رغم التصريحات المتواترة من قبل العديد من القياديين في حركة نداء تونس من أن الحزب تعافى من أزماته وأنه ترك وراءه خلافات الماضي لينطلق في الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة لكن هناك من يرى ان هذه التصريحات موغلة في التفاؤل وهي تستذكر أشباح الماضي وهي تؤكد أن نجل الرئيس حافظ قايد السبسي لن يقبل بسهولة بهذه التغييرات التي تضعه على الهامش اذ ثمة أخبار تدور في كواليس منطقة البحيرة والعارفين بطبيعة هذا الرجل يستبعدون استسلامه بسهولة وقبوله بالأمر الواقع الذي فرض عليه وفرضه هو شخصيا على خصومه اذ يتوقع الا يقبل السبسي الابن بتوزيع المسؤوليات وسيترك الأمر على ما هو عليه مثلما حصل بعيد مؤتمر سوسة وبالتالي تمسكة بمفاتيح الحزب أو كما تعودنا سماعه طوال هذا الوقت حفاظه على ” الباتيندة ”
بالأمس قالت أنس الحطاب القيادية في نداء تونس ان حركة نداء تونس تعافت وأصبح حزب مؤسسات يتضمن ثلاثة هياكل سياسية.
وأكدت، أن المؤتمر كان انتخابيا وليس توافقيا، وأن التوافق هو نتيجة فرض موازيين القوى الموجودة. وبينت الحطاب أن المؤتمر كان خاليا من المحاباة والإسقاطات ومنطق العائلات، موضحة أن حافظ قائد السبسي لن يكون له منصب قيادي.
وواصلت أنه لا يمكن لأي جهة احتكار القيادة وأن العملية الديمقراطية تقتضي ابعاد سياسة الوصاية. وتابعت، أن الحزب ينتهج خارطة طريق واضحة هي تجميع العائلة الوسطية الديمقراطية.
مشيرة الى أن الحزب يتفهم غضب بعض الأطراف ويدعوهم للعودة إلى الحركة المركزية والأصل، حسب قولها. وعلقت أنه من الطبيعي أن ينظر المؤتمر في وضعية يوسف الشاهد لأنه من دوره السياسي أن ينظر في قرارات التجميد أو الطرد، مؤكدة أن الشاهد حرّ في رجوعه من عدمه.
وشكرت الحطاب كل المؤتمرين لمساهمتهم في انجاح المؤتمر نجاحا جماعيا، مبينة أن الهيئة السياسية ستجتمع من أجل توزيع المهام. وختاما، بينت الحطاب أن الحركة أضحت تنقسم الى هيئة سياسية، لجنة مركزية، ومجلس وطني.
مقابل ذلك فاجأ الرجل المقرب من رئيس الجمهورية ناجي جلول قواعد حركة نداء تونس باعلانه الانسحاب من الهيئة السياسية تحت غطاء الحفاظ على تماسك الحزب ولكن هذه الخطوة من شأنها ان تزيد في ارباك الحزب وان الهدف الرئيسي من ذلك اعادة توزيع الأوراق وفتح فجوة لنجل الرئيس ليعبر منها ..
ولكن يبدو أن الأمر صعب للغاية فهامش المناورة ضيق جدا أمامه حتى ان أقرب مقربيه ومقربي والده دعوه الى القبول بالأمر الواقع ونعني بذلك رؤوف الخماسي الذي دون أمس متوجها لصديق الأمس ” ان كثيرين شككوا في انعقاد المؤتمر و لكنه انعقد في ظروف طيبة و شفافة و ديمقراطية وفق قوله .
و بعد ان أكد ان لا غالب و لا مغلوب في هذا المؤتمر خاصة و ان 80 بالمائة من العملية الانتخابية تمت بالتوافقات دعا الخماسي لجنة المؤتمر الى التعاطي بايجابية و جدية مع الطعون المقدمة في القائمة المقترحة للهيئة السياسية حتى تكون متطابقة مع مع القانون الداخلي للحزب
كما دعا الخماسي الى الاسراع بانعقاد اللجنة المركزية بأسرع وقت ممكن لانتخاب رئيسها و من ثم استكمال تركيز باقي المؤسسات .
و ختم بالقول “انا مناكد ان الندائيين صف واحد في مواجهة اي محاولة للتشويش على المؤتمر او الانقلاب على توافقاته”