كان ممكن لرئيس الدولة الباجى قائد السبسي أن يجنبنا كل هذه التراجديا السياسية المقيتة و يحافظ على وحدة العائلة السياسية التقدمية لو أحب ذلك و لو كان له من القدرة على تغليب المصلحة العامة و مصلحة البلاد على التفكير الانانى الضيق الذى أراد به أن يحفظ مصلحة ابنه و دوائره المقربة.
الحزب الكبير الذى أوصله الى الحكم، أراد الرئيس طوعيا و بسابق الإصرار و التخطيط أن يضعفه و يتركه لمهب الرياح حتى لا يصبح قوة فاعلة من بعده.
هذا ما دونته صباح اليوم النائبة هدى سليم المنسحبة حديثا من كتلة نداء تونس احتجاجا على الأوضاع المزرية داخل الحزب
وبالفعل تقول هدى سليم “رغم كل الطلبات و الترجيات التى بلغته بجبر ابنه على التنحي و إعادة هيكلة الحزب بشكل ديمقراطي يليق بالمرحلة السياسية الجديدة التى تعيشها البلاد، تعنت و رفظ بشدة. و ترك أمام عينيه ابنه و زمرة من العابثين يلعبون بمصير الحزب و العباد.
أضاع رئيس الجمهورية فرصته بأن يلعب دور البطولة فى البلاد، و اليوم انطلق القطار من دونه و من دون ابنه و مجموعتهم، و لا احد يريد أن يلتفت لتلك المرحلة المظلمة.
هكذا هو تاريخ حكام العرب تشوبه الف شائبة و شائبة.
على كل، التاريخ سيسجل كل هذه الأحداث الغير مشرفة مع الاسف.
ولكن تونس سينقذها أبناؤها المحبين لها و لا عزاء لمن تخلف فى الوقت الحاسم. ”