ورشة عمل في الجزائر تحدد مخاطر الانفلات الأمني في ليبيا على دول الجوار

0
230

تتواصل اليوم الخميس بمقر المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب بالجزائر العاصمة في جلسات مغلقة أشغال ورشة العمل, حول أثر الوضع الأمني في ليبيا على مكافحة الإرهاب و الوقاية ضد التطرف, في الدول الأعضاء في الإتحاد الإفريقي وجوار ليبيا, لبحث ميكانيزمات الشراكة لتأمين الحدود.
وكان المشاركون في ورشة العمل قد ركزوا في أشغالهم التي انطلقت يوم أمس على تشخيص الوضع الأمني العام, على الحدود الليبية وآثاره على دول الجوار, مؤكدين على ضرورة وضع مقاربة مشتركة لمكافحة ظاهرتي الإرهاب والتطرف  عبر حدود هذا البلد, والذي يعتبر من أكثر الإنشغالات التي تؤرق دول المنطقة في الوقت الراهن ” لا سيما بالنظر الى التهديدات الأمنية بسبب تسريب الأسلحة وإنتقال الجماعات الإرهابية”.
كما سيعكف المختصون في اليوم الثاني على بحث ميكانيزمات الشراكة لتأمين حدود دول الأعضاء في الإتحاد الإفريقي ودول جوار ليبيا, من خلال تبادل المعلومات والتجارب في هذا المجال وعرض المقاربات الأمنية التي تدرج سكان الحدود بإعتبارهم أول ضحايا التهديد الأمني, مع تعزيز قدرات والإمكانات التي تتوفر عليها الدول للتصدي لظاهرتي الإرهاب والتطرف العنيف.
و أكد منظمو اللقاء على أن ورشة العمل هذه تعد بمثابة “منتدى لتعزيز التعاون في مجال أمن الحدود والعمل المشترك بين الأجهزة الأمنية الحدودية في البلدان الأعضاء في الإتحاد الإفريقي المعنية بهذا الأمر”. وفي إفتتاح أشغال الورشة, دعت الأطراف المشاركة فيها إلى ضرورة تضافر الجهود الوطنية والدولية أيضا من اجل التصدي لظاهرة الارهاب ومكافحة والوقاية من التطرف العنيف, من خلال وضع مقاربة مشتركة للتصدي للتهديدات الأمنية.
وقال في هذا السياق ممثل وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية, حميد بوكريف, “أنه لا يمكن مكافحة ظاهرة الارهاب والتطرف  الا بتنسيق الجهود والشراكة لتأمين حدودنا”, مضيفا أن الجزائر إستوعبت أن الأمن عبر حدودها “لا يقتصر على الجوانب المادية و لا يمكن حصره في مقاربة أمنية وطنية فحسب”, إنما يعتمد -كما قال- على تضافر الجهود الدولية للتصدي الفعال للظاهرة التي تهدد مخططات الأمن الوطنية لكل دول جوار ليبيا.
من جهته , أكد السيد لاري قبيفلو لارتي, مدير المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الارهاب, أنه في إطار النشاطات التي يقوم بها المركز فإنه يتعين على دول الاتحاد الافريقي لا سيما دول جوار ليبيا “إستيقاء وجمع أكبر قدر من المعلومات الأمنية وتبادل الخبرات الضرورية لتحديد بدقة الوضع الأمني الراهن عبر حدود هذا البلد الذي يعاني من إنفلات أمني خطير يهدد استقراره واستقرار دول الجوار”. ولضمان تصدي فعال للتهديد الامني عبر الحدود الليبية, أجمعت كل الاطراف على أن التحدي الذي يواجه الأشقاء الليبيين وكل الشركاء في المنطقة هو “إعادة إحياء المقاربة المشتركة لوحدة البلد والشعب الليبي”.
وينتظر ان تكلل أعمال الورشة ب”اعتماد مقاربة لمجتمع الاستخبارات حول المعلومات الكفيلة بمحاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف , ضف الى ذلك تحديد واضح لمجالات التعاون الثنائي وتبادل المعلومات بين دول الأعضاء في الاتحاد الافريقي المعنيين بالقضية” وهي التوصيات التي سيتم رفعها فيما بعد غلى أشغال القمة الافريقية المقبلة.
يذكر أنه يشارك في اللقاء, ممثلو نقاط ارتكاز المركز الافريقي الوطني للدراسات والأبحاث حول الإرهاب لدول الاعضاء كالجزائر وليبيا وتونس ومصر وتشاد والسودان والنيجر, مع حضور ممثلين سامين عن أمن حدود الدول المشاركة, هذا الى جانب ممثلين عن بوركينافاسو وموريتانيا ومالي بصفة ملاحظين, وخبراء من منظمات دولية منها برنامج الحدود للاتحاد الافريقي ومنظمة الهجرة الدولية وكذا منظمة الشرطة الدولية (الانتربول)