اللقاء الذي جمع عشية أمس رئيس الجمهورية بحركة النهضة قبل أيام قليلة عن خطاب متوقع لرئيس الجمهورية بمناسبة احياء ذكرى عيد المرأة يوم 13 أوت خلف العديد من التساؤلات حول ما اذا كان لقاء للمساومات
ويبدو ان الحركة وجدت نفسها في حرج كبير وهي التي اعلنت ظاهريا انها تؤيد ضمنيا تقرير لجنة الحريات والمساواة مع التمسك بأحكام الدستور وخاصة فصله الأول الذي يؤكد على ان تونس دولة عربية دينها الاسلام
والشيخ راشد الغنوشي الذي سارع للتحول الى قصر قرطاج كان يهدف الى تذكير شريكه في التوافق بأنه مازال ملتزما بما الاتفاق عليه في باريس وان اي خطوة سيقوم بها يجب ان يعود اليه بدل احرجه وارسال مشروع قانون الى مجلس نواب الشعب قد يكشف عن الموقف الحقيقي للحركة ويضعها في مأزق محلي ودولي
ولكن السبسي الذي خسر معركة التصويت على وزير الداخلية بدعم من حركة النهضة قد يجد الفرصة سانحة بتذكير الغنوشي بأنه هو من نقض التوافق وأحرج رئيس الجمهورية ومن وراءه حزب نداء تونس الذي وجد نفسه مضطرا للانصياع لارادة الشاهد .
والسؤال الذي يطرح اليوم فهل سيتنازل الغنوشي عن دعم الشاهد ويقدمه طبقا سائغا لرجل قرطاج الذي يرفض مثل تلك الهزائم ام انه سيمضي قدما ويواصل معركته الاخيرة التي قد تمنحه فرصة الانتصار في الحرب
الايام القليلة القادمة ستكشف لنا ان كان التوافق الذي اثار حفيظة العديد من التونسيين والتونسيات قد انتهت صلاحيته بعد .