Accueilالاولىنساء تونس يفقدن الثقة في قدرة السياسيين على التغيير

نساء تونس يفقدن الثقة في قدرة السياسيين على التغيير

عملية سبر للآراء تكشف أن المرأة التونسية أكثر تشاؤما من الرجال إزاء الوضع العام في البلاد بعد أن خيب السبسي آمالها في استعادة مشروع علمانية الدولة..

أظهرت أحدث عملية سبر للآراء أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتردية التي تشهدها تونس ألقت بظلال مفزعة من الاكتئاب والتشاؤم لدى النساء أكثر من الرجال خاصة في الجهات الداخلية المحرومة في مؤشرا خطيرا على أن المرأة التي قاومت بشدة خلال السنوات الخمس الماضية موجة الفكر المتشدد بدأت ثقتها تتراجع في قدرة السياسيين على قيادة البلاد باتجاه التحديث الاجتماعي والسياسي.

وأكدت نتائج عملية سبر للآراء أجرتها مؤسسة “سيغما كونساي” خلال شهر اوت أن نسبة الاكتئاب والتشاؤم في صفوف النساء سجلت رقما قياسيا بعد أن ناهزت 81 بالمئة مقابل 76 بالمائة لدى الرجال.

وقال حسن الزرقوني مدير المؤسسة البحثية إن نساء الجهات الداخلية التي تفتقد إلى التنمية ومرافق المعيشة هن أشد تشاؤما وخاصة نساء جهات الوسط والجنوب الغربيين مثل محافظات القصرين وقفصة وتوزر وسيدي بوزيد، مشددا على أن غالبية اتجاهات الرأي العام تكاد تجمع على أن السياسيين يقودون البلاد بالاتجاه الخطأ.

وتتطابق نتائج عملية سبر الآراء مع تحاليل الخبراء في التنمية البشرية إذ يشددون على أن المرأة التونسية تعد الضحية الأولى لما يسمى بالربيع العربي وأنها تمثل قاع هرم الاستغلال والتهميش والحيف في ظل نسبة فقر عالية تصل إلى حدود 60 بالمائة ونسبة بطالة نسوية تبلغ نحو 87 بالمائة وهو ما عمق تدني الثقة في المستقبل.

ووفق الزرقوني فإن اكثر من 76 بالمائة من التونسيين يرون أن بلادهم تسير بالاتجاه الخطأ وأن أكثر من 21 بالمئة فقط يقولون أن الأمور تسير نحو الاتجاه الصحيح.

وخلال السنوات الخمس الماضية أبدت المرأة التونسية التي تمتلك تجربة متفردة في المنطقة العربية من حيث الحريات والحقوق السياسية والمدنية مقاومة شرسة ضد الجماعات المتشددة وأيضا ضد تدهور الأوضاع الاجتماعية وبدت رمزا لمكافحة سنوات الربيع العجاف، غير أن الحكومات المتعاقبة خيبت جهودها وقادت بها إلى تدني ثقتها في قدرة السياسيين على قيادة بلاد تتطلع إلى التنمية والحرية والديمقراطية.

ويربط الأخصائيون الاجتماعيون ارتفاع نسبة تشاؤم نساء تونس أكثر من رجالها إلى أن المرأة باتت الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة العامة التي أنهكت تونس ملاحظين أن الارتفاع المفاجئ جاء نتيجة نوع من الإحساس بأن التضحيات والجهود التي قادتها النساء خلال سنوات خمس خذلتها الأحزاب السياسية التي لا تستقطب سوى 18 بالمئة من النساء رغم أن المرأة تمثل قوة حية وفاعلة في المجتمع تنمويا وسياسيا.

ويشدد الأخصائيون على أن نساء تونس اللواتي حسمنا الرئاسة لصالح قائد السبسي في انتخابات 2014 على حساب مرشح الإسلاميين منصف المرزوقي من خلال أكثر من مليون صوت كن يتطلعن إلى استعادة تونس لمشروعها الوطني اللبرالي غير أن تحالف الرئيس الباجي مع النهضة أجهض تطلعات المرأة إلى قطع طريق الحكم أمام الإسلاميين.

وترتبط رؤية نساء تونس للشأن العام برؤية غالبية اتجاهات الرأي العام حيث أكد الزرقوني أن عملية سبر الآراء التي تم إجراؤها خلال مشاورات تركيز حكومة يوسف الشاهد أثبتت أن 90 بالمئة من التونسيين يعتبرون أن الوضع الاقتصادي صعب وأن 77 بالمائة يشددون على أن الوضع الاجتماعي متدهور وسيئ رغم أن 82 بالمائة يعتبرون أن الوضع الأمني واستقرار البلاد يتجه نحو التحسن.

وتأتي نتائج الدراسة في وقت اشتدت فيه وطأة الأزمة الاقتصادية واحتدت فيه تداعياتها الاجتماعية السلبية ما دعا الشاهد إلى الإعلان أن حكومته تتجه نحو انتهاج سياسات تقشف في مسعى لمباشرة إصلاحات قال إنها تستوجب تنازلات وتضحيات صعبة ومرة.

وأظهرت عملية سبر الآراء أن نحو 50 بالمائة من التونسيين لا يثقون في قدرة حكومة الشاهد على قيادة البلاد خلال المرحلة الراهنة نظرا لأنها لا تمثل حكومة وحدة وطنية بقدر ما هي ائتلاف ضم سبعة أحزاب سياسية بناء على الترضيات وليس بناء على تشخيص دقيق لكيفية تسيير مؤسسات الدولة وإدارة الشأن العام من قبل رجال دولة أكفاء ودوي خبرة.

وشدد حسن زرقوني على أن نسبة التشاؤم لدى التونسيين والتي بلغت رقما قياسيا لأول مرة تعتبر خطيرة لأنها تؤشر على أن غالبية التونسيين غير مستعدين للتفاعل مع أي مبادرات سياسية بعد أن فقدوا الثقة في الأحزاب والحكومات لافتا إلى أن الحل يكمن في توفير إصلاحات ملموسة تهم الحياة اليومية والمعيشية.

المصدر ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة