Accueilالاولىداعش : Game Over

داعش : Game Over

سلط الكاتب كلينتون واتس في مجلة فورين بوليسي الضوء على الخسارات التي يعانيها داعش منذ فترة في سوريا والعراق وربط بينها وبين احتمالات لجوء التنظيم الإرهابي إلى تغيير إستراتيجيته في الخارج كي يثبت أنه لا يزال قادراً على الإنتصار.

وقال:” عندما يشتد الخناق على حيوان ، يقاتل بضراوة، يرفس ويصرخ، آملاً في إيجاد فرصة يتمكن خلالها من البقاء على قيد الحياة. في سوريا والعراق يلهث داعش من أجل الحصول على الهواء. قبل عام، ازدهر من فتوحات الميادين، وفرض الشريعة وترويج وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الولاء في صفوفه ينحسر مع تراجع النجاحات. في الأشهر الاخيرة ، عانى داعش من خسائر في الأراضي لمصلحة القوات الكردية، ومن فقدان قادة كبار، وشهد تصاعداً في الإنشقاقات، وقتل جواسيس في صفوفه، وسربت معلومات عن أعضائه على طريقة اداورد سنودن”.

من بعيد، يقول واتس، إن الهجمات الأوروبية الأخيرة يمكن أن توحي بأن داعش هو أقوى من أي يوم، “لكن الأمر معاكس”، فالجماعة في حاجة ماسة إلى إظهار علامات نجاح من أجل شدّ عصب صفوفها والإيحاء بدعم شعبي دولي. وبما أنه يصعب تحقيق هذه النجاحات في سوريا والعراق، فقد بدأ التنظيم يفتش في أماكن أخرى. من باريس إلى إسطنبول وبروكسل، تحرك داعش بتصميم إلى أوروبا، حيث هناك إرهابيون بلا حدود

وبهذه الطريقة، يقول واتس، يحذو داعش حذو حركة الشباب الصومالية التي ارتكبت أعمال عنف في سبيل إقامة دولة يحكمها الإسلام. و”مثلما عانت الشباب تراجعاً في الصومال في الأعوام الأخيرة، فإن داعش في سوريا والعراق بدأ في الإنتقال من كونه قوة تقليدية تسعى إلى كسب الأراضي، إلى ممارسة إرهاب إقليمي ودولي سعياً إلى مكان للبقاء”.

عندما خسرت الشباب الأرض لمصلحة إئتلاف دولي، إنتقلت إلى العمليات الإنتحارية والهجمات الصادمة ضد أهداف سهلة في مقديشو، وشنت هجمات إرهابية في الإقليم عبر شبكة من المقاتلين الأجانب ومنتسبين في كينيا وأوغندا وتنزانيا. ويلفت واتس إلى أن داعش يتبع الآن مساراً مشابهاً، ولكن ثبت أن رهاناته أكبر. فخلافاً لحركة الشباب الأصغر حجماً، أثبتت إحتمالات الإرهاب والأهداف المحتملة لداعش بأنها بلا حدود.

ويتزعم أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة، شبكة من المقاتلين الأجانب هي الأكبر في تاريخ الإرهاب والأكثر تنوعاً والمدربة تدريباً عالياً. وتدعمها العشرات من فروع داعش في أربع قارات بمقاتلين متمرسين.
ويقارن واتس بين داعش وتنظيم القاعدة، مذكراً بأن الأخير استنفد عقداً كي ينفذ هجومين أساسيين في أوروبا، أحدهما على وسائل النقل في بريطانيا عام 2005 والآخر على محطة للقطارات في مدريد عام 2004. أما “داعش فقد تجاوز القاعدة بضربه أوروبا في غضون أشهر. وبعد الهجوم على مجلة “شارلي ايبدو” ومتجر في باريس في جانفي 2014، ضرب داعش مجدداً في نوفمبر الماضي، إذ اجتاح مقاتلون أجانب سابقون مع إنتحاريين من المجندين الجدد العاصمة الفرنسية، لتتولى الماكينة الدعائية للتنظيم استغلال الهجوم على أوسع نطاق.

ولفت واتس إلى أن منفذي هجمات باريس لم يكونوا سوى رأس جبل الجليد لإرهاب داعش في أوروبا. فبعد أربعة أشهر من المطاردة تمكنت بلجيكا أخيراً من إلقاء القبض على صلاح عبد السلام المشارك في هجمات باريس. لكن اعتقاله تسبب بهجوم إرهابي رئيسي في بروكسل، يبدو أنه كان مخططاً له منذ مدة. ومجدداً انتشرت صور تفجير المطار ومترو الأنفاق على وسائل التواصل الإجتماعي في غضون ساعات، موفرة بذلك نجاحاً تتوق إليه الجماعة.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة