Accueilالاولىمجرد رأي – أغلقوا أنوفكم وصوتوا لشيراك

مجرد رأي – أغلقوا أنوفكم وصوتوا لشيراك

جمال العرفاوي

بعد أن نزلت نتائج الجولة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في فيفري 2002  صعق عدد كبير من الفرنسيين  وخاصة من مؤيدي اليسار الذين رأووا مرشحهم آنذاك ليونيل جوسبان يغادر الحلبة تاركا مكانه في الجولة  الثانية  لزعيم أقصى اليمين جون ماري لوبان الذي سينافس  مرشح اليمين جاك شيراك

تفجرت المظاهرات الغاضبة في المدن الفرنسية الكبري خلال الساعات الأولى بعد اعلان النتائج احتجاجا علي تأهل زعيم تيار أقصي اليمين إلي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية فالهزيمة كانت مدوية للمرشح اليساري ليونيل جوسبان رئيس الوزراء‏ في حينه ,‏والذي أعلن أنه  سيعتزل الحياة السياسية بعد انتهاء الانتخابات‏.‏
وفي خضم مواجهات الشرطة مع المحتجين وقبل ان يستوعب اليساريون هزيمتهم دعا فانسان بايون المتحدث باسم الحزب الاشتراكي مؤيدي الحزب للتصويت للرئيس جاك شيراك في الجولة الثانية‏,‏ وذلك دون أي تردد

ورغم هذا الدعوة الصريحة تعالت الأصوات من اقصى اليسار تدعو لمقاطعة الاثنين  خاصة وأن موقفهم من الجبهة الوطنية التي يتزعمها لوبان كان معلوما ولا يمكن ان يتزحزح ولكن بالنسبة لشيراك فانهم اتهموه بالمساهمة في صعود لوبان عبر خطاب تحريضي ضد الاشتراكيين  حتى انهم قالوا صراحة اننا  لا نطيق رائحته حتى ندعو للتصويت اليه في الجولة الثانية ولكن في الاثناء خرج فيلة اليسار من قال صحيح اننا لا نطيق رائحته لكننا سنغلق أونفنا وسنصوت له

فوزير الاقتصاد الفرنسي لوران فابيوس‏,‏ وهو اشتراكي‏ دعا  إلي إقامة حاجز أمام اليمين المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية‏,

اما جان بيير شيفنمان مرشح القطب الجمهوري اليساري فقد طالب بدوره ناخبي اليسار  إلي ما سماه بعدم تسليم الشعب وفرنسا للجبهة الوطنية

وهكذا تحول شعار اغلق انفك وصوت لشيراك الى مفتاح سحري لقادة اليسار لاقناع الناخبين الذين سيتوجهون نحو صناديق الاقتراع ويقتلع شيراك فوزا لا مثيل له بعد حصده لاكثر من 80 بالمئة من الأصوات

ولكن هذا التاييد  من قبل اليسار لعدوهم التاريخي لم يمنعهم من استخلاص الدروس اذ اعتبروا أن نتائج المرحلة الأولي تمثل جرس إنذار للسياسيين من اليمين واليسار لإعادة تنظيم صفوفهم‏,‏ لأنها عبرت عن استياء الشعب الفرنسي من المناخ السياسي حينها خاصة ما يتعلق منه بما يسمي بـالتعايش بين اليمين واليسار‏,‏ والمتمثل في وجود الرئيس اليميني جاك شيراك‏,‏ والحكومة اليسارية برئاسة جوسبان‏,‏ ومن قبلهما الرئيس اليساري فرانسوا ميتران‏,‏ والحكومة اليمينية برئاسة شيراك‏.

لم يكتشف الفرنسيون الماء الساخن من جديد ولكنهم فهموا انه في عالم السياسية لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون فهناك مصالح دائمة

وهذا ما يجب ان يفكر فيه الافرقاء السياسيون اليوم في بلادنا من أجل وضع حاجز امام العابثين بمصالح

شعب ارهقه الانتظار طوال اربع سنوات بلا انقطاع

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة