفاهية للشّعوب، ورفع التّنمية في المجتمعات، ويَعتبرُ البُعد الاقتصاديّ أنّ الأمن والتّنمية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وأنّ الموارد القومية المعتمدة لإرساء الأمن القوميّ ليستْ خسارةً أبداً؛ حيثُ إنّ العوائد التي تعودُ للدّولة بسبب تحقيق أمنها القوميّ تُعدّ عوائد مُرضية وذات قيمة.

مستويات الأمن القوميّ للأمنِ القوميّ ثلاثةُ مستوياتٍ لا يتحقّق إلا باندماجها وتشاركها، وهيَ:المستوى الدّاخليّ: هو مستوىً يتعلّق بحفظِ المجتمع وحمايته من أيّ اختراقٍ أو تهديد، وإقرار مفهوم الاستقرار في كافّة المجالات. المستوى الإقليميّ: يتعلّق بالصِّلات الإقليمية للدولة مع الدّول الأخرى. المستوى الدوليّ: هو مستوىً أعلى مما سبقه؛ إذ يتعلّق بحِراك الدّولة ضمن المُحيط العالمي.

نطاق الأمن القوميّ اتّسع النّطاق الذي يشمله الأمن القومّي منذُ بداية تسعينيات القرن الماضي ليُغطّي العديد من الأنشطة الإنسانية الخاصّة بالدّولة بالإضافة للجوانب العسكرية، وقد قال المفكّر الأمريكي توماس برنت في هذا: (إذا أردت أن تعرفَ سماتَ الأمن القوميّ الجديد فلا تذهب لتتناقش مع كبار الجنرالات ولا مع أبرز خبراء الدّفاع، ولكن اذهب للمناقشة مع خبراء التّكنولوجيا والاتصالات ومنظمة التّجارة العالمية وأساتذة الاقتصاد).

يُعزى توزّع نطاق الأمن القومي إلى ازدياد التهديدات التي تواجه الدّولة؛ حيثُ لم يبقَ التّهديد العسكريّ الخارجيّ هو الوحيد الذي يُهدد أمن الدّولة، إنّما ظهرت تهديدات جديدة، كانتشار تجارة المخدّرات العابرة للحدود، والإرهاب الدّولي، وانتشار التلوّث البيئي والفقر، وتفشّي الأوبئة كالسيدا، وازدياد نسب الجريمة المنظّمة.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة