Accueilالاولىموقع فرنسي : نبيل القروي مرشّح (dégagisme) للانتخابات الرئاسية

موقع فرنسي : نبيل القروي مرشّح (dégagisme) للانتخابات الرئاسية

خصص موقع VSD.fr في مقال صدر يوم 5 جوان الجاري ريبورتاجا عن المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي قدّم من خلاله عرضا شاملا عن التحول الذي شهده رجل الإعلام وصاحب وكالة الإشهار الرائدة في تونس “قروي أند قروي” حيث انتقل من عالم التلفزيون والضجّة التي أحدثتها القناة  الخاصة نسمة تي في منذ شهر ديسمبر 2010 عند نقل المواجهات التي كانت الشرارة الأولى لثورة الياسمين إضافة إلى الجدل والتهديد والمحاكمة التي شهدتها القناة إثر بثّ الشريط الإيراني “برسيبوليس” وصولا إلى قرار الرجل دخول غمار المعركة السياسية مرورا بالعمل الخيري والتطوعي الذي تولى القروي الإشراف عليه .

قدم الصحفي “ميكائيل دارمون”خصيصا من فرنسا و رافق نبيل القروي في بداية شهر رمضان وتوقف معه في محطات مختلف بالشمال الغربي والجنوب التونسي خلال جولته ضمن موائد الإفطار التي تنظمها جمعية خليل تونس الخيرية للسنة الثالثة على التوالي، قبل أن يعلن هذا الأخير رسميا عن نيّته الترشح للانتخابات الرئاسية وتكوين حزب لخوض الانتخابات التشريعية أيضا.

وانطلق التقرير من قرية الكريب بالشمال الغربي في الأيام الأولى لرمضان حيث تعرّض لعلاقة نبيل القروي بالسكان المحليين، فسكان هذه المنطقة الملقبة بـ”صومعة روما”، في إشارة إلى أراضيها الخصبة، يعتبرون أنّ لقاءهم مع نبيل القروي هو في ذات الوقت لقاء المرشح المستقبلي لرئاسة الجمهورية ونجم الشاشة الصغيرة.

وبنى الصحفي الفرنسي تقريره على مراوحة بين تاريخ قناة نسمة منذ سنة 2009 والتغيير الذي عرفته شخصية نبيل القروي وجعلت منه يعزف عن النشاط الإعلامي والسياسي ويخصص وقته بالكامل للنشاط الخيري والعمل التطوعي حيث عاد إلى النقلة النوعية لنسمة تي في من قناة ترفيهية بثت البرنامج الضخم ستار أكاديمي المغرب الكبير إلى مرجع هام في نقل الأحداث في تونس نهاية سنة 2010 والأعوام الأولى للثورة التونسية.

واعتبر الصحفي أنّ العمل الخيري الذي أخذه لنبيل القروي منذ سنة 2016 على عاتقه بصفة تطوّعية من خلال توزيع الإعانات وتخصيص عيادات متنقلة وإقامة موائد الإفطار التي شبّهها بالمطاعم الخيرية (les restos de coeur) قرّبته من عامّة الشعب وجعلته ينصت لمشاغل الفئات المنسية غير المرئية ويعاين آلامهم، واقع فرض عليه نوعا من المسؤولية وناشدوه الترشح للانتخابات كما جعلت منه رجل سياسة بامتياز ليقرر دخول غمار المعركة الانتخابية من باب مناهض للنظام.

ومن خلال هذا الريبورتاج كشف الصحفي الفرنسي عن وجه آخر لنبيل القروي باعث المشاريع فأطلق عليه لقب مرشّح الـdégagisme كما سلّط الضوء على السبب الرئيسي الذي غيّر مسيرة الرجل والمتمثلة في فاجعة شخصيّة أثّرت في جميع التونسيين وغيّرت مجرى حياته وشخصه فشعر إثرها بالحاجة إلى التواصل مع فئات معوزة من الشعب تعاني نفس الألم الذي يمكن أن يشعر به أب فقد فلذة كبده.

الرجّة والألم الذي خلّفته فاجعة نبيل القروي كسرت فيه عدوانيته، وتوتّره الشديد وأحيانا تلك العجرفة التي عرفها فيه البعض لتغرس مكانها حياء وتواضع ابنه الفقيد خليل القروي الذي لقي حتفه في سنّ لم تبلغ العشرين ربيعا.

نبيل القروي اكتشف بعد ذلك الحادث التراجيدي بلاده من زاوية مغايرة فقرب من عامّة الشعب واعتبر أنّه يكفي الإصغاء لتلك الفئات غير المرئية في جهات تفتقر لأبسط المرافق العمومية حتى تبوح لك بجميع ما يخالجها من معاناة وحاجة لمن يبلغ صوتها ويقوم بما قصّرت الدولة عن القيام به.

كلّ هاته الوقائع إضافة إلى تسارع الأحداث التي شهدها القروي من خلال قطع بثّ القناة أسبوعين فقط قبل انطلاق شهر رمضان الذي يعدّ موسم الإشهار للقنوات التلفزية أجبرته على المضي قدما بهدف تفجير الطبقة السياسية التقليدية في تونس خاصّة مع العدوان المبالغ فيه من طرف الحكومة وبعض الأطراف السياسية ضدّه وضدّ قناة نسمة التي يروّج من خلالها لنشاط الجمعية التي تحمل اسم ابنه وصورته وتدعو إلى جمع التبرعات لمساعدة الفئات المعوزة، إضافة إلى حالة اليأس التي شملت جميع التونسيين وخيبة الأمل أمام ثورتهم المسلوبة وفي ظلّ تقصير الحكومة الحالية.

وختم “ميكائيل دارمون” الريبورتاج بالإشارة السهام المصوّبة من طرف الساحة السياسية المنقسمة في تونس وتوتر مناخها السياسي نحو طموحات رجل الأعمال الناجح وسط جملة من التشكيك في سمعته من خلال توجيه عدّة اتهامات أبرزها التهرب الضريبي وتوظيف حادثة وفاة ابنه سياسيا والمتاجرة بمشاعر الفئات المعوزة والأشخاص الذين ساعدتهم جمعية خليل تونس في سبيل استقطاب أصواتهم لصالحه والحال أنّ القروي يتلقى دعم وثقة عدد كبير من أطراف المجتمع التونسي.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة