Accueilالاولىبعد رحلة استمرت ثلاث سنوات بين تونس والمانيا : مريم وهناء تعودان...

بعد رحلة استمرت ثلاث سنوات بين تونس والمانيا : مريم وهناء تعودان الى أحضان والديتهما كاترين

بعد رحلة انتظار استمرت لثلاث سنوات تمكنت اخيرا كل من مريم وهناء من العودة الى أحضان والدتهما ليلة امس بعد أن حسم القضاء التونسي الأمر  ليتمكن من الحصول على الاذن بالعبور في اتجاه ألمانيا  أين

ولكن قبل ذلك كانت الرحلة طويلة بين الانتظار والخوف والأمل

« لقد انتهى حكم القانون عند حدود تونس فهو مجرد ورقة نفايات ».

هكذا علقت المسؤولة الحزبية لحزب الخضر عن مقاطعة ساكسونيا بألمانيا وهي تتابع تفاصيل قضية كاترين شميدت الألمانية التي تحاول منذ ثلاث سنوات إستعادة بنتيها من زواج فاشل بتونسي.

انتظرت  السيدة كاترين وهي طبيبة مختصة في البيولوجيا منذ حوالي ثلاثة أيام قرارا يسمح لها باصطحاب ابنتيها مريم وهناء 8و 10 سنوات تنفيذا لحكم قضائي صادر عن محكمة تونسية سنة 2016.

حلت الأسبوع الماضي بمدينة القصرين مرفوقة بشقيقتها وزوج شقيقتها وهما محاميان  اين تعيش بنتاها في دار جديهما العجوزين العاجزين عن التحدث اليهما لجهلهما باللغة الألمانية التي تعلمتاها منذ نشأتهما هناك بمدينة هانوفر الألمانية.

لتضرب من هناك موعدا مع ابنتها الكبرى طالبة منها ان تصطحب معها شقيقتها ومن هناك انطلق الجميع في اتجاه العاصمة اين قضوا ليلتهم تحت اشراف السفارة الألمانية بتونس التي مكنت البنتين من جواز سفر ألماني وفي الصباح الباكر من يوم الأحد انتقلت الى مطار تونس قرطاج الدولي لتحصل المفاجأة بعد ان تم اخبارها بان هناك قرارا يحجر على بنتيها المغادرة.

السيدة كاترين سعت الى اقناع شرطة الحدود وبالوثائق بانه لديها حكما قضائيا تونسيا يسمح لها بحضانة بنتيها خاصة وان والدهما يقبع في سجن بألمانيا ومحكوم عليه بسنتين بتهمة الاختطاف ولكن بعد سلسلة من الاتصالات بقي الوضع على حاله الى حد كتابة هذه الأسطر وقد أعلمتنا مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية ان وزير الداخلية شخصيا يتابع هذه القضية عن كثب ولكن القضية برمتها ليست في يدها فالأمر معقد ومتداخل فلوزارة الخارجية وكذلك وزارة العدل رأي في القضية.

وحسب مصادرنا  فقد حسم  الأمر يوم أمس الاثنين بعد عرض القضية على أنظار وكيل الجمهورية. وقالت مصادرنا بوزارة العدل ان القانون سيأخذ مجراه الطبيعي بعد صدور القرار القضائي .

وفي الاثناء واصلت الخارجية الألمانية عبر السفير الألماني بتونس تحركاتها التي انطلقت منذ زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تونس في مارس 2017 اين طرحت قضية مريم وهناء على كبار المسؤولين التونسيين الذين وعدوا بحل القضية في أسرع وقت ممكن ولكن بقي الأمر معلقا الى حد هذه الساعة وفي الاثناء تعيش مريم وهناء حالة من اليتم المقنع فالوالد في السجن والوالدة عاجزة على تنفيذ قرار الحضانة فهي مهددة هي الاخرى بالطرد من عملها بسبب تعدد غياباتها عن العمل فهي تكاد تكون متفرغة لمواجهة مصيرها والمصير المجهول لبنتيها ولم تقو سوى على كتابة هذه الرسالة لعلها تجد من يصغي اليها.

«ترددت كثيرا قبل ان اكتب لكم هذه الرسالة ولكن وجدت ان الجميع يقحم نفسه وسط هذا الكابوس الذي أعيشه منذ سنتين ولا احد يملك حقيقة القضية. هذه الرسالة لتوضيح الأمور ووضع حد للأكاذيب التي تروج بشأن قضية حضانتي لبنتي مريم وهناء. لقد استعنت على كتابتها بمعيّة صديقة لي بالعربية حتى يفهم الجميع ما أريد قوله. منذ سنتين وانا محرومة من بنتي الحبيبتين مريم وهناء . منذ سنتين وانا احلم ان المس شعريهما. منذ سنتين وانا أعيش على أمل ان يعودا الى غرفتهما وألعابهما هناك في المانيا حيث ولدا. منذ سنتين وانا احلم مثل كل ام ان احضر لطفلتي الحبيبتين ادواتهما الدراسية في بداية العام الدراسي لاني مثل كل ام احلم ان يكون لابنتي تعليم جيد وحياة سوية. ما دفعني لان اكتب هذه الرسالة هو ان السبل ضاقت بعد ان أنصفني القضاء التونسي وعجزت رغم قرار قضائي في استعادة ابنتي. خضت حربا من اجل مريم وهناء امضيت الليالي احلم بان تعود الى حضني طفلتي. قطعت الاف الكيلومترات على أمل ان أعيش يوما واحدا مع مريم وهناء لاني اشتقت لهما كثيرا . بكيت مرات ومرات ،فرحت كثيرا حين حكم القضاء التونسي بان الحضانة من حقي واني قادرة على ان اعود لالمانيا مع بنتي لكن عدم تنفيذ الحكم القضائي منذ سنة ونصف ضاعف لوعتي. تركت كل شيء هناك ورائي في المانيا. انا طبيبة واكاد افقد عملي لغيابي المتواصل ومنذ حوالي عامين وانا أتردد على تونس بمعدل مرة كل شهرين فأمضي الوقت ذهابا وايابا الى القصرين لعلي أظفر حتى بمجرد رؤية بنتي ولكن ما من نتيجة. كنت في كل مرة احمل معي لهما هدايا وادباشا لعلي أخفف عليهما الم فراقي وفراق أبيهما الذي يقبع في السجن في المانيا بتهمة اختطاف بنتيه. ليعلم الجميع اني استوفيت كل الإجراءات القانونية ولدي قرار قضائي بات بانه من حقي حضانة البنتين. فما جدوى ان تكون مريم وهناء هنا في تونس في حين ان الأبوين غائبين ؟؟ استوفيت ايضا كل وسائل الاقناع مع زوجي السابق. عرض القضاء الالماني عليه ايضا ان يطلق سراحه ويعيد لي البنتين … طلبت من زوجي السابق ان اكتب له التزاما بانه قادر على رؤية بنتيه متى يشاء مقابل ان يترك بنتينا تعودان الى المانيا ولكن لا طائل من محاولاتي المتكررة فهو يرفض رفضا قاطعا ان يعود الى رشده . هو لم يفكر في بنتينا اللتين تعانيان من تبعات هذه المشكلة التي نعيشها منذ سنتين. كل ما أودّ قوله هو اني احارب من اجل مريم وهناء ولا يوجد مستفيد أبدا من هذه المشكلة فلا انا مرتاحة ولا الأب مرتاح ولا بنتانا تعيشان حياة طبيعية مثل الأطفال في سنهما. كلنا خسر بسبب عناد اب لم يفكر في مصلحة بنتيه ووضعهما في وضع حرج ويستعملهما سلاحا لمعاقبتي لان علاقتنا الزوجية لم تنجح لعدم التوافق بيننا. انا الام وفي كل قوانين العالم الام احق بالحضانة من اي شخص اخر فما بالك والأب يقبع قي السجن ويرفض ان يخرج منه لمجرد ان ينقذ طفلتيه من مصير مجهول. تصوروا ان تكون طفلتان في عمر الزهور مجبرتان على الذهاب من يوم لاخر لمركز الأمن صحبة جديهما لأنهما محرومتان من ام دفعت كل ما تملك لاسترجاعهما. مازلت اثق في ان الأمن التونسي سينصفني مثل ما انصفني القضاء التونسي الذي قضى بأحقيتي في تربية ابنتيّ في المكان الذي ولدتا وترعرعتا فيه. مازال لدي بصيص من الأمل لاني على حق ولان في يدي حكما قضائيا يقضي بانه من حقي العيش مع طفلتيّ. انا الان عاجزة حتى عن رؤيتهما وهناك محاولات تأثير كبيرة عليهما لاقناعهما باني ام سيّئة في حين أنهما صغيرتان لا تفقهان كل ما يحصل ولكنهما تتحملان تبعات هذه الاشكالية التي تحرمهما من الاستقرار. فهما تعيشان التشتت بين أفراد عائلة أبيهما دون ان يكون لهما الحق في العيش مع والديهما . حين ارى ابنتيّ أشعر بألم شديد فكل الصور التي تصلني عنهما تدل على أنهما غير سعيدتين لقد غادرت محياهما تلك الابتسامة الطفولية. إنهما محرومتان من حنان الام وانا محرومة من ابتسامتهما الرائعة. يتحجج البعض بان مريم وهناء يجب ان يبقيا هنا وسط عائلة والدهما المسلمة ولكن فليعلم الجميع اني مسلمة ايضا واني احرص دائما على ان يكون ابنتايّ قريبتين من ديانتهما الأصلية. ستجدون هنا نسخة من حكم بالحضانة قضت به المحكمة التونسية لانها على قناعة ان الطبيعي في الأشياء ان أكون الان مع ابنتيّ مريم وهناء. ارجو ان يتفهّم الوضع كل إنسان يدرك عمق ما أعيشه من مأساة في كل مرة آتي فيها على أمل ان ينفّذ قرار مغادرتي مع ابنتيّ ولكن يخيب الأمل في كل مرة لأبقى محرومة وتبقى ابنتيّ محرومتين وما من مستفيد من كل هذا. كلنا خاسرون والماساة تتعمق بالنسبة إلينا جميعا».

 

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة