Accueilالاولىالجيش الجزائري يتوقع ردة فعل قوية من قبل الارهابيين

الجيش الجزائري يتوقع ردة فعل قوية من قبل الارهابيين

أظهرت كل الخطب التي ألقاها الفريق أحمد ڤايد صالح، رئيس أركان الجيش، بالنواحي العسكرية في الشهور الأخيرة، وكان آخرها أمس بالناحية العسكرية البليدة، أن السلطات تتوقع الأسوأ من جانب الجماعات الإرهابية، خاصة بعد تصعيد أعمال القاعدة المغاربية في مالي.
وقال صالح، أول أمس، أمام إطارات الجيش بالهياكل العسكرية بالبليدة، إن “النتائج الكبرى المحققة في الميدان في مجال مكافحة الإرهاب، عبر كافة النواحي العسكرية، المشفوعة بالتصدي الصارم لكل محاولات تسليحه وتموينه وتمويله، إلى جانب ضرب شبكات دعمه وإسناده من تجار المخدرات ورؤوس الجريمة المنظمة، هي نتائج تشهد جميعها على حجم الجهود المضنية والمخلصة لله والشعب والوطن، التي ما فتئنا نبذلها في الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، بحرص شديد، رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى”.
وأوضح صالح، وهو أيضا نائب وزير الدفاع، أن أفراد الأجهزة الأمنية الذين يحاربون الإرهاب، يتحلون بـ”حسَ مهني رفيع وحريص ويقظ ومسؤول”. ويشهد على ذلك، حسبه، “الروح الانضباطية سواء في مجال التقيد بصلب المقاربة العملياتية المتبناة، وسرعة التكيف مع ما يجري على الأرض، أو في مجال الإصرار، نعم الإصرار القوي والشديد على تطهير أرض الجزائر من هذه الزمرة الفاسدة والمفسدة، وتعميم نعمة الأمن والأمان على جميع ربوع الوطن، حتى يعيش شعبنا في كنف الراحة التامة والاطمئنان الكامل، وذلكم هو ما ينتظره الشعب من جيشه، وذلكم هو صلب الالتزام الصادق الذي أوجبه الجيش على نفسه”.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع أن ڤايد صالح ترأس اجتماعا حضره قائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء حبيب شنتوف، قدم فيه “توجيهات وتوصيات عامة حول مكافحة الإرهاب، وضرورة الإسراع في القضاء على الشراذم المتبقية منه”. مشيرا إلى أن “استتباب الأمن في بلادنا والتصدي الصارم وبكل قوة لبقايا الإرهاب، يستلزم بالضرورة التحلي باليقظة المستمرة، وبذل المزيد من الجهد لاجتثاث هذه الآفة الخبيثة من بلادنا”.
ويتضح من خلال مفردات الحرب التي جاءت على لسان الضابط السامي، والتي سمعها الجزائريون في التسعينات، أن الجيش ومعه كل أسلاك الأمن، يتخوف من رد فعل الجماعات الإرهابية بعد الضربات القوية التي تلقتها منذ مطلع العام، وخلفت القضاء على العشرات من عناصرها. ومن المؤكد أن السلطات الأمنية تتابع ما يجري في شمال مالي، في المدة الأخيرة، حيث عادت “القاعدة” و”المرابطون” و”أنصار الدين” و”حركة التوحيد”، إلى النشاط بشكل لافت، باستهداف بعثة الأمم المتحدة والجيش النظامي المالي.
وتندرج زيارة صالح إلى البليدة، حسب وزارة الدفاع، في إطار “الحرص الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للجانب التحسيسي والتوجيهي، وتهدف إلى الاطلاع على الوضع الأمني العام للناحية. كما تهدف إلى تكريس أسلوب التواصل الدائم والمستمر، مع الأفراد والاستماع إلى انشغالاتهم”.
وعقد صالح في خطابه، تشابها بين فترة مقاومة الاستعمار وفترة محاربة الإرهاب، فقال: “إن الحصن المنيع الذي صان الجزائر اليوم، وحصّنها من ويلات هذه المخططات الاستعمارية في ثوبها الجديد، هو نفسه الذي تحصن به شعبكم بالأمس، وتحرر بفضله من هيمنة الاستعمار الفرنسي الغاشم والبغيض. يعني أن الجزائر لن يصيبها أي سوء ولا أذى، ما دام أبناؤها يتمسكون بقيم ثورتهم التحريرية العظيمة التي كانت مثالا عالميا يقتدى به في الحرية والكرامة، ويكفيها فخرا أنها هي من قوضت الظاهرة الاستعمارية وغيرت مجرى التاريخ، وفتحت عهدا جديدا أمام الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، وتلكم مآثر خالدة سيبقى التاريخ يحتفظ بها في سجله الإنساني”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة