أحالت هيئة الحقيقة والكرامة الجمعة 13 أفريل
2018، ملفًا يتعلق بحالة قتل عمد تحت التعذيب للدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بجهة نابل. وكشفت الهيئة أن ملف الإحالة يتضمّن 33 متهمّا بينهم قيادات أمنية ووزراء سابقين مورّطين في قضية القتل التي حدثت سنة 1991 ( عبدالله القلال والصادق شعبان ). كما أضافت أن وتيرة إحالة الملفات للدوائر القضائية الـ13 ستتسارع بشكل كبير خلال الفترة القادمة .
وكشف جمال بركات شقيق فيصل بركات الذي توفي تحت التعذيب بداية التسعينيات، أن الملف المحال يتعلّق بالشهيد رشيد الشماخي، الذي توفي تحت التعذيب كذلك في نابل يوم 27 أكتوبر سنة 1991، وكان قد قدم شقيقه شهادة في جلسة استماع علنية بتاريخ 18 نوفمبر 2016.
وكان فيصل بركات، وهو عضو في حزب النهضة الإسلامي قد انتقد في مقابلة متلفزة بُثت في 8 مارس 1991، طريقة تعامل الحكومة مع المصادمات التي اندلعت بين الطلبة والشرطة وأسفرت عن وفاة العديد من الطلاب.
و أضطر بركات إلى التواري عن الأنظار وحُكم عليه غيابياً بالسجن لمدة ستة أشهر على جرائم، من بينها عضويته في منظمة غير مشروعة.
وبعد ستة أشهر، وتحديداً في 1 أكتوبر ، قامت الشرطة بالقبض على شقيقه جمال بغية ممارسة الضغط على فيصل لحمله على تسليم نفسه، على ما يبدو. وتعرَّض جمال للتعذيب في الحجز بشكل متكرر، وبعد مرور أقل من أسبوع، قُبض على فيصل بركات في مخبأه.
وعقب وفاته قامت السلطات التونسية بترتيبات منسقة تهدف إلى إخفاء حقيقة تعذيبه، وادَّعت أنه لقي حتفه في حادث سير.