Accueilالاولىمسؤول أمني ليبي : هجوم الدواعش على بن قردان لن يكون الاخير

مسؤول أمني ليبي : هجوم الدواعش على بن قردان لن يكون الاخير

أكد مصدر أمني ليبي أن الهجوم الذي قام به تنظيم الدولة الإرهابي على مدينة بن قردان   قد لا يكون الأخير، متوقعا أن يقوم تنظيم “داعش” بهجوم كبير على تونس بالآلاف من عناصره إذا قامت دول غربية باستهداف مركزه الرئيسي في مدينة سرت (وسط ليبيا)، حينها سيضطر الآلاف من عناصره إلى الهروب إلى تونس، خاصة وأن 70 بالمائة من عناصر داعش في ليبيا من جنسية تونسية، دون أن يستبعد هروب فلول داعش إلى الجزائر عبر الحدود، خاصة نقطتي جانت والدبداب.

وقال المصدر الأمني الليبي  الذي رفض الكشف عن هويته،في تصريح لجريدة الخبر الجزائرية ,  الأحد “إن عشرات “الدواعش” الذين هاجموا بن قردان التونسية (ما بين 50 و60 عنصرا)، هم أنفسهم الذين تم استهدافهم في مدينة صبراته الليبية (100 كلم عن الحدود التونسية) قبل أسابيع، سواء عبر غارة أمريكية قضت على 50 عنصرا منهم، أو عبر ثوار المنطقة الغربية ” قضوا على 20 عنصرا وأسروا عددا غير معلوم منهم”.

موضحا أنه بعد طرد عناصر داعش من صبراته الليبية، الذين كانت أعدادهم بالمئات وغالبيتهم من تونس، بالإضافة إلى العشرات من ليبيا، توجهوا إلى الحدود التونسية وقاموا بهجوم صغير (قتل فيه خمسة عناصر من التنظيم الإرهابي)، قبل أن يقوم العشرات منهم بهجوم كبير على مدينة بن قردان لإعلانها كولاية داعشية، واستهدفوا مراكز الأمن والدرك والجيش، بهدف إسقاط ركائز النظام التونسي في المدينة، بالاستعانة بخلاياهم النائمة داخل بن قردان. وأشار المصدر الأمني الليبي إلى أن مسؤولين تونسيين أعلنوا أنهم منعوا 9 آلاف تونسي من الالتحاق بداعش في سوريا، مضيفا أن هؤلاء الأفراد هم بمثابة خلايا نائمة لتنظيم الدولة في تونس، وقد يتحركون في أي لحظة يقوم فيه “داعش” بهجوم كبير على تونس بعد استهداف معقله في سرت الليبية. مؤكدا بأن قيام أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا بهجوم على داعش في سرت، قد يؤدي إلى استقبال تونس، وحتى الجزائر، عناصر داعش الهاربين عبر الصحراء بدل اللاجئين الليبيين.

كما وصف نفس المتحدث هجوم “داعش” على بن قردان بأنه “انتحاري”، خاصة وأن الجيش التونسي معروف بانضباطه وتدريبه بالرغم من قلة عدده، لكنه أشار إلى أن الأجهزة الأمنية في غرب ليبيا لاحظت تساهلا للجيش التونسي (قبل هجوم بن قردان) مع عناصر مشبوهة، خاصة على الحدود مع ليبيا، (في إشارة إلى التحاق مئات التونسيين بداعش في ليبيا دون أن يوقفهم الأمن التونسي على الحدود)، ما دفعه للتساؤل عن السر وراء هذا “التساهل”، قبل أن يجيب بفرضية رغبة الأجهزة الأمنية التونسية بالعودة إلى زمن سطوتها أيام “بن علي”، ولا يكون ذلك إلا عبر تعرض تونس لتهديد أمني يجعل حاجتها للاعتماد على أجهزتها الأمنية أكثر من ملحة.

كما كشف هذا المصدر الأمني الليبي أن داعش في ليبيا تمكن من ربط اتصالات له بجماعة بوكو حرام في نيجيريا، التي بايعت هي الأخرى تنظيم داعش، مؤكدا أن هذا الخط يمر عبر الجنوب الشرقي الجزائري بالقرب من منطقة “جانت” في ولاية إليزي.

وأوضح المصدر أن عناصر داعش والتنظيمات المتحالفة معه أو القريبة منه فكريا في منطقة الساحل الإفريقي، يتحركون على محور “سرت” مرورا بالصحراء الليبية (بحر مفتوح من الرمال)، وصولا إلى منطقة أوباري في الجنوب الغربي لليبيا (تشهد قتالا متقطعا بين الطوارق والتبو حول السيطرة على طرق التهريب)، ومنها إلى بلدة “غات” (تشهد النزاع نفسه الذي تعيشه أوباري)، وهذه الأخيرة لا تبعد عن مدينة جانت الجزائرية سوى بـ 80 كيلومترا، ومنها يتم الانتقال إلى النيجر ومالي التي تعج بالجماعات المسلحة، وصولا إلى شمال نيجيريا التي تتمركز بها جماعة بوكو حرام.

وأكد المصدر الليبي أن نشاط الجماعات الإرهابية على هذا المحور كان قائما حتى في زمن النظام الليبي السابق، لكنه عرف نشاطا أكبر في السنوات الأخيرة بسبب الوضع الذي تعيشه ليبيا، وضعف سيطرتها على حدودها.

واعتبر المصدر ذاته أن الحدود الجزائرية الشرقية مع ليبيا ليست في منأى عن أي هجوم لعناصر “داعش” في سرت، في حال اضطروا إلى الهروب في الصحراء بحثا عن ملجأ آخر، في حال استهدف الغرب مركزهم في سرت الذي يؤوي آلاف العناصر المسلحة والمدربة، مشيرا إلى أن مثلث “غدامس – الدبداب” الذي يشكّل منطقة تقاطع للحدود بين ليبيا والجزائر وتونس، قد يكون أحد خيارات العناصر الإرهابية الهاربة من سرت في حال استهدافها.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة