Accueilالاولىأفريكوم تجد موطأ قدم لها في افريقيا

أفريكوم تجد موطأ قدم لها في افريقيا

صدّق البرلمان السنغالي على مشروع قانون يسمح بوجود قوات أميركية على الأراضي السنغالية، بشكل دائم لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

وجرى التصويت على مشروع القانون الذي يجيز للرئيس ماكي صال التصديق على اتفاق مبرم عقد بين الطرفين في شهر مايو الماضي، يسمح بوجود قوات أميركية في السنغال بشكل دائم لمواجهة «المخاطر الأمنية في المنطقة»، بحسب «روسيا اليوم».

ووقعت السنغال والولايات المتحدة اتفاقية تتعلق بالتعاون في مجال الدفاع، وتتحدث الحكومة السنغالية عن أن الاتفاقية التي أقرها البرلمان تتعلق بوضع القوات الأميركية على الأراضي السنغالية وشروط استخدامها للمنشآت المحلية، بحسب ما نقلت «فرانس برس» عن مسؤول في الخارجية السنغالية.

ورفض وزير الخارجية السنغالي مانكير إنجاي الحديث عن وجود قاعدة عسكرية؛ نافيًا أن تكون الاتفاقية سرية مؤكدًا أنها اتفاقية شراكة تسمح لواشنطن بالتدخل عسكريًا في حال وجود مخاطر أو تهديدات لكنها تبقى اتفاقية مربحة للطرفين.

وتسعى واشنطن منذ فترة إلى نقل القيادة العسكرية الأميركية «أفريكوم» إلى أفريقيا لتسهيل مهمتها في محاربة الإرهاب بعد تنامي التهديدات الإرهابية في الساحل وشمال أفريقيا. وكانت الترشيحات تتحدث عن خمس دول أفريقية مهيأة لاحتضان القاعدة الأميركية، لكن واشنطن تفضل بعضها على بعض بسبب الاستقرار الأمني من ناحية وبسبب وضعها الاستراتيجي من ناحية أخرى، وهذه الدول الخمس هي المغرب والغابون وأوغندا والسنغال وكينيا.

وكان المغرب على رأس قائمة البلدان الخمسة المرشحة لاحتضان قاعدة «أفريكوم» بحكم موقعه الجغرافي القريب من منطقة الساحل والصحراء ومنطقة شمال أفريقيا؛ كما أن المملكة تحظى بمستوى كبير من الاستقرار أمنيًا وسياسيًا، الأمر الذي جعل واشنطن تعرض على المغرب استضافة أفريكوم على أراضيها لحظة إنشائها العام 2008.

لكن مراجعة وضعية القواعد الأميركية في العالم اقترح أن يتم نقل قاعدة «أفريكوم» من مقرها في شتوتغارت بألمانيا إلى القارة السمراء، وهو ما حذا بواشنطن إلى تجديد عرضها على الرباط لاحتضان القاعدة العسكرية. لكن هذه المرة في إطار صفقة سياسية تهم المغرب كثيرًا. حيث عرضت الولايات المتحدة على المغرب قبول احتضان القاعدة العسكرية مقابل حصوله على تأييد أميركي لموقفه من النزاع في الصحراء الغربية يتمثل في تبني واشنطن لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل الأزمة.

واقترح الخبير الأميركي لدى مجلس السياسة الخارجية الأميركية، جيمس روبنس، قبل نحو شهرين على الإدارة الأميركية الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية بشرط قبول المغرب بنقل قاعدة أفريكوم إلى أراضيها.
ورفض المغرب العرض الأميركي جملة وتفصيلاً، مما جعل خيارات الولايات المتحدة محدودة لتستقر في النهاية على السنغال، التي تحتضن واحدة من أكبر القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا.

وتعود أسباب الرفض المغربي للطلب الأميركي إلى أنه جاء في سياق من التوتر يطبع العلاقات بين البلدين، بعد اصطفاف واشنطن إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عندما وصف الوضع في الصحراء بأنه احتلال.

وبحسب «روسيا اليوم» من شأن اختيار السنغال مقرًا لقيادة «أفريكوم» خلط أوراق فرنسا التي كانت صاحبة الكلمة الفصل في المنطقة؛ خاصة أن الانتقال العسكري الأميركي إلى أفريقيا يأتي في إطار استعداد أميركا لشن حرب شاملة على الإرهاب في المنطقة، ولا سيما تنظيم القاعدة في مالي وجامعة بوكوحرام في النيجر وتنظيم داعش في ليبيا، وهي الملفات التي كانت فرنسا تعمل عليها خلال السنوات الماضية.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة