أنهى الفنان السوري يوسف عبدلكي نحت تمثال جديد للشاعر أبو العلاء المعري بعد نحو سنة من العمل التطوعي بدعم وتمويل من مجموعة من الناشطين والقنانين والإعلاميين السوريين المعارضين للنظام، ضمن مشروع أطلقته منظمة (ناجون) لإعادة بناء تمثال جديد للمعري تمهيداً لإعادته يوماً ما إلى سورية لنصبه في نفس مكان التمثيل السابق الذي تم تدميره.
وفي فيفري 2013 قامت مجموعة من أفراد مجموعة مسلحة بقطع رأس تمثال أبو العلاء المعري (فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة) الذي كان ينتصب فوق ضريحه في مسقط رأسه بلدة (معرة النعمان) في محافظة إدلب شمال غرب سورية، وهو تمثال من نحت الفنان السوري فتحي قباوة، صنعه تكريماً للمعري سنة 1944.
وتم جمع تكلفة العمل من مجموعة من السوريين على شكل تبرعات صغيرة، بحدود مائة يورو من كل متبرع، ووفق بعض المصادر بلغت تكلفة المشروع نحو 35 ألف يورو، وأنجز العمل متبرعًا النحات السوري عاصم الباشا المقيم في أسبانيا، والتمثال بارتفاع ثلاثة أمتار، وسيتم الاحتفاظ به في باريس في البلدية أو معهد العالم العربي، إلى حين تصبح الظروف مواتية لنقله إلى سورية وإلى معرة النعمان تجديداً.
وأقدمت مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان على قطع رأس النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف والأديب العربي المعري بعد أن سيطر عليها مقاتلون نسبوا أنفسهم إلى المعارضة السورية، واتهم في حينها ناشطون جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة بقطع رأس التمثال، وعرضوا صورا للتمثال بعد تحطيمه، مقطوع الرأس وعليه آثار طلقات نارية مرمياً على الأرض إلى جانب قاعدة حجرية مرتفعة.
وأبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان، ولد في معرة النعمان عام 973، وفقد بصره في سنّ مبكرة بعد إصابته بالجدري، لكن ذلك لم يحل دون طلبه العلم.