Accueilالاولىالبزنس أولا وأخيرا : ماوراء التحذير الأمريكي والبريطاني

البزنس أولا وأخيرا : ماوراء التحذير الأمريكي والبريطاني

ي تحذير مفاجئ أعلنت السلطات البريطانية أمس الأول عن مخاوف جدية تتعلق بسلامة الطيران إذ قالت ان هناك تهديدات ارهابية تتهدده.

وقررت السلطات البريطانية الشروع في اتخاذ اجراءات أمنية اضافية بالنسبة الى الرحلات الجوية التي تنطلق من عدد من المطارات من بينها المطارات التونسية ويأتي هذا التحذير بسبب معلومات استخباراتية غير محددة حول امكانية حصول عملية ارهابية بواسطة جهاز الكتروني يعتقد انه جهاز كمبيوتر يستهدف احدى الرحلات المتجهة الى بريطانيا او الولايات المتحدة.

وحظرت الولايات المتحدة حمل الكومبيوتر المحمول والأجهزة الرقمية على متن الطائرات القادمة من ثماني دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ونقلت شبكة اي. بي. سي الإخبارية الأمريكية، نقلا عن مسؤولين قولهم: «إن تنظيم الدولة الإسلامية حاول تطوير طرق جديدة لنقل المتفجرات على الطائرات، من خلال حشوها في أجهزة إلكترونية»

واعتبرت الحكومة الأمريكية أن تلك المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بهذا النشاط «مدعومة بالأدلة وذات مصداقية» إذ بررت وزارة الأمن الداخلي القرار بقولها «إن التنظيمات الإرهابية تواصل استهداف طائرات نقل المسافرين، واعتماد طريق جديدة في إخفاء المتفجرات داخل الأجهزة الإلكترونية».

وأعلنت الحكومة البريطانية من جهتها، حظرا مماثلا على حمل أجهزة الكمبيوتر المحمولة واللوحية على متن الطائرات القادمة إلى المملكة المتحدة من تركيا ولبنان والأردن ومصر وتونس المملكة العربية السعودية.

وقالت الحكومة البريطانية إن هذا القرار جاء عقب محادثات أجريت بشأن سلامة الطيران وإنه كان «ضروريا وفعالا ومتناسبا»، لكنها لم توضح إن كان قرار الحظر مبنيا على معلومات استخباراتية فعلية، أم تهديدات ذات علاقة بالتنظيمات المتشددة.

ورغم أن الحكومة الأمريكية تحدثت عن «تهديدات» غير محددة، فإن المتحدث الرسمي باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لم يشر إلى أن القواعد الجديدة مرتبطة بمعلومات استخبارية محددة.

ويأتي هذا التحذير وسط تنامي الآمال بأن يستعيد القطاع السياحي في تونس عافيته لكن يخشى ان تخلف هذه التحذيرات المتتالية الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا آثارا جانبية على الحجوزات التي انطلقت منذ أسابيع قليلة

وفي تصريح صحفي أول أمس الثلاثاء قال رضا السعيدي المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة لوكالة رويتر للأنباء أنه من المتوقع أن ينمو عدد السياح الأجانب القادمين الى تونس بنحو 30 بالمئة في 2017 مقارنة بالعام الماضي مع استقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات.

وقال السعيدي «نتوقع أن ينمو عدد السياح الأجانب هذا العام بنحو 30 بالمئة ليبلغ 6.5 مليون سائح بعد تراجع كبير بسبب هجومين ارهابيين في 2015.» وذكر مسؤولون في وزارة السياحة أن الوجهة التونسية تشهد حجوزات هامة من روسيا وعدة أسواق أوروبية أخرى مع تحسّن الوضع الأمني بشكل كبير ورفع عدد من البلدان الغربية حظر السفر الى تونس.

وتزامن التحذير البريطاني مع زيارة أداها أول أمس الى تونس كبير مستشاري الدفاع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الدفاع البريطانية الجنرال توماس بيكيت الذي التقى وزير الدفاع فرحات الحرشاني الذي اكد وفق بلاغ لوزارة الدفاع أن تونس التي تخوض حربا على الإرهاب، في حاجة إلى الرفع من مستوى التعاون العسكري بين تونس وبريطانيا في مجالات التكوين والتدريب والاستعلام وتبادل الخبرات، وكشف الألغام المضادة للأشخاص بما يساهم في دعم القدرات العملياتية للقوات المسلحة لمواجهة الإرهاب، ملاحظا أن توفير عوامل الأمن على الحدود هو حماية لتونس ولأوروبا.

وأكد وزير الدفاع بخصوص الوضع في ليبيا، أن الحل السياسي والوفاق بين مختلف الأطراف المتنازعة ، يمثلان الأداة المثلى لتجاوز الأزمة في هذا البلد الشقيق واستعادة أمنه واستقراره والانخراط في بناء مؤسساته.

ومن جهته، عبر الجنرال البريطاني عن استعداد بلاده لدعم تونس في مكافحتها للإرهاب عبر التعاون في مجال التكوين والتدريب والاستعلام، منوها بجاهزية القوات الخاصة ومستواها الرفيع.

ومن المنتظر ان يجبر التحذير البريطاني سلطات المطار على اتخاذ اجراءات استثنائية لمراقبة المسافرين القاصدين مطار هيثرو علما بان لدينا رحلة يومية نحو هذه الوجهة .

مقابل ذلك يشكك الخبراء في مجال النقل الجوي من صدقية هذه التحذيرات التي يخشى ان تكون وراءها صراعات تجارية بين كبريات شركات النقل العالمية .

علما بأن لوبيات النقل الجوي سبق لها وان طالبت من الرئيس الأمري السابق براك أوباما باتخاذ اجراءات ضدشركات النقل الجوي خاصة في الامارات وقطر التي استحوذت على سوق النقل الجوي في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية الا انه تردد في ذلك ليعود الملف من جديد مع الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يتبنى سياسة حمائية واضحة ويقوم تحت غطاء مكافحة الارهاب بمحاصرة الشركات الخليجية لفائدة الشركات الأمريكية .

ومنذ أكثر من عامين، تخوض شركات الطيران الاميركية الثلاث الكبرى (“دلتا” و”اميركان ايرلاينز” و”يونايتد”) حملة في واشنطن لدفع الحكومة باتجاه إعادة النظر في سياسة الأجواء المفتوحة التي تستفيد منها شركات الطيران الخليجية الكبرى.
وتتهم الشركات الاميركية نظيراتها الخليجية بالاستفادة من مساعدات حكومية، وبالتالي منافسة غير قانونية. وقالت الشركات الثلاث في تقرير في العام 2015 ان الشركات الخليجية تلقت مجتمعة 42 مليار دولار من الدعم والمساعدات من حكوماتها منذ العام 2004.
وقال الخبير الاميركي في شؤون الطيران كايل بايلي لفرانس برس ان الشركات الاميركية “ستستفيد (من القرار) لان الشركات تجني أرباحها من ركاب الدرجة الاولى (…) وهؤلاء لن يختاروا طائرة لا يمكن أخذ كومبيوتر محمول اليها”.
وتابع “لا يريد هؤلاء ان يخسروا 12 ساعة عمل”.
وردا على القرار، اختارت “طيران الامارات” مقاربة الموضوع من زاوية المزاح، اذ بثت على تويتر اعلانا يتباهى بنظام الفيديو المتاح على متن طائراتها ويقول “في النهاية من يحتاج الى حواسيب محمولة وأجهزة لوحية؟” وسأل مغرد على تويتر “ألا يمكن لارهابي يحمل جهازا الكترونيا متفجرا أن يصعد على متن طائرة أخرى (غير مستهدفة بالقرار) ويتوجه به الى الولايات المتحدة؟ بلى!” وكتب مغرد اخر “ساظل وفيا للطيران في الخليج حتى ولو أصبحت طائراته بلا مقاعد”.
emiraites

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة