عقد الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس مؤتمره الخامس عشر صباح يوم الأحد 24 ديسمبر 2017 بقصر المؤتمرات بالعاصمة تحت شعار ” التنمية المحلية والجهوية قاطرة الاقتصاد الوطني ” بإشراف السيدة وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد بحضور مجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني والعديد من رؤساء الاتحادات الجهوية وإطارات الاتحاد.
وأكدت رئيسة الاتحاد لدى افتتاح هذا المؤتمر أن السنوات الأخيرة كانت صعبة وشاقة على المستوى الاقتصادي وللمؤسسة الاقتصادية. وأن تونس نجحت في عملية الانتقال الديمقراطي والسياسي التي ساهم فيها الاتحاد بفاعلية من خلال مشاركته في الحوار الوطني ولكننا لم نحقق الكثير على المستوى الاقتصادي وهذا يتجلى من خلال كل المؤشرات على غرار ضعف نسب النمو على مدى السنوات الأخيرة بشكل يجعلنا غير قادرين على خلق ما يجب من مواطن شغل جديدة حيث نسجل تواصل اختلال التوازنات المالية الكبرى وتفاقم العجز التجاري وتزايد التداين الخارجي وعجز المؤسسات العمومية التي تكلف المجموعة الوطنية خسائر كبرى و تفشي التجارة الموازية والتهريب وتفاقم عجز الصناديق الاجتماعية واللجوء بشكل مستمر لقوانين مالية تكميلية ومصاعب كبيرة أمام العديد من القطاعات المنتجة. أما على المستوى الاجتماعي بينت رئيسة الاتحاد ورغم بعض التحسن فإن المناخ العام بحاجة إلى المزيد من التحسين، لا بد من فرض سلطة القانون والتصدي لأي شكل من أشكال تعطيل العمل والإنتاج، لا بد من إعادة الاعتبار لقيمة العمل وتثمين النجاحات. وأضافت أنه يجب مراعاة الصعوبات التي تمر بها بعض القطاعات وعدم إثقال كاهلها بأي كلفة إضافية. ودعت إلى بضرورة الشروع في الإصلاحات بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة أو الانتخابية الظرفية والنأي بالاتحاد عن التجاذبات السياسية، وأن الاتحاد منظمة غير سياسية وأنه يهتم بالسياسية من زاوية تأثيرها على الاقتصاد والمؤسسة فقط.
وأكدت رئيسة الاتحاد أن ولاية تونس وباعتبارها عاصمة البلاد وبفضل تنوع النشاط الاقتصادي ، يمكنها أن تدعم موقعها على الساحة الاقتصادية الوطنية، مبرزة أهمية قطاع الصناعات التقليدية في تونس العاصمة وداعية إلى العمل على دعم هذا القطاع وحماية بعض الاختصاصات التي أصبحت مهددة الاندثار وشددت على أهمية أن يعمل الجميع على أن تكون صورة تونس العاصمة مشرقة وأن تكون مدينة آمنة ونظيفة وصورة مشقة تعطي أفضل انطباع عن البلاد بأسرها.
واستعرض السيد رازي بربوش الرئيس المتخلي الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس أبرز أنشطة الاتحاد الجهوي في الفترة المنقضية داعيا أصحاب المؤسسات بالعاصمة إلى الوحدة ليسهموا في المجهود التنموي الوطني وفي النهوض بمختلف الأنشطة الاقتصادية بما يعزز موقع تونس العاصمة على الساحة الاقتصادية الوطنية .
وتناول النقاش العام مشاغل المهنيين في مختلف الأنشطة الاقتصادية بتونس العاصمة وأعرب العديد من المتخلين عن تذمرهم من الانتصاب الفوضوي والتجارة الموازية التي أثرت على القطاع المنظم وأصبحت تهدد المؤسسات بالإفلاس، فضلا عن الاختناق المروري في الشرايين الرئيسية للعاصمة، ودعا بعض المتخلين إلى العناية أكثر بالصناعات التقليدية خاصة في ضوء الأزمة التي عاشتها الساحة التونسية وبالمحلات التجارية للمدينة العتيقة، كما أثار بعض المتدخلين جملة من المشاكل القطاعية في تجارة النسيج والملابس الجاهزة وتجارة وصناعة المصوغ ورياض ومحاضن الأطفال والبعث العقاري والقصابين والنقل وتجارة التفصيل وضعف هامش الربح في العديد من المهن الحيوية، وكذلك المطالبة بتمكين بعض الحرف من الحق التجاري.
وعلى المستوى الداخلي للاتحاد دعا بعض النواب إلى تحقيق التواصل المستمر بين الاتحادات الجهوية والاتحاد المركزي وكذلك مع الهياكل القطاعية ، وإلى تكثيف حلقات التكوين النقابي لمخرطي الاتحاد ، وكذلك وجوب تمكين الاتحاد الجهوي بتونس من مقر لائق يعكس مكانة العاصمة وكثافة النشاط الاقتصادي بها. وتم خلال المؤتمر تلاوة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما .