قال فاضل عاشور كاتب عام نقابة الأئمة والاطارات الدينية ان وزارة الشؤون الدينية قامت خلال السنة الحالية بعزل 686 امام الى حدود الثلاثية الثالثة لسنة 2018 أي بمعدل إمامين بـ14 جامعا اسبوعيا وذلك نظرا لرصد الوزارة لخطابات منفلتة لا تخدم الشأن الديني او نتيجة توظيف المنابر المسجدية لخدمة اجندات سياسية وغيرها وذلك دون اعتبار الانذارات والتوبيخات الكتابية التي تم توجيهها للأئمة والتي يبلغ عددها ضعف عمليات العزل والتي تم توجيهها بمعدل 50 جامعا اسبوعيا وقد رصدت من خلالها الوزارة انفلاتات قد تهدد السلم العام لافتة نظر هؤلاء الأئمة لمراجعة خطابهم بما يخدم السلم العام.
وأعاد عاشور هذه الوضعية في حديث نشرته جريدة الصحافة اليوم الى عدم احترام الكفاءة في انتداب الأئمة حيث ان بعض الانتدابات بعد 2011 خضعت لمنطق الولاءات والمحاباة ولم تخضع للمقاييس والضوابط القانونية والعلمية في اختيار الأئمة الذين يعتلون منابر المساجد الى جانب ضعف المنحة المسداة للأئمة وهو ما يفسر أيضا عزوف اصحاب الكفاءات على تولي هذه المسؤولية مشيرا الى أن ٪34 فقط من الأئمة من ذوي المستوى التعليمي الجامعي في اختصاصات متعددة في حين أن ٪66 منهم لم يتجاوزمستواهم التعليم الابتدائي والثانوي ما يجعل درايتهم بالأمور الشرعية والفقهية محدودة ولا تكتسي المصداقية والاشعاع المطلوب.
كما شدد أنه مقابل هذه الوضعية هناك قنوات تلفزية تؤثث برامجها بأئمة ومشائخ لهم هالة إعلامية غير أنهم لا يتشاركون معنا في نفس المذهب ونفس الخلفية الحضارية والمعتقدات وهو ما يجعل تعلق بعض الشباب بأطروحاتهم وبقراءاتهم للدين مهددا لهؤلاء الشباب خاصة الذين يسهل استقطابهم والتأثير فيهم معتبرا ان أغلب هؤلاء المشائخ لا يقبلون بالمجادلة في الفكر ويرفضون الاخر مذكرا ان تونس مالكية المذهب مذهب منفتح يقبل بالتنوع وهو ما يخدم ازدهار المجتمعات مشير الى ان الغلو والتطرف الديني وعدم فهم المقاصد الحقيقية لسماحة الدين الاسلامي أفرزت الارهاب والدواعش وكل من ينصّب نفسه وليا على الدين..
ومن جهة أخرى اكد عاشور انه لا بد اليوم من وضع خطة وطنية لمراجعة الخطاب الديني بعيدا عن اي توظيف سياسي خطة ترتقي بالخطاب الديني وتعكس سماحة الدين الاسلامي قطعا مع الغلو والتطرف.