تحول مقر الخطوط التونسية الواقع بطريق المطار الى خلية نحل ليحتضن ماراطونا من الاجتماعات استعدادا للموسم القادم عنوانه الاقلاع
والقطع مع سلبيات الماضي القريب خاصة وان المؤشرات الاخيرة كانت ايجابية الى حد ما ولكنها غير كافية مقارنة مع السنوات الماضية فعلى سبيل المثال حققت الخطوط التونسية منذ نشأتها سنة 1948 مرابيح تقدر ب580 مليون دينار لكن خسائرها بعد سنة 2010 بلغت ال700 مليون دينار وهو رقم خيالي يقدم اجابة واضحة على الاوضاع التي الت اليه الناقلة الوطنية التي حققت ارباحا على التوالي ب35 مليون دينار سنة 2008 و65 مليون دينار سنة 2009 ليحل بعد ذلك تراجعا مهولا اثر على خدمات الخطوط التونسية وجعلها محل انتقادات عديدة سواء فيما يتعلق بالمردودية وكذلك نوعية الخدمات والانضباط في مواعيد الاقلاع والوصول
ولكل هذه النقاط السلبية أسباب موضوعية فعجز الشركة خلال الخمس سنوات الاخيرة على قدرتها لاقتناء مخزون كاف من قطع الغيار اثر سلبا على اصلاح أعطاب الطائرات فالعطب الذي كان يتطلب يومين او ثلاثة اصبح يتطلب اسبوعين أو ثلاثة وهو ما تعمل الادارة العامة الان على تلافيه
اضافة الى ذلك حصل تضاربا في وضع رزنامة الدورات التدريبية والتكوينية لعدد من الطيارين التي لم تراعي حاجة الناقلة الوطنية لهؤلاء الطيارين وخاصة في وقت الذروة
وهو ما تسعى المؤسسة لتلافيه في الموسم القادم اضافة الى العمل على الترفيع في مردودية الطائرات ال28 المستخدمة حاليا اذ تم الانتقال من نظام ال8 ساعات الى نظام 9 ساعات خلال هذه الصائفة
اذ ان المردودية التجارية لمثل هذه الطائرات التي تستخدمها الخطوط التونسية وغالبيتها من نوع أ320 اضافة الى طائرات من نوع أ330 تتطلب فترة طيران لا تقل عن ال10 ساعات يوميا
ومن المنتظر ان تحصل الخطوط التونسية أول طائرة لها ضمن صفقة جديدة مع المصنع الأوروبي اير باص سنة 2021 وهي طائرة من نوع نيو أ 320 في انتظار بقية الطائرات الاخرى وعددها اربعة
كما ينتظر ايضا ان تقوم الشركة بكراء ما بين 7 أو 8 طائرات خلال السنة القادمة
اما فيما يتعلق بنوعية الخدمات المسداة للمسافرين فان الشركة ستعمل على تطوير عمل فرع الخدمات الارضية بتمكينها من ادوات واجهزة متطورة اضافة الى الابقاء على العاملين بهذا الفرع في مناصبهم مع تمكينهم من الرقي المهني خاصة وان عددا كبيرا من العملين في هذا الفرع انتقلوا للعمل في الادارة تاركين الوضع تحت رحمة عمال المناولة
ولفهم ما يحصل فان العدد الجملي للعاملين بمختلف افرع الخطوط التونسية يبلغ 7700عون فين حين نجد ان الاعوان المباشرين لخدمة النقل الجوي لا يتجاوز ال3500 .
لقد وضعت الادارة العامة للخطوط التونسية خطة لتسريح ما يقارب عن ال1000 او 1.200 عون خلال السنوات القليلة القادمة اضافة الى خروج نحو 200 عون ضمن التقاعد الوجوبي وهو ما قد يسمح للمؤسسة من تخفيف اعبائها المالية .
مازالت الاجتماعات متواصلة الى حد هذا اليوم بين مختلف الفاعلين في الخطوط التونسية سواء على مستوى الطيارين او الفنيين او اعوان الخدمات الارضية لوضع خطة متكاملة للانتقال للسرعة القصوى لانه لو يوجد امام الجميع خيارا اخر