Accueilالاولىالزطلة في تونس : من الاستهلاك الى الانتاج

الزطلة في تونس : من الاستهلاك الى الانتاج

يخشى العديد من المتابعين للأنشطة الاجرامية في مجال المخدرات من أن تتحول تونس مع مرور الوقت واكتساب المهارات من دولة مستهلكه للمخدرات الى  بلد منتج. ويعترف  مسؤولون أمنيون متخصصون في الميدان من ان ما تم  الكشف عنه الى  حد هذا اليوم يعد الشجرة التي تخفي الغابة رغم ان جميع المؤشرات  تؤكد ان العملية مازالت محل تجربة  وبالتالي فهي في بداياتها  ولكن السؤال المحير هو  ان اكتشاف ثلاث محاولات فقط خلال سنة واحدة  لا يعني انه تمت السيطرة على الامر.
فالخبراء الدوليون في مجال الجريمة المنظمة يؤكدون وفقا لاحصاءات ودراسات علمية  انه حين يتم افشال محاولة تهريب واحدة  فان  عشر محاولات وجدت طريقها الى النجاح ففي شهر جوان الماضي فقط  تم الكشف عن  مزرعة صغيرة لزراعة الماريخوانا كما تم ضبط  كمية من بذور هذه النبتة في احدى  المحلات  وسط العاصمة.
وتعود اخر عملية كشفت عنها الاجهزة الامنية الى اوت من سنة 2015 حين تمكن اعوان فرقة الشرطة العدلية التابعة لمنطقة الامن بالحمامات من القاء القبض على شخص تعمد زرع الماريخوانا  بإحدى الضيعات الفلاحية ببئر  بورقبة  ويوم 17 جوان الماضي تمكنت وحدات الحرس الوطني من الكشف بضيعة فلاحية بمنطقة الصقالبة معتمدية منزل تميم ولاية نابل على مساحة تقدر بـ 400 متر  مربع  يستغلها صاحبها في زراعة مخدرات «الماريخوانا» وعثرت وحدات الحرس الوطني بداخلها على  أكثر من 350 غرسة طول الواحدة حوالي 40 صنتمترا  تعمد صاحبها إخفاءها بين غراسات الدفلة ومازالت  الى حد اليوم العملية جارية للكشف عن الشخص الذي وفر له البذور.
ويوم 14 جوان الماضي داهمت الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات للحرس الوطني مقر شركة خاصة مختصة في توريد أعلاف العصافير كائنة بتونس العاصمة وعثرت داخلها على كمية من الأعلاف المتكونة أساسا من بذور المخدرات»ماريخوانا» قابلة للزراعة يقدر وزنها بحوالي 38 كلغ.
الزطلة أو الماريخوانا
وتعتبر مادة الماريخوانا من انواع المخدرات المنتشرة في العديد من الدول العربية  حتى ان هناك مواقع مفتوحة على الشبكة العنكبوتية تقدم الخدمات الضرورية للخطوات الواجب اتباعها لزراعتها كما توجد مواقع لبيع بذورها وهي مفتوحة في العلن ولا يحتاج المرء للولوج اليها الى كلمات او مفاتيح سرية.
كما تقدم العديد من المواقع الاخرى وأشهرها موقع الحشاشين العرب الطرق المختلفة لزراعة الماريخوانا اذ تقدم بالصور جميع المراحل من البذر الى المراقبة وصولا الى قطفها وتحويلها.
ويحاول مروجو الماريخوانا او الزطلة كما يطلق عليها في تونس ان يهونوا من مخاطرها على صحة الانسان  الا ان المتخصصين في مجال الطب النفسي وطب الاعصاب يؤكدون على انها مادة  مهلوسة يدوم مفعولها من ساعتين إلى أربع ساعات أو أكثر ، بينما تأثيرها على العقل والجسد يدوم مدى الحياة.
فالماريخوانا  هي مادّة مصنوعة من نبات القنّب الهنديّ، والذي يستخرج منه من الراتنج المركّز والمسكر، لإحتواته على مادّة التتراهيدروكنابينول. وتزيد خطورة الماريخوانا بتدخينها بأنبوب أو ماسورة، أو عند إضافتها للسيجارة.
و للماريخوانا  آثار سلبيّة على صحّة الإنسان بشكل عامّ، كما لها تأثير خاص على صحّة جهازه التنفسيّ، فالماريخوانا تحتوي على مادّة القطران وهي أكثر الموادّ التي تسبّب السرطانات بكلّ أنواعها، خاصّة سرطان الجلد، كما أنّها تسبّب إلتهابات في الممرات والشعب الهوائيّة وإلتهابات في الحنجرة والبلعوم والرئة. كما أنّ الماريخوانا تتسبّب في ضعف عضلات القلب، وزيادة في سرعة النبض، وتؤثّر كذلك في عمل الجهاز التناسليّ في الجسم، وتزيد من نسبة تشوّهات الحيوانات المنويّة للرجل، وإختلالات وإضطرابات في الهرمونات الأنثويّة للأنثى. كما أنّها تؤثّر على جهازه العصبيّ أيضاً، فهي تخدّر الجسم في البداية، ثمّ يصاب بالهلوسة والخمول والغضب الشديد. وتؤثّر كذلك على جهازه المناعيّ، بحيث أنّ الجسم يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى التي تتلف الجسم رويداً رويداً، كالسعال ونزلات البرد، والإلتهابات الرئويّة، وغيرها. كما أنّ الماريخوانا تؤثّر سلباً على الحمل والجنين، بحيث أنّها تزيد من إحتماليّة الإصابة بالعيوب الخلقيّة وتشوّهات الأجنّة، وتزيد كذلك إحتماليّة الإجهاض وموت الجنين. أمّا تأثير الماريخوانا على الدّماغ فهو واضح وجليّ، فهي تسبّب ضمورا  للمخ، وتؤدّي  لتغييرات في السلوك والأرق الدائم، كما  يعاني من يتعاطاها من الإرتباك الذهنيّ  معظم الوقت، وبطء في التفكير وردّات الفعل، وتشوّش الذاكرة، واللامبالاة، والتعب وعدم الكفاءة في إنجاز أيّ أمر أو عمل.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة