Accueilالاولىمعهد دراسات أمنية : تزايد الهجرة غير النظامية في تونس والمغرب والجزائر...

معهد دراسات أمنية : تزايد الهجرة غير النظامية في تونس والمغرب والجزائر بفضل الانترنت

“ينبغي ضمان حياة أفضل لشباب البلدان المغاربية بعدما تزايدت رغبات الهجرة إلى الفردوس الأوروبي خلال السنوات الأخيرة، ما يستدعي تفعيل اتحاد المغرب الكبير”، واحدة التوصيات التي خلص إليها معهد الدراسات الأمنية في جنوب إفريقيا، الذي دق ناقوس الخطر بخصوص أزمة الهجرة غير النظامية التي صارت مستفحِلة في المغرب والجزائر وتونس وليبيا على وجه التحديد.

وأشارت الدراسة الإفريقية إلى كون الهجرة غير النظامية تزايدت في الدول المغاربية منذ سنة 2011، بفعل توسع شبكات التواصل الاجتماعي التي يستعملها الشباب بالدرجة الأولى عوض وسائل الإعلام الكلاسيكية، بحيث “هاجرت” هذه الفئة إلى مواقع “فيسبوك” و”أنستغرام” و”واتساب” و”يوتيوب”، لأنها تبث محتويات رقمية تقدم صورة مثالية عن القارة العجوز.

وأوضحت الدراسة، المعنونة بـ “شبكات التواصل الاجتماعي آلية لتجاوز الخلافات في شمال إفريقيا من أجل تسهيل الهجرة”، أن “الأشرطة المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي تُصوّر المنطقة الأوروبية على أنها المكان المثالي للعيش، نتيجة الفرص الاقتصادية والاجتماعية التي توفرها للمواطنين، بخلاف الواقع اليومي لهؤلاء الشباب في البلدان المغاربية”.

وأبرز المعهد البحثي (مجموعة تفكير يوجد مقرها في بريتوريا) أن “الشباب في المنطقة كانوا يتوصلون بأخبار القارة الأوروبية عبر المهاجرين، لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي صارت العملية أسهل، حيث انتشرت العديد من الشبكات السرية التي تساعد الشباب على الهجرة بشتى الطرق، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الأمن القومي لهذه البلدان بفعل ظواهر التطرف والإرهاب، لكن التهديد الأمني الذي تشكله الهجرة غير النظامية ضئيل، ما يجعل الحكومات المغاربية لا تهتم بتحليل وفهم هذه التيمة”.

ونبّهت الدراسة إلى محاولة التضييق على محادثات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال سعي الحكومات المغاربية إلى فرض الرقابة على تيمة الهجرة في الشبكات الرقمية، لأن من شأن ذلك أن يساهم في انتقال الشباب صوب منصات جديدة، داعية الحكومات إلى “استغلال هذه الشبكات الإلكترونية بغية دراسة سلوك هذه الفئة، لاسيما ما يتعلق بعوامل الإحباط التي تدفعهم إلى الهجرة غير النظامية”.

وشدد المعهد على أن “البلدان المغاربية يجب أن تنفتح أكثر على بعضها البعض، من خلال بحث سبل معالجة هذه الإشكالية على الصعيد الإقليمي”، معتبرا أن “كل دولة على حدة تتدارس أزمة الهجرة غير النظامية على المستوى الوطني، لكنها تغفل أن المشكل يكتسي بعدا إقليميا”، مردفا أن “غالبية الباحثين والمراقبين لا يعيرون هذه الشبكات أية أهمية، لكن منبع المشكل يأتي من الأشرطة والمنشورات والنصائح الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي”.

ولفت المصدر ذاته الانتباه إلى كون “شباب المنطقة صاروا على تواصل مشترك من خلال بوابة الأنترنت، ذلك أن 63 في المائة من المغاربة والتونسيين دائمو الاتصال بالنت، بينما تصل هذه النسبة إلى 53 في المائة بالنسبة للجزائريين، باستعمال الهواتف النقالة على وجه الخصوص”، كما يقضي المواطن المغربي نحو ثلاث ساعات في النت كل يوم، تشكل منها نسبة ولوجه إلى “فيسبوك” و”يوتيوب” ما يقرب من 83 في المائة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة