Accueilالاولىفي الذكرى ال70 لانبعاثه : اتحاد الأعراف يفاخر بانجازاته

في الذكرى ال70 لانبعاثه : اتحاد الأعراف يفاخر بانجازاته

أصدر  الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية  بيانا بالذكرى ال70 لـتأسيسه  عدد فيه مراحل عديدة من مسيرته الطويلة ما قبل الاستقلال مرورا بالمساهمة في بناء الدولة الوطنية وانتهاء بحصوله على جائزة نوبل للسلام لدوره الريادي في ارساء الحوار الاجتماعي الذي جنب البلاد الدخول في متاهات الاضطراب الاجتماعي والسياسي

وفي ما يلي نص البيان

–  يحي الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يوم الثلاثاء 17 جانفي 2017 الذكرى السبعون لتأسيسه.. ويسر الاتحاد بهذه المناسبة أن يتوجه بتهانيه لكافة المسؤولين النقابيين بالمنظمة وقدماءها ومنظوريها وموظفيها، ولكل صاحبات وأصحاب المؤسسات ، الذين عايشوا من قريب أو بعيد كل مراحله التاريخية وشهدوا الدور الكبير الذي اضطلع به من أجل دعم الاقتصاد الوطني.

سبعون سنة مرت واكب خلالها الاتحاد كافة المحطات البارزة في تاريخ تونس الحديث.. سبعون سنة من العطاء والجهد جعلت من الاتحاد أحد أبرز المنظمات الوطنية ومكنته من المساهمة في أهم الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية التي عرفتها البلاد.

فمنذ تأسيسه في 17 جانفي سنة 1947، كان للاتحاد دور فعال في دعم الحركة الوطنية ومقاومة المستعمر مرورا بحرب التحرير ووصولا إلى الحصول على الاستقلال الوطني سنة 1956.

ثم جاءت حقبة بناء الدولة الحديثة التي كان للاتحاد خلالها دور كبير في تحقيق التنمية ودعم الإنتاج الاقتصادي بما يتماشى ومتطلبات هذه الحقبة. ولكن هذه الجهود سرعان ما تلاشت بعيد إرساء سياسة التعاضد مع مطلع الستينات من القرن الماضي وما تبعها من آثار سلبية على النسيج الاقتصادي والقطاع الخاص بشكل عام.

وسرعان ما استعاد الاتحاد دوره الريادي في دعم الاقتصاد الوطني مع بداية السبعينات التي تميزت ببروز نواة لنسيج صناعي وطني وبانفتاح اقتصادي لافت ساهم بشكل كبير في دعم المؤسسة الوطنية وإرساء دعائم نمو اقتصادي مستقر. وقد كان للاتحاد في تلك الفترة دور كبير في تشجيع المؤسسة الوطنية ومتابعتها وحثها على مضاعفة انتاجيتها، وخاصة منها تلك التي تنشط في مجال التصنيع والتصدير..

ومافتئ الاتحاد منذ تلك الفترة يساهم في إشعاع الاقتصاد الوطني على المستوى الإقليمي والدولي من خلال ربط شبكة من العلاقات الدولية التي ساهمت بشكل كبير في فتح آفاق جديدة للمؤسسة الوطنية. فقد كان الاتحاد من  مؤسسي الاتحاد المتوسطي لأصحاب المؤسسات ومن مؤسسي  الاتحاد المغاربي لأصحاب المؤسسات فضلا عن كونه من أقدم الأعضاء للاتحاد العام لغرف الصناعة والتجارة والزراعة في البلاد العربية  . كما ترأس الاتحاد المنظمة العالمية  لأصحاب العمل  والاتحاد الافريقي لأصحاب المؤسسات.

واضطلع الاتحاد بدور هام على الساحة الاجتماعية حيث كان طرفا رئيسيا في الحوار الاجتماعي وفي سياسة التعاقد  التي سعت إلى تحقيق السلم الاجتماعية وأمضى الاتحاد في سنة 2013 على العقد الاجتماعي مع اتحاد الشغل والحكومة.

ومع اندلاع أحداث ثورة 2011 التي أدت إلى سقوط النظام، سعى الاتحاد إيمانا منه بدوره الوطني إلى التفاعل إيجابيا مع مطالب هذه الثورة، من خلال حث منظوريه على تأمين احتياجات السوق الوطنية، خاصة في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي عاشتها البلاد إبان الثورة، ودفع التجار والمصنعين إلى فتح محالتهم ومصانعهم واستعادة نسق النشاط الاقتصادي. وبالتوازي مع ذلك كثف الاتحاد من جهوده للدفاع عن مصالح المؤسسة الوطنية وحمايتها خاصة مع تنامي عمليات الحرق والنهب التي طالت عددا من المؤسسات في كافة الجهات.

ووعيا منه بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه وبأهمية اللحظة التاريخية التي عاشتها البلاد في تلك الفترة وضرورة مواكبتها والتأقلم معها، بادر الاتحاد بمراجعة قوانينه الداخلية وهيكلته بما مكنه من النجاح في  الانتقال إلى مرحلة جديدة من تاريخه بكثير من الحكمة والرصانة والمسؤولية.

وواصل الاتحاد خلال السنوات التي عقبت ثورة 2011 الاضطلاع بدوره الوطني سواء على مستوى مساندة المؤسسة الوطنية أو كذلك على المستوى المشاركة في الشأن العام. حيث ساهم الاتحاد صحبة الاتحاد العام التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في إرساء حوار وطني، سنة 2013، ساهم بشكل كبير في تمكين البلاد من تجاوز أزمة سياسية خانقة كانت تنذر بعواقب وخيمة.

ولعل أبرز تتويج للاتحاد خلال تلك الفترة وحتى خلال سبعة عقود من تاريخه، هو الحصول على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 صحبة بقية المنظمات الوطنية الراعية للحوار الوطني تقديرا لنجاحهم في تجنيب تونس مزيدا من الاضطراب السياسي عبر إرساء آلية الحوار الوطني والتوافق التي جلبت الأنظار للتجربة التونسية ونالت الإعجاب على المستوى الدولي.

إن تاريخ الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية هو حتما جزء لا يتجزأ من تاريخ تونس.. حيث واكب أهم المحطات التاريخية التي عاشتها البلاد وكان له دور فاعل فيها…

وإن الاتحاد إذ يجدد اعتزازه بتاريخه بكل مراحله وبما بذله من جهود في سبيل دعم وازدهار الاقتصاد الوطني، فإنه يؤكد عزمه على مواصلة هذه الجهود ومضاعفتها من أجل دفع النشاط الاقتصادي ومساعدة الاقتصاد الوطني على استعادة نسقه العادي وتجاوز مخلفات الصعوبات التي يعشها منذ فترة…

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة