Accueilالاولىالجزائر اعتبرتها طعنة في الظهر : "بي بي" و"ستاتويل" تسحبان عمالهما

الجزائر اعتبرتها طعنة في الظهر : “بي بي” و”ستاتويل” تسحبان عمالهما

في خطوة غير متوقعة، قررت شركتا بريتش بتروليوم البريطانية وستاتويل النرويجية سحب عمالهما من موقعي عين صالح غاز وتيڤنتورين، على خلفية الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف موقع خريبشة، يوم الجمعة الماضي، في حين تؤكد سوناطراك أن هذا الإعلان لن يؤثر على مستوى الإنتاج الذي سيبقى في حجمه الطبيعي.

أوضحت “بي بي، في بيان لها، أمس، أنها قررت سحب عمالها تدريجيا من مواقع عين صالح وعين أميناس في الشركات المختلطة، خلال الأسبوعين القادمين، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يدخل في باب الاحتياط. كما ذكرت ستاتويل أنها ستسحب في الأسابيع القادمة طاقمها الموجود في موقعين، وكذلك في مركزها العملياتي في حاسي مسعود. وشددت الشركة النرويجية على أن عمالها لن يتم تعويضهم إلى غاية نهاية فترة نشاطهم.

وكشفت مصادر خاصة لـ”الخبر” أن عدد العمال المعنيين بقرار الترحيل إلى بلادهم يصل إلى 20 عاملا في موقع “عين صالح غاز”، وهم في حدود 20 عاملا أيضا في موقع تيڤنتورين، يقومون بالإشراف على الجوانب التقنية الخاصة بتشغيل قطارات الإنتاج في حقل عين صالح وعين أميناس. وأوضحت المصادر أن شركتي “بي بي” و”ستاتويل” ذكرتا لعمالهما أن قرار الانسحاب سيكون لمدة غير محددة.

بالمقابل، أكدت سوناطراك أن الإنتاج لن يتضرر برحيل العمال الأجانب. وبحسب مصدر من الشركة، “فقد أرسل وفد رفيع المستوى إلى موقع الهجوم الإرهابي من أجل الاطمئنان على العمال وتفقد مواقع الإنتاج”. وأكد أن “إنتاج الغاز تم استئنافه بعد فترة توقف قصيرة بعد الهجوم، وعاد إلى حجمه الطبيعي في الموقع بفضل مجهودات عمال سوناطراك”.

وأبرز المصدر لـ”الخبر” أن “عمال بي بي وستاتويل امتنعوا عن استئناف العمل في سيناريو مشابه لما بعد تيڤنتورين، رغم الفارق في ما حدث بين الهجومين”. أما في تيڤنتورين، فينتظر وفق مصادر من عين المكان “أن يتم الانطلاق في تشغيل القطار الثالث للإنتاج بعد أيام بأياد جزائرية”.

وسبق للشركتين البريطانية والنرويجية أن قامتا بسحب عمالهما سنة 2013 عقب العملية الإرهابية التي شهدها موقع تيڤنتورين في جانفي من ذات العام، ثم تمت إعادتهم بعد اشتراط تدابير أمنية مشددة قامت الحكومة الجزائرية بالاستجابة لها، منها فتح مراكز عملياتية خاصة في مدينة حاسي مسعود بعيدا عن مواقع الإنتاج، إلى جانب إنشاء مهابط للطائرات بقواعد الحياة في مناطق الإنتاج، وفتح ثكنات للجيش بجانب المواقع من أجل تعزيز الحماية العسكرية لها.

وشكلت عودة عمال الشركتين في تلك المرحلة اعترافا بالجهود التي بذلتها الجزائر من أجل إقناع شركائها الأجانب بأن مواقعها البترولية آمنة، خاصة أن البلاد كانت تعد لمناقصة دولية لاكتشاف البترول، وهي في أمس الحاجة لتعزيز استثماراتها من أجل تجديد الحقول التقليدية التي بدأ منسوبها يتراجع بفعل استمرار الاستغلال بها لعشرات السنوات.

ورغم أن العملية الإرهابية الأخيرة على منطقة خريبشة لم تلحق أي أذى، سواء بالعمال الأجانب أو المحليين، إلا أن الشركتين فضلتا الانسحاب تجنبا لتكرار سيناريو مأساوي مثلما حدث سنة 201٣، ولو كان الاحتمال ضعيفا. وكانت الشركتان قد تعرضتا في أعقاب هجوم تيڤنتورين إلى ضغوط قوية من أقارب الضحايا الذين حملوهما مسؤولية عدم اشتراط تأمين المواقع بالشكل الكافي.
هذا الانسحاب يأتي بعد نحو شهر من إعلان شركة “بي بي” البريطانية دخولها المرحلة النهائية من تطوير 4 حقول للغاز في نفس الموقع، وذلك بالشراكة مع ستاتويل النرويجية والشركة الجزائرية للمحروقات “سوناطراك”. ويتعلق الأمر بأحواض “غور محمود” و”عين صالح” و”جارت” و”حاسي مومن”، علما أن الموقع يضم سبعة حقول، ثلاثة منها دخلت مرحلة الإنتاج في 2004، منها الحقل المستهدف “خريبشة”، إلى جانب حقلي “الرق” و”تاج”.
وتقدر القدرة الإنتاجية لـ”عين صالح غاز” 9 ملايير متر مكعب، بينما ينتج حاليا حوالي 8 مليارات متر مكعب، مع دخول الحقول الثلاثة الأخيرة حيز الإنتاج، ويعد من أهم المواقع في الجزائر إنتاجا بعد تيڤنتورين وحاسي الرمل. ويجدر التذكير أن إنتاج الغاز في الجزائر يشكل حوالي 40 بالمائة من مداخيل البلاد من المحروقات، وتعتبر الجزائر من أهم مموني أوروبا بهذه المادة الحيوية، عبر ثلاثة أنابيب نقل تربطها بإيطاليا وإسبانيا.

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة