Accueilافتتاحيةهل سقط الرئيس في شراك الغاية تبرر الوسيلة

هل سقط الرئيس في شراك الغاية تبرر الوسيلة

بدأت مخاوف المترددين على اطلاق الأحكام الجاهزة  حول وضعية رئيس الجمهورية  وقرار اللاقرارا الذي اتخذه فيما يخص التعديلات المدخلة على المجلة الانتخابية  تجد طريقها لمن يستمع اليها باهتمام  خاصة وان فتات المعلومات الذي يصلنا من قصر قرطاج لا يرد على الاسئلة الملحة حول صحة الرئيس وقدرته على اتخاذ القرار بل يعمق الحيرة  ويفسح المجال لكل التأويلات والتخمينات

لن نعيد ما اتفق حوله ما تبقى من عقلاء في البلاد من ان رئيس الجمهورية الذي سعى للثأر لنفسه من خصومه السياسيين فضل وضع البلاد أمام حفرة عميقة من الفوضى قد تسقط فيها في اية لحظة لا قدر الله 

لقد كان امامه اكثر من خيار لممارسة حقه الدستوري ومن وراء ذلك سلطته اذ كان امام خيار يخرجه  من كل لوم  وتعزير اذ كان بامكانه في احسن الاحوال ان يدعو الشعب التونسي صاحب السيادة للحسم في هذه التحويرات على المجلة الانتخابية عبر الاستفتاء رغم عسر المهمة ولكنها لن تخرج من اطارها الدستوري 

لكن رئيس الجمهورية وبذهابه نحو اللاقرار عزز اتهمات خصومه الذين يؤكدون في كل يوم من انه رهينة عائلته  التي عقدت صفقة مع حلفاء الرئيس للحصول على خروج امن بعد مغادرة الرئيس لقصر قرطاج ولئن كنا ضد هذا المنطق منطق الافلات من العقاب الا ان  ذلك سيضع البلاد رهينة بين أيادي  المافيات بكل اشكلها ويضعها امام مستقبل مجهول 

صحيح ان خصوم الرئيس اليوم وخاصة أصحاب مشروع التعديلات على القانون الانتخابي حججهم ضعيفة جدا وقد خربرناهم ونحن نتابع فشلهم المبرمج في انتخاب بقية أعضاء المحكمة الدستورية  ولكن ذلك لا يمنعنا من القول ان الرئيس عالج  الخطأ بخطأ  

يتابع المراقبون المحليون كما الدوليون بحيرة كبيرة لما يجري هذه الأيام في تونس من تخبط سياسي وصفه الجميع بأنه سريالي أكثر من اللزوم  يضاف اليه الوضع الاقتصادي المشوش  

ولكن ما الذي يدفع برئيس محنك كما يقال ان يدخل في مجال هذه الخيارات الخطيرة التي ستجعل من كل المؤسسات الدستورية مؤسسات موازية  لا سلطة لها .

هل هو انقلاب ناعم على الدستور  سيؤدي بالبلاد التي تعاني اصلا من أزمات اقتصادية واجتماعية لا تنتهي . أم أن  الوضع  اصبح خارج عن سيطرة مؤسسة الرئاسة ونحن نتابع كواليس ما يجري في مكاتب قصر قرطاج حيث تحولت العديد من مكاتبه الى غرفة عمليات لاحد الاحزاب تصدر منها الأوامر والتعليمات .

ويكفي ان نلحظ التصريحات الصادرة عن المدير التنفيذي لحركة نداء تونس الذي أصبح بقدرة قادر ناطق رسمي باسم رئاسة الجمهورية  فاختلط البيت بالقصر وتحولت البلاد الى ما يشبه مزرعة خاصة  يمارس فيها كل شهواته وخصوماته التي لا تنتهي  

تعددت الدعوات  الى رئيس الجمهورية خلال الساعات القليلة الماضية الصادرة عن  عقلاء البلاد بأن ترك الحبل على الغارب   لن يمنحه اكليل المجد  وسيلطخ ما بناه طوال سنوات

فالرئيس  مطالب ان يخرج للناس ويكشف لهم عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ تلك الخطوة على خطورتها  ولا اعتقد ان الحجة ستعوزه وينتهي بذلك الجدل حول مدى قدرته على اتخاذ القرار

ان مشكلة الإيمان بالقيم المطلقة أنها قد تقود صاحبها الى شراك الغاية تبرر الوسيلة  

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة