Accueilالاولىاليوم الذكري الخامسة لغزوة السفارة الأمريكية بتونس : الملف مازال مفتوحا على...

اليوم الذكري الخامسة لغزوة السفارة الأمريكية بتونس : الملف مازال مفتوحا على مصراعيه

رغم مرور خمس سنوات عن أحداث السفارة الأمريكية بتونس والتي سميت بالغزوة مازال الغموض يحوم حول هذا الملف الذي على ما يبدو مازال لم يغلق على مستوى الادارة والكونغرس الأمريكيين .

حتى ان هذا الحدث خلف جدلا واسعا الشهر الماضي بين كبار المسؤولين في تونس وتم تبادل العديد من التهامات فيما بينهم خاصة فيما يتعلق بتسلسل الاحداث والقرارات التي تم اتخاذها في ذلك اليوم يوم 14 سبتمبر 2012 .

فالرئيس السابق  ومؤسس حركة تونس الإرادة المنصف المرزوقي  اعتبر أزمة محاولة اقتحام السفارة الأميركية من أخطر الأزمات التي مرت بها تونس مضيفا أنها “كانت مرحلة مفصلية ووضع خطير”.

وقال المرزوقي، في تصريح لقناة الجزيرة برنامج شاهد على العصر، إن رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي طلب العمل والسكن في قصر قرطاج بعد حادثة السفارة الأمريكية مضيفا انه رفض هذا الأمر.

وأضاف المرزوقي إنه كان هناك تقصيرا أمنيا غير مبرر رافق هذه الأزمةمبينا  أن أجهزة الأمن لم تكن ترد على الهاتف و أن كبار المسؤولين أغلقوا هواتفهم، كما اختفى عن الأنظار رئيس الوزراء في ذلك الوقت حمادي الجبالي.

كما أشار  المرزوقي الى أنه تلقى يومها اتصالين هاتفيين من وزيرة الخارجية الأميركية وقتها هيلاري كلينتون ووعدها باتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لتجاوز الأزمة، حسب قوله.

وأضاف “طلبت من رشيد عمار إرسال وحدات من الجيش لحراسة السفارة، لكنه ظل يماطل متحججا بأن الأمر يحتاج وقتا، ثم طلب أمرا كتابيا، واكتشفت أن هناك قصورا أمنيا كبيرا وغير مفهوم”.

وابرز أنه قد  أعطى المرزوقي تعليمات للأمن الرئاسي لحماية السفير، وإنقاذ الموق قائلا “بالفعل نجح الأمن الرئاسي في ذلك، الأمر الذي يقول المرزوقي إنه أنقذ البلاد من تدخل أجنبي وقتئذ”.

من جهته نفى وزير الدفاع الحالي عبدالكريم الزبيدي ما صرح به المرزوقي ”  تحريفا وتزويرا للحقيقة وتشويها للتاريخ”، مؤكدا أنه يتحوز على كل المستندات الموثقة التي تثبت حقيقة روايته في ما يتعلق بخفايا هذه الأحداث.

وأكد الزبيدي في حوار مع ـجريدة ” الشارع المغاربي” يوم الثلاثاء، أن الوحدات العسكرية التي تم إرسالها لتعزيز الوحدات الأمنية في حماية السفارة الأمريكية، بعد التنسيق مع رئيس أركان الجيوش رشيد عمار، قامت بواجبها على أحسن وجه عكس ما يروج له الرئيس السابق المنصف المرزوقي بأن الأمن الرئاسي وحده هو من أنقذ الموقف.
وبعد أن عبّر الزبيدي عن إجلاله وتقديره لوحدات الامن الرئاسي وما قامت به من دور، أكّد ان الجيش الوطني لعب دورا كبيرا لإرجاع الأمور إلى نصابها والسيطرة على الوضع خلال أحداث السفارة الأمريكية.

وكشف من جهة اخرى، أن مدير ديوان رئيس الجمهورية عماد الدايمي اتصل به وأعلمه نقلا عن رئيس الجمهورية، بأن مسؤولين أمريكيين ومن بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون و”البنتاغون” طالبوا بإلحاح كبير بإنزال عسكري أمريكي بالأراضي التونسية .

وأكد الزبيدي أنه رفض ذلك بشدة مبرزا في حديثه للدايمي بأن “أفريكوم” أرادوا أكثر من مرة الدخول إلى تونس وأنه منذ انبعاث هذا الجهاز كان الأمريكان يحلمون بالتمركز فيها وان كل الدول المجاورة رفضت مطالبهم بما في ذلك الجزائر والمغرب وأن تونس لن تقبل بالتّفريط في أي شبر من أرضها.

كما كشف أنه بعدما باءت محاولات مدير الديوان الرئاسي ورئيس الجمهورية في إقناعه بقبول دخول قوات المارينز في تونس بالفشل، تم الاتصال به من قبل مستشار رئيس الحكومة حمادي الجبالي وأن هذا الأخير سأله ما إذا كانت هناك إمكانية لانزال “مارينز” بتونس وأنه أجابه قائلا : ” إن نزل عسكري أمريكي واحد بتونس سأقدم استقالتي”. وتابع : ” مستشار رئيس الحكومة اعلمني بان عدد عناصر “المارينز” الذين سيحلون بالبلاد يقدر بـ 300 عنصر تقريبا” مؤكدا انه تم “تلطيف ” العدد الى العشرات وتغيير صفتهم من “مارينز ” الى حراس لحماية السفارة لانقاذ الموقف والتمويه وفق تعبيره.
وأضاف أنه قدم استقالته على الملأ خلال اجتماع دعا له المرزوقي حضر فيه رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ووزير الداخلية علي العريض وزير العدل نور الدين البحيري والجنرال رشيد عمار، بعد أن تمسك فيه بأنه من غير المعقول اتخاذ قرارات تهم أمن البلاد بلا تنسيق بين مختلف الاطراف المتداخلة ،و أنه ذكّر المرزوقي امام الجميع بانه رفض انزال “المارينز” في تونس ليلة الواقعة التي جدث بالسفارة الامريكية .

وعبّر عبد الكريم الزبيدي عن استغرابه ممّا صدر عن المرزوقي من تصريحات وصفها بـ “المزيفة وتضمّنت مغالطات” في قناة أجنبية رغم أنه ملزم بواجب التحفظ بصفته كان رئيسا للجمهورية وقائدا اعلى للقوات المسلحة ، واصفا المرزوقي بـ “اللاّمسؤول” مؤكدا انه لن يلتزم بداية من اليوم بواجب التحفظ حيال ما يملك من ملفات ضد المرزوقي.

ويذكر أن رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي أكد في حوار لقناة الجزيرة أنّ الأمن ‘اختفى وكأنّه تبخّر’ والجيش رفض تنفيذ الأوامر عند مهاجمة السفارة الأمريكيّة في تونس يوم 14 سبتمبر 2012.
وقال إنه حاول الإتّصال بكبار المسؤولين الأمنيين للاستفسار عن الوضع لكنّ هواتفهم كانت مغلقة “ممّا يثبت أن القضية كانت مدبّرة” على حدّ تعبيره.

كما كشف أنّ ما يجهله الجميع أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة كانت تفكرّ في إنزال عسكري لقواتها في تونس لحماية سفارتها بعد تأكّد جديّة الهجوم “الأمر الذي تأكّدت منه في الغد في اتصال هاتفيّ جمعه بوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي”.
وتابع أنّه اتصل بالقائد الأسبق لأركان الجيش رشيد عمار وأمره بإرسال وحدات من الجيش لتأمين وحراسة السفارة الأمريكية فماطله في البداية مما دفعه إلى معاودة الاتصال به مرارا وتكرار وأمام إلحاحه طلب منه رشيد عمّار أمرا كتابيّا لتحريك الجيش “وهو ما تمّ فعلا عندها أخبره أنّ المسألة تتطلّب وقتا … في المقابل كانت الأحداث تتصاعد في محيط السفارة وسقط 4 ضحايا إلى جانب عديد الإصابات “، على حدّ تعبيره.
وشدّد المنصف المرزوقي على وجود “تقصير أمني كبير وغير مفهوم” إلى جانب تلكّأ رشيد عمار وكأنّه لا يرغب في الزج بالجيش في هذه المسألة، مستدركا “حينها لم يعد أمامي سوى خيار الاستعانة بالأمن الرئاسي فأعطيت أوامري لحماية السفير الأمريكي حتى لا يقع قتله كما حدث في ليبيا وطلبت منهم تنظيف المكان”

اما كاتب الدولة للشؤون الخارجية في حينه التهوماي العبدولي فقد قدم عرضا مفصلا لما حدث في ذلك اليوم ” في 14 سبتمبر 2012، كان يوم جمعة، بعد صلاة الجمعة التي تم فيها تجييش الحمقى…كنت الوحيد في وزارة الخارجية، كنت أيامها كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية… اتصل بي السفير الأمريكي جاكوب وولز وأخبرني بالهجوم على السفارة وظل معي على الهاتف إلى حين إنقاذه وكان يصف لي ما يحدث  …تفاصيل كثيرة…اتصلت بوزير الداخلية وكاتب الدولة  وزارة الداخلية، كانت الهواتف مغلقة،…حين انقطعت المكالمة مع السفير اعتقدت انه تمت تصفيته… عندها اتصلت بحمادي الجبالي ومصطفى بن جعفر والمرزوقي… حدثتهم جميعا بما يخبرني به السفير…الذي اعدت الاتصال به عن طريق هاتف سكرتيرته….هيلاري كلينتون اتصلت بنا في وزارة الخارجية  ثم اتصلت بالمرزوقي عن طريقنا…90  بالمائة من شهادة المرزوقي خاطئة… أنا فقط تابعت الموضوع، وأعتبر نفسي ملما تمام الإلمام بالأحداث والشاهد الوحيد عليها مع السفير الأمريكي… يمكن العودة إلى المكالمات الهاتفية والتأكد من ذلك … بعد إنقاذ السفير تنقلت بسيارتي على عين المكان بمرافقة أمنية من الوزارة… واكتشفت خيوط اللعبة والضالعون معروفون بالأسماء…كل التفاصيل التي أعرف والأدلة أضعها على ذمة القضاء العسكري … ما قاله السيد عبد الكريم الزبيدي والسيد رشيد عمار صحيح…كل ذلك من أسرار الدولة…عاشت تونس…عاشت تونس…”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة