الشاهد في ذكرى أحداث الساقية : لا أمن في تونس الا بأمن الجزائر

0
270

تحوّل رئيس الحكومة يوسف الشاهد، صباح اليوم، رفقة وفد حكومي، إلى منطقة ساقية سيدي يوسف أين أشرف رفقة الوزير الأوّل الجزائري أحمد أويحيى على موكب إحياء الذكرى 60 لأحداث 8 فيفري 1958 بحضور وفد حكومي جزائري.

وفي كلمة له خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الوزير الأوّل الجزائري، أكّد رئيس الحكومة أنّ هذه الذكرى المجيدة هي صفحة مضيئة من التاريخ النضالي المشترك بين تونس والجزائر، ومحطة خالدة في تاريخ الشعبين التونسي وشقيقه الجزائري، موجها خالص التحية للمقاومين والمناضلين، ومترحما على أرواح الشهداء في البلدين، وكذلك شهداء ثورة الحرية والكرامة.

وأبرز رئيس الحكومة أنّ الإحياء السنوي لهذه الذكرى يجسم الإيمان المشترك بأنّ المعركة بالأمس ضد الإستعمار كانت واحدة، وأنّ المعركة اليوم لكسب رهانا المستقبل هي أيضا واحدة، مؤكّدا الإرادة السياسيّة المشتركة لتوثيق العلاقات وإرساء التعاون المثمر وتحقيق التقارب والتكامل، مدلّلا على ذلك بالزّيارة التاريخيّة لرئيس الجمهوريّة الباجي قائد السبسي يوم 15 ديسمبر 2016، وكذلك زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى تونس  بمناسبة الذكرى الأولى لثورة الحريّة والكرامة يوم 14 جانفي 2012.

وقال رئيس الحكومة: “نحن في تونس مقتنعون أشدّ الإقتناع أنّ تونس والجزائر كلاهما يمثّل للآخر العمق الاستراتيجي لأمنه القومي ،  حيث لا أمن في تونس إلاّ بأمن الجزائر، والعكس بالعكس، وما نجاح بلدينا في الحرب على الإرهاب إلاّ دليل حيّ على مستوى ونجاعة التنسيق المشترك بين بلدينا”.

 

وأضاف: “تونس والجزائر يجسّمان وحدة التاريخ، وحدة النضال، وحدة المصير المشترك، وساقية سيدي يوسف هي تجسيد جليّ لعمق  الأخوّة، استقرار تونس وأمنها من استقرار وأمن الجزائر، ومستقبلنا نبنيه معا على طريق التقدّم والإزدهار”.

وفي الأثناء، أكّد رئيس الحكومة أنّ تنمية المناطق الحدودية تحظى بأولوية قصوى بهدف خلق حركية إقتصادية وجعل المعابر الحدودية اقطابا للخدمات والتجارة حسب المواصفات الدولية، لافتا إلى أنّ بروتوكول التعاون بين حكومتي جمهوريتي تونس والجزائر الذي سيتم توقيعه سيمثل لبنة نوعيّة من مجال رعاية المقاومين ومصابي الثورة وذوي الشهداء.

وثمّن يوسف الشاهد حضور الشباب من تونس والجزائر في إحياء هذه الذكرى، مبرزا أثر ذلك في مزيد تعميق الروح الوطنية في نفوس هذه الشريحة العمريّة، وتعميقالإنتماء الوطني لديهم.

ونوه رئيس الحكومة بحركة الأشقاء الجزائريين الوافدين إلى تونس، وثمّن ما تشهده الشقيقة الجزائر من تطوّر وتقدّم يمكن الإستفادة منه، والعمل على تبادل الخبرات وتعزيز التعاون المغاربي لما فيه مصلحة البلدان والشعوب المغاربيّة.

وفي مستهلّ الموكب، عقد الوفدان الحكوميّان التونسي والجزائري جلسة عمل بمقر بلدية ساقية سيدي يوسف خصصت للنظر في تنمية المناطق الحدودية من خلال برمجة عدد من المشاريع الإستثمارية المشتركة والتعاون والتنسيق الامني بين البلدين.