Accueilالاولىنبيل القروي يجمد نشاطه بحركة نداء تونس

نبيل القروي يجمد نشاطه بحركة نداء تونس

في رسالة مفتوحة اختلط فيها العاطفي بالسياسي أعلن السيد نبيل القروي رئيس مجموعة قروي أند قروي تجميد نشاطه بحركة نداء تونس

والقروي الذي يعد واحدا من مؤسسي هذه الحركة شدد في رسالته اليوم على أن  المصاب الجلل الذي ألم بعائلتي جراء وفاة ابنه  خليل رحمه الله أصبح ينظر إلى الحياة بصفةٍ مغايرة ليتطلع  بوضوح إلى اعطائها وجهةً جديدة. ”  انها بالنسبة لي لحظة وقوف مع الذات وتأمل وتفكير. ”
لذلك قررت  يقول القروي في رسالته “في مرحلةٍ أولى تجميد انتمائي لنداء تونس الذي أبقى واحداً من مؤسسيه وتعليق النشاط صلب جميع هياكله. فمع مرور الوقت وإنطلاقاً من تجربتي السابقة في الحياة والسياسة تأكد لي أن الطريق المتبعة حالياً من قبل هذا الحزب لم تعد تلتقي مع القيم التي أؤمن بها وأنه أضحى يفتقر إلى الأركان الأساسية لكل حزب ديمقراطي ألا وهي العمل الجماعي والتشاور والتبادل والتوافق بل وأكثر من ذلك إلى الرؤى والأفكار ونكران الذات والإرادة الحقيقية للتركيز على خدمة المواطن. وإن الصراعات والمناكفات والدسائس والمناورات السياسوية ابعدت الحزب عن الواقع اليومي للشعب ومشاغله الرئيسية. ولو يجب الإشارة هنا إلى أن الوضع الذي تعيشه كل الأحزاب الأخرى ليس بالأفضل إذ تجدها غارقة كذلك في خلافاتها الداخلية وحبيسة لخطاباتها الموغلة في الضبابية دون أي علاقة بالواقع. ”
وقال القروي أن ما يحصل داخل الحركة اليوم ليس  التصور  الذي يحمله عن السياسة ” لذلك أريد أن أعود إلى المبادئ الأساسية التي تقوم عليها العناية بالشأن العام والتي طالما تبنيتها: خدمة أبناء وطني بأسلوبي الخاص وبكل ما أملكه من إمكانيات وفي مقدمتهم المنتمين إلى الفئات الأكثر احتياجا والمهمشين والسعي إلى الإستجابة قدر المستطاع لانتظاراتهم العاجلة. ”
يضيف القروي ” كنت ولا أزال مقتنعاً بضرورة وصوابية مفهوم التوافق الوطني والمصالحة. لكني ألاحظ أن هذا الخيار المجتمعي الإنساني الذي آمنا به جميعاً كوسيلة لإنجاح الإنتقال الديمقراطي وإخراج تونس من أزمتها ضل محصوراً في بوطقةٍ ضيقة وفي خدمة مصالح شخصية دون أن يعم جميع طبقات المجتمع وأن يحقق النتائج المرتقبة.”
ويدعو القروي في رسالته  الطبقة السياسية في تونس التي تمر بأوضاع اجتماعية واقتصادية حرجة ” أن تقلع عن التمترس الاديولوجي لتركز اهتمامها بإتجاه الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي وإيثار طريق الديمقراطية التشاركية القائمة على العمل الميداني والقرب والإنصات والحوار وذلك هو المسلك الوحيد نحو التآلف والخلاص. أما من جهتي فقد قررت إسترجاع حريتي في التعبير والنشاط لأتمكن من التحرك والعمل بدون قيود، للقاء مواطنينا والإنصات لمشاغلهم والوقوف على أسباب معاناتهم وقلقهم ونفاذ صبرهم وصيحة فزعهم ومد يد المساعدة لإخواننا واخواتنا وخاصة منهم شبابنا والذين نتقاسم معهم هذا الوطن ممن يعانون الخصاصة والهشاشة والحرمان والإطلاع على آمالهم وأحلامهم ومحاولة تجميع كل الإمكانيات لإعانتهم على تحقيقها وعلى إسترجاع أملهم وثقتهم في المستقبل.”

القروي في ختام رسالته يؤكد أنه لن يبتعد عن السياسة  لكنه قال انه
سيتعاطاها ” بطريقة أخرى دون أن يكون ذلك موجهاً ضد أحد. لدي رؤية براقماتية لإيجاد الحلول للإشكاليات التي تعيشها تونس تتمثل في حل المشاكل العملية اليومية للتونسيين أول بأول بصفة عاجلة وتراكمية وذلك بالتوازي مع ضرورة وضع الإصلاحات الهيكلية العميقة التي تتطلبها إعادة البناء الوطني. واني مقر العزم على القيام بذلك مسلحاً بكل الإمكانيات المتاحة.”

الرسالة ختمها القروي بمقولة شهيرة لشارل بينو ديكلو  الكاتب والمؤرخ الفرنسي 1704-1772″إن أحسن حكومة ليست تلك التي تنشئ أسعد الناس بل هي التي تسعد أكبر عدد من الناس”

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة