شهدت الساعات القليلة الماضية حالة من الحيرة داخل الطبقة السياسية في تونس وهي تراقب عن كثب المعلومات المتضاربة حول حقيقة اقالة المدير العام للأمن الوطني توفيق الدبابي ورفض وزير الداخلية لهذا القرار القادم من القصبة في شكل تسريب قامت به الدوائر الاعلامية التابعة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد وتجاوزت حالة الانتظار أكثر من 36 ساعة في انتظار خروج الدخان الأبيض مع صدور بلاغ من وزارة الداخلية التي تؤكد هذه الاقالة المفاجئة
ولن يحتاج المرء لمعرفة موقف وزير الداخلية لطفي براهم من هذا القرار وهو يشاهد الرجل الذي سعى الى اقناعه بالعودة الى وزارة الداخلية رغم تمنعه ورفضه العودة تنهى مهامه بذلك الشكل القريب من الاهانة .
ولكن لطفي براهم وهو ابن المؤسسة الأمنية والعارف بخبايا الأمور منذ حرب الخلافة التي اندلعت حول الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة نهاية عام 1986 غلب عليه الانضباط لينصاع لقرار رئيس الحكومة في النهاية ويوقع على قرار اقالة الدبابي الذي يقال انه رفض استخدام السيارة الادارية ليعود الى بيته على القدمين
ولكن رغم نهاية الأزمة التي لم تصل الى حد لي الذراع عادت الألسن لتلوك خبر زيارة وزير الداخلية الى السعودية والتي استمرت خمسة ايام لتحاك حولها جميع السيناريوهات وما سمي بهتانا معلومات
ففي واقع الأمر فزيارة لطفي براهم الى السعودية كانت مبرمجة منذ أشهر وبطلب من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الذي طالب بلقاء مسؤول تونسي اخر لكن ولأسباب نجهلها عوضه براهم في هذه الزيارة ويبدو ان القرار جاء من قصر قرطاج
وهناك في السعودية التقى براهم نظيره السعودي فوزير الخارجية ثم الملك السعودي الذي تسلم رسالة شفوية بعث بها الرئيس الباجي قايد السبسي ولم يكشف عن محتواها
وفي الاثناء زار الوزير التونسي والوفد المرافق له جامعة نايف للعلوم الأمنية اين اطلعوا على تجارب المملكة في التعاطي مع ملف العائدين من بؤر الارهاب وكذلك الذين قضوا عقوبات متفاوتة في قضايا ارهابية
اما عن الخبر المتعلق بلقاء جرى بين براهم والرئيس السابق زين العابدين بن علي فانه عار عن الصحة خاصة وان موضوع تسليم بن علي من عدمه لا يعود
اصلا الى تونس او الرياض وانما هو قرار أمريكي بحت