Accueilافتتاحيةماذا يريد ماتيو سالفيني من تونس

ماذا يريد ماتيو سالفيني من تونس

يبدو أن العلاقات بين تونس وروما ليست على مايرام مع وصول اليمين المتطرف الى الحكم في ايطاليا ويبدو أيضا ان المسؤولين الجدد هناك وجدوا تساهلا كبيرا من السلطات التونسية ليتحول مواطنوها الى مثل سيئ يستخدمه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ماتيو سالفيني الذي لم يعط أي اهتمام لاستدعاء الخارجية التونسية لسفير بلده في تونس احتجاجا على تصريحات عنصرية طالت الجالية التونسية هناك وبلغت عمليات طرد للتونسيين بحجج أمنية منذ جانفي الماضي الى حد يوم أمس 78 عملية ووصلت عمليات الطرد منذ سنة 2015 الى 315 عملية اذ أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أمس الثلاثاء أنه تم طرد مواطن تونسي (44 عاما) لأسباب أمنية، كان محكوما لسوابق جنائية في جرائم اعتيادية.

وقالت مذكرة لمقر وزارة الداخلية، قصر (ڤيمينالي) أن «الاهتمام انصب على الرجل أثناء إمضائه فترة محكوميته في سجن بولتسانو»، وذلك «إثر علاقات وثيقة أقامها مع معتقل عراقي سُجن بعد ثبوت تزعمه لمجموعة تنشط في مجال تجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا»، وأنه «بفضل هذه العلاقة، تمكن الرجل من الحصول على مواد وأشياء لا يُسمح بإدخالها الى قسم الرقابة القصوى الذي كان محتجزا فيه».

وذكر البيان أنه «بعد الإفراج عن المواطن التونسي، قدم وبشكل متكرر، معلومات ووثائق مزيفة في محاولة الإفلات من عملية الطرد»، وعلى وجه الخصوص «تمكن إحدى المرات من خداع عنصر المراقبة المرافق له ولاذ بالفرار، بعد التعرف عليه في القنصلية التونسية بنابولي»، جنوب البلاد.

وأشار البيان الى أن الرجل «تم تقفي أثره لاحقاً في بادوفا، وألحق بمركز الإقامة لأجل الطرد في برينديزي، حتى إعادته إلى وطنه امس عبر رحلة مباشرة من مطار روما الدولي إلى تونس».

وأول أمس استغل السيد سالفيني خبرا تناقلته وسائل الاعلام التونسية حول احباط عملية هجرة غير نظامية كان أبطالها من المتطرفين ليجدد تنكيله بجميع التونسيين والتونسيات ويجد ما يعتبره حجة كافية لتشدده مع ملف الهجرة وفي تغريدة له كتبها أول أمس كتب سالفيني «السلطات التونسية أوقفت 9 متشددين إسلاميين حاولوا الانطلاق على متن قارب مطاطي للوصول إلى إيطاليا». وأردف مشيرا إلى أن هذا «يتناقض مع من يقولون إن الارهابيين لا يأتون على متن قوارب الهجرة..».

وأمام صمت السلطات الرسمية للرد على هذه الاتهامات اضطر المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي في تصريح اذاعي امس إلى نفي الصبغة الإرهابية ضد الجانب الايطالي في عملية الإجتياز.

وفي جوان الماضي استدعت الخارجية التونسية السفير الايطالي بتونس للتعبير عن «استغرابها الشديد» من تصريحات مشينة لماتيو سالفيني بشأن الهجرة» الذي صرح خلال زيارة قام بها إلى صقلية أن تونس، البلد الحر والديموقراطي، لا يرسل إلى إيطاليا أناسا شرفاء بل في أغلب الأحيان وبصفة إرادية مساجين سابقين وجاءت تصريحات سالفيني عشية زيارة يعتزم القيام بها الى تونس ضمن جولة مغاربية كمقدمة لما ينتظر نظراءه التونسيين من هذا اللقاء اذ كشف مطلع الشهر الجاري أنه «سيزور تونس قريبا، وستكون له جولة في الجزائر والمغرب، وأن بلاده تريد أن تعود حليفة لهذه الدول، وهي بصدد إعداد مشروع هام، سيوفر أكثر من مليار دولار لدعم اقتصاد كل من تونس والجزائر والمغرب وتوفير مواطن شغل».

وتابع: «سأتحدث إلى نظيري التونسي حول وجود المهاجرين التونسيين غير الشرعيين، إذ لا يبدو لي أن هناك حروبا أو أوبئة أو مجاعات في تونس»، لافتا الى أن «الكثير من الإيطاليين ليس لديهم المأوى المناسب، وليس من المعقول والحال كذلك توفير المسكن لنصف القارة الإفريقية»، حسب تعبيره.

وأكد سالفيني للجنة التونسيين في الخارج التي زارت مقاطعة لاغوريا جنوب إيطاليا، أنه «لا يقصد إهانة تونس من خلال تصريحاته الأخيرة»، معرباً عن أسفه واعتذاره إذا ما تم فهم ما جاء على لسانه بطريقة خاطئة.

وأوضح سالفيني أن تونس صديقة لإيطاليا وقامت بدور كبير في الحدّ من الهجرة غير النظامية، وتحقيق الاستقرار والتوزان في الجوار المتوسطي، وبالخصوص مع الجانب الليبي.

وقال سالفيني إنه ينوي زيارة تونس، قريباً، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة على جميع الأصعدة، ومن بينها القضايا التي تهم الأمن المشترك والجهود المبذولة للتصدي للهجرة غير النظامية.

وأضحت ظاهرة الهجرة السرية من إفريقيا ، مصدر قلق حقيقي للحكومات الأوروبية التي تتحرك في جميع الاتجاهات وتتبادل الاتهامات من أجل وقف موجة الهجرة المتدفقة على سواحلها، بما فيها وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي، لجعل نظيراتها في شمال إفريقيا تقوم بدور حارس شواطئها عن بعد ويخشى ان يكون التصعيد الايطالي المتواصل على تونس مقدمة لمحاولة اجبارها على قبول احتضان منصة للمهاجرين غير الشرعيين .

ولم يتوقف ماتيو سالفيني على التأكيد على «مضي بلاده قدما في صدّ موجات المهاجرين، على الرغم من ارتفاع أصوات في دوائر كنسية ضد سياستنا». ولفت إلى أن الخيار أفضى إلى تراجع كبير في أعداد الوافدين منذ جوان الماضي.

وذكر في منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك «في الشهرين الأولين لتولي الحكومة الجديدة لمقاليد الحكم في إيطاليا تقلصت أعداد المهاجرين بأكثر من ثلاثين ألفا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.. الإرادة قوة.. لقد انتقلنا من الأقوال إلى الأفعال».

وفي رد يترجم عزيمة وإصرار الحكومة على تنفيذ سياساتها تجاه المهاجرين غير الشرعيين، والصمود في وجه انتقادات الدوائر الداخلية، ذكر بأنه «يمكنهم إهانتي، مهاجمتي وتهديدي بقدر ما يريدون، لكنني لا أتوقف، لأنني أعمل من أجل مصلحة الإيطاليين، وأنا أعلم أنهم معي».

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة