عقد الكاتب الصحفي عبد الرزاق الداهش مقارنة بين الصراع على السلطة في ليبيا والتداول السلمي لها في تونس.
وقال الداهش في تدوينة له بموقع “فيسبوك” بعنوان “ما الفرق بين ليبيا وتونس؟” إن “ما يلامس النصف مليار دولار، ذهبت من أموال الليبيين خلال كم عام كأتعاب محاماة، في معركة من هو الرئيس الشرعي للمؤسسة الليبية للاستثمار بينما لم تأخذ عملية تولي رئيس مؤقت لتونس كبديل عن رئيس متوفي، أكثر من خمسة ساعات فقط، وعلى الأرجح أقل”.
وأضاف الداهش “لم يتم التكتم على خبر وفاة الرئيس، ليتفرغ المحيطون بتسوية إشكالية من يكون الخليفة” مردفا “لم تخرج رصاصة واحدة حتى في الهواء، من طرف يرى، أن البقاء فقط لمن هو أقوى” وتابع “في تونس هناك دستور، ضبط كل ما هو متوقع، ورتب مسألة انتقال السلطة في حالة شغور موقع مؤسسة الرئاسة، دون حدوث فراغ دستوري”.
وقال الداهش “في ليبيا حتى رئيس جمعية استهلاكية تحتاج إلى خمسة أعوام لتحويله من مكانه، وليس خمس ساعات” مضيفا “عمداء، وأعضاء مجالس بلديات، الذي لم يذهب منهم إلى الحكومة الرديفة في البيضاء، قطع أخذيته على المحاكم، المهم أن يبقى على رأس البلدية، ولو نقلت تبعيتها إلى إسرائيل”.
وأردف الداهش “لهذا من حق التونسيين أن يبكوا رئيسهم، الذي قاد تونس في رحلة الوصول إلى تونس، تصوروا هذا البلد، وهو بدون وثيقة يحتكمون إليها في إدارة اختلافهم، واهم من ذلك يحترمونها” مضيفا “الدساتير في العالم تصنع بالتنازلات المتبادلة، بأحكام العيش المشترك، وليس بجنازير الدبابات”.
وتابع الداهش “في تونس كان الدستور هو القوة، وفي ليبيا هناك من يريد أن تكون القوة دستور” مضيفا “نحن لسنا في حاجة فقط إلى دستور، أو في حاجة قبل ذلك لمن يحترم الدستور” وزاد “نحن لا نعاني من فراغ دستوري فقط، فأهم من ذلك هناك فراغ أخلاقي”.