Accueilالاولىتونس - ما هي حظوظ الأحزاب الشعبوية في انتخابات 2019

تونس – ما هي حظوظ الأحزاب الشعبوية في انتخابات 2019

بعد البريكسيت وبعد فوز ترمب  واليمين الشعبوي في كل من ايطاليا والمجر والبرازيل توقع تقرير صادم لوكالة فرانس براس  ان تشهد الديمقراطية الليبرالية تراجعا ويبدو أن الانتخابات الأوروبية في 2019 ستفاقم حضور التيارات الشعبوية حسب تقرير الوكالة  التي استنجدت بما خطه  المحلل السياسي الأميركي ياشا مونك في كتاب “الشعب ضد الديمقراطية” أن “المواطنين يبتعدون عنها (…) بأعداد ما فتئت تتزايد”.

وهذا النظام الذي يجمع بين سيادة الشعب والسلطات المضادة (قضاء وإعلام ومجتمع مدني) ساد الدول الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن اليوم كما يؤكد مونك، فإن “نظام الحكومة هذا الذي كان يبدو غير قابل للتغيير، يعطي الانطباع بأنه قابل للانهيار بشكل مفاجئ”.

والسبب الأساسي يكمن في الطبقات المتوسطة عماده البشري والسياسي التي أهملتها هذه الحكومات.

وذكرت الأميركية كوري شاكي، المديرة العامة المساعدة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن “نشوء طبقة متوسطة يعد عنصرا بنّاء في الاستقرار السياسي”.

وإزاء تفاقم الفقر الناجم عن اقتصاد يزداد انفتاحا والضيق بسبب تراجع السيادة، فإن هذه الطبقات المتوسطة تتمرد ضد الانهيار، وربما حتى ضد غيابها الاقتصادي والثقافي، بحسب خبير الجغرافيا الفرنسي كريستوف غيلولي في كتابه الأخير “نو سوسايتي”.

ولكن هل يمكن والحالة تلك التي تعيشها الطبقة المتوسطة في الغرب والتي تشبه بدرجات متفاوتة الحالة التي تعيشها الطبقة المتوسطة في تونس ان يكتسح الشعبيون انتخابات 2019 .

للرد على هذا السؤال يقول السيد سامي بن سلامة   العضو السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات ” لما يصدم المواطن بكذب وعود السياسيين التقليديين يعود الناخبون الى من يمنحهم الأمل في تغيير الوضع عن طريق اللعب على المشاعر والأحاسيس والتشنجات… يعيش العالم تقلبات مثيرة تشهد صعود ظواهر غريبة إلى قمة أنظمة بعض الدول العريقة في الديمقراطية ونحن في نهاية حقبة ساد فيها الخطاب التقليدي الجاف… يريد الناس التغيير بخطاب حقيقي ومختلف عن السايد يبتعد عن خطاب المنظومة السائدة وهو خطاب يحمي نفسه ويحاول الحفاظ على سيطرته عبر التسويق لاصلاحات لن تؤدي لنتيجة مغايرة … هنالك حالة تململ نشهدها في عديد الدول وحتى في تونس وأتوقع أن ترتفع حدة الخطاب المعادي للمنظومة الفاشلة الحاكمة وأن يستمع الناس للغوغائيين وللمتطرفين حتى الذين يعتمدون خطابا قريبا من الشعب وهمومه ومتطلباته بحثا عن التغيير وهذا ما سيتجسم في الانتخابات المقبلة ولو ان النظام الانتخابي الحالي لن يسمح بحصول اختراقات كبيرة  ”

أما  طارق عمارة  مراسل وكالة رويترز للأنباء فانه لا يرى أي حظ للشعبويين في تونس خلال الانتخابات القادمة ” لا اعتقد ذلك  لقد  كانت فقط فترة  عابرة  مع ترامب واثبتت  انها يمكن ان تكون  كارثية وفِي بلد مثل تونس اعتقد  انه لا حظ لها اصلا لان المواطن لا يثق في الأحزاب الكبرى فما بالك بالأحزاب الشعبوية اعتقد ان الانتخابات ستنحصر بين شقين كالعادة النهضة من جهة والشق الثاني سيكون اما نداء تونس او الوليد الجديد للشاهد ان تكون في صورة قوية  مع ضم عديد الأطراف الفاعلة  ”

من جهته قال الاعلامي منذر بالضيافي صاحب موقع  ” التونسيون ” فانه يساند موقف زميله طارق عمارة ليؤكد انه لا يتوقع بدوره ” صعودا لما يسمى بالأحزاب الشعبوية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. فالناخب التونسي برغم غضبه من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومن فشل منظومة الحكم الحالية الا أنه حينما يذهب الى مراكز الاقتراع يصوت للاستقرار اي للأحزاب القوية والمنظمة وهو ايضا يصوت للحزب الموجود في السلطة.”

ويضيف بالضيافي ” ولعل نتائج كل عمليات سبر الأراء تدل على ذلك اذ تعطي الأولوية لاحزاب الحكم الفاشلة مثل النهضة والنداء

كما تعطي تقدما لرئيس حكومة منجزه ضعيف وضعيف جدا  كما ان نتائج بلديات ماي 2018 أكدت ما ذهبت اليه من خلال تصدر النهضة والنداء

**** ش.ك

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة