بعد انتظار دام لأشهر قامت أمس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة “بالرد على اللجنة الطارئة التي شكلتها وزارة التعليم العالي حول أطروحة الدكتوراه التي تشكك في كروية الأرض
وجاء في بيان لبيت الحكمة أن أعضاء المجمع يشددون على «ضرورة اتخاذ إجراءات تأديبية قصوى» في شأن الضالعين في هذه الأطروحة.
لكن ما راع أعضاء المجمع إلاّ أن المشرف على هذه الأطروحة عاد إلى ممارسة العمل في جامعة صفاقس وكأن شيئا لم يكن، إذ لم تتخذ في شأنه الإجراءات التأديبية التي نادى المجمع باتخاذها.
إن أعضاء المجمع قد صدموا من غياب هذه الإجراءات التي يرونها ضرورية وينددون بالتخاذل في حفظ الجامعة من الشعوذة والتطفل على العلم، ويجددون دعوتهم إلى أن تتحمل سلطة الإشراف مسؤوليتها كاملة صيانة لمصداقية شهاداتنا الجامعية وحرصا على عدم المس بسمعة الجامعيين في الداخل والخارج.”
وكانت اللجنة الطارئة التي تم تكوينها بإذن من سلطة الإشراف، أكدت أن البحث المذكور مسجل بالمدرسة منذ سنة 2011 ويخضع لمجريات النظام القديم وللتراتيب العلمية المعهودة بإشراف لجنة الدكتوراه والتأهيل في اختصاص هندسة البيئة والتهيئة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس.
وقامت لجنة الدكتوراه بإخضاع هذا العمل إلي التقييم الأولي المعمول به في المجال العلمي و الذي يستوجب الأمانة العلمية وسرية المعلومات في هذا الطور كما تولت نفس اللجنة، على اثر هذا التقييم الأولي، تعيين مقررين اثنين من ذوي الاختصاص من جامعتين مختلفتين وهي الآن في انتظار نتيجة هذا التقييم، بحسب ما جاء في البيان.
وأكدت اللجنة الطارئة، في بيانها الصادر يوم 3 أفريل 2017 ، أنها ستتابع هذا الملف بمختلف مراحله بدقة وشمولية، وستقوم بواجبها بكل أمانة مع التشديد على احترام الحريات الاكاديمية والسيادية للجان، والحرص على السمعة الاكاديمية والعلمية للبحوث، مشيرة إلى أن جامعة صفاقس لن تدخر بمختلف هياكلها أي جهد للتثبت وإظهار الحقائق وإنارة الرأي العام.
يذكر ان مشروع أطروحة الدكتوراه المزمع مناقشتها بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، والتي تفيد بان الأرض مسطحة، بحسب ما تم تداوله، قد أثار جدلا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع المنقضي واستنكارا لدى عدد من الأساتذة الباحثين الجامعيين.