Accueilالاولىالواشنطن بوست : قوات أمريكية خاصة وسط ليبيا

الواشنطن بوست : قوات أمريكية خاصة وسط ليبيا

كشف مسؤولون أمريكيون أن قوات أميركية خاصة تمركزت في موقعين في شرق وغرب ليبيا منذ أواخر عام 2015، كُلفت بكسب شركاء محليين قبل هجوم محتمل ضد داعش.

ويقوم فريقان مجموعهما حوالي 25 جنديا بالعمل حول مدينتي مصراتة وبنغازي لتحديد الحلفاء المحتملين من الفصائل المسلحة المحلية وجمع المعلومات الاستخباراتية عن التهديدات، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مهمة حساسة في الخارج.

إقحام مجموعة صغيرة من الجنود الأمريكيين في البلد الذي يعج بتهديدات المتشددين يعكس مخاوف إدارة أوباما من تغول فرع داعش في ليبيا ويؤكد توقعات واسعة النطاق بشن حملة واسعة ضده هناك. على مدى أشهر، وضع البنتاغون خطط تدخل محتمل ضد التنظيم، الذي يضم عدة آلاف مقاتلين في مدينة سرت الساحلية وغيرها من المناطق. ويشكل وجود موظفين أميركيين، الذين لم يُبَلَّغ سابقا عن وجودهم المستمر، علامة على وجود نسق متسارع في التحضير لحملة عسكرية أخرى في ليبيا.

كما تشكل البعثة مثالا على اعتماد الرئيس أوباما على وحدات النخبة في تحقيق أهداف مكافحة الإرهاب في ما يعرف بـ “عمليات المناطق التي تتميز بانخفاض مستوى الرؤية”.

وقال مسؤولون أمريكيون وليبيون إن أنشطة “فرق الاتصال” الأمريكية كما يسمونها ، تجري بالتوازي مع قوات نخبة حليفة من فرنسا ودول أوروبية أخرى في نفس المناطق.

ويأمل المسؤولون أن يكون لهذه القوات الخاصة أثر كبير في نهاية المطاف على فعالية القوات المحلية. قوات العمليات الخاصة في سوريا، على سبيل المثال،  تحاول توجيه عمليات المعارضة ومساعدتهم على الاستفادة من القوة الجوية الخارجية بينما تزحف على مواقع داعش هناك.

“هذا النوع من الأنشطة يمكن أن يكون الفرق بين النجاح والفشل في منطقة تصنفها الإدارة بأنها خارج الأعمال العدائية الفعلية”، وفق وليام  فيشلر، الذي كان مسؤولا بارزا في البنتاغون يشرف على أنشطة العمليات الخاصة حتى العام الماضي. “أنت ترسم خرائط الشبكات المحلية، الودية وغير الودية.”

القوات الأمريكية التي بدأت زيارات إلى ليبيا في الربيع الماضي، وأنشأت مواقعها هناك، بدأت تجني ثمار العلاقات مع جماعات حشدتها لهجوم محتمل ضد داعش في معقله في سرت.

ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع بيتر كوك تقديم معلومات محددة عن فرق التقييم الأميركية. لكنه قال إن العسكريين يجتمعون دوريا مع مجموعة متنوعة من الليبيين “في محاولة لمساعدتهم على إعادة تأسيس بيئة سليمة وآمنة”.

عنصر أساسي للبعثة هو تحديد الفصائل التي سوف تعلن تأييدها لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة الهشة. فمنذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014، سيطرت على ليبيا حكومتان متنافستان في شرق البلاد وغربها. إدارة أوباما وحلفاؤها الاوروبيون يأملون أن تنهي حكومة الوحدة التي تم تشكيلها بعد محادثات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة، انقسام ليبيا، الذي فتح الباب للمتطرفين وأغرق البلاد الغنية بالنفط في الأزمة الاقتصادية.

القوات تقوم أيضا بتقييم الأوضاع الأمنية بحيث، إذا ما توسعت المهمة، يمكن للولايات المتحدة أن تتحرك بأفراد إضافيين في بيئة أكثر أمانا.

وقال بول شاري، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع يعمل حاليا في مركز الأمن الأميركي الجديد “كيف يمكنك أن تجنب ليبيا أن تصبح مثل سوريا”. “هذه هي واحدة من الأدوات”.

ورغم أن فرع داعش أصغر بكثير في ليبيا من الجماعة الأم في العراق وسوريا، فقد استخدم التنظيم تكتيكات مماثلة لفرض نسخة من قوانينه الوحشية، بما في ذلك عمليات إعدام جماعية، وشن هجمات في مختلف أنحاء البلاد الواقع في شمال افريقيا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة تحدث أيضا بشرط عدم الكشف عن هويته : “إننا نراقب من الواضح أن التهديدات بشكل وثيق جدا”.

إذا ما أذن البيت الأبيض بحملة أوسع في ليبيا، يُتوقع أن تكون على نطاق أصغر من العمليات في العراق وسوريا. وبصرف النظر عن الحملة الجوية المستمرة ضد  داعش ، تتوفر الولايات المتحدة الآن على أكثر من 5000 جندي على الأرض في العراق، وقد قرر أوباما مؤخرا توسيع قوة العمليات الخاصة في سوريا.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة