Accueilالاولىكورونا في افريقيا : لماذا فشلت كل التوقعات بحصول الكارثة

كورونا في افريقيا : لماذا فشلت كل التوقعات بحصول الكارثة

لا يوجد بالقارة السمراء إلا 1,2 في المئة من الإصابات المسجلة حول العالم بفيروس كورونا، الأمر الذي يفسر حسب صحيفة لوموند الفرنسية بضعف انخراطها في الشبكات العالمية ومناعة شعوبها والنسبة العالية للشباب.

ويتساءل الكاتب فريديريك بوبان ما إذا كان القلق الكبير في شأن أفريقيا مفرطاً؟ وما إذا كانت السيناريوات الكارثية التي تكهنت بتأثير قوي لكوفيد-19 في أفريقيا متسرعة؟.

فبعد 11 أسبوعاً من ظهور الوباء في القارة، وتحديداً في 14 فيفري في مصر، لم يحصل حتى الآن الزلزال الصحي الذي توقعه مسؤولون كبار. ففيما تعد أفريقيا 17 في المئة من سكان العالم، سجلت حتى يوم الإثنين 44034 إصابة و1788 وفاة (0,7 في المئة من الوفيات حول العالم).

مبالغة في التوقعات
وتقول الصحيفة إن وضع القارة أفضل من أوروبا أو الولايات المتحدة.

وتساءل الكاتب: “هل أخطأنا في المبالغة في التوقعات؟ من وجهة نظر إحصائية بسيطة، تناقض أرقام أفريقيا في شكل حاد توقعات كتلك التي وردت في تقرير اللجنة الاقتصادية للاتحاد الأفريقي، منتصف أبريل  والتي توقعت نحو 300000 حالة وفاة حتى لو كانت القارة تعتمد تدابير وقائية قصوى، معتبراً أن “الواقع بعيد جداً”.

المذبحة لم تحدث
ويشير ياب بوم، عالم الأوبئة في ياوندي والممثل الإقليمي لفرع البحث وعلم الأوبئة لأطباء بلا حدود إلى أن “المذبحة لم تحدث حتى الآن”. 

وتقول إليزابيث كارنييل، مديرة مركز باستور الكاميرون: “في الوقت الحاضر، نحن متفاجئون ونشعر بالاطمئنان قليلاً لرؤية كيف يتطور الوباء”.

وأكد الكاتب أن أفريقيا لا تشهد، على الأقل في الوقت الراهن، الانفجار الذي تم التنبؤ به على أساس النماذج السارية في أوروبا.

القلق سائد
ومع ذلك، لا يزال القلق سائداً. ويشير منحنى العدوى إلى زيادة في الحالات بحوالي 40٪ في الأسبوع. ولا تزال الدينامية في ارتفاع. ويسلط التوزيع المناطقي الضوء على شمال أفريقيا.

ونظراً إلى وزنها الديموغرافي (15٪ من سكان القارة)، فهي ممثلة بشكل مفرط في جدول العدوى (38٪ من الإجمالي الأفريقي) ولكن بشكل خاص في الوفيات (62٪). وتلفت منطقتان أخريان الاهتمام بسبب سرعة انتشار الوباء، وهي أعلى من متوسط معدل القارة: وسط أفريقيا (+ 58٪ في الأسبوع) وغرب أفريقيا (+ 51٪).

الشبكات العالمية
وقال الكاتب: “كيف استطاعت أفريقيا أن تنجو من الاضطراب الذي يهز أوروبا والولايات المتحدة؟”، مضيفاً أنه منذ نشأة الأزمة، كان الضعف النسبي لدمجها في الشبكات العالمية لحركة الناس يحميها. وقالت أنجيل ميندي، عالمة الاجتماع المتخصصة في النظم الصحية الإفريقية التابعة لجامعة لوزان (سويسرا) إن “التعرض القليل لأفريقيا للتنقل الدولي قد أخر ظهور الوباء”.

مناعة
إلى ذلك، يقول الكاتب إنه قد يكون للتعرض المنتظم لهذه الأوبئة تأثيرات فيزيولوجية تزيد مقاومة الفيروسات.

وتلاحظ إليزابيث كارنييل، من مركز باستور في الكاميرون، أن “السكان الأفارقة يتعرضون للعديد من الهجمات من مسببات الأمراض المختلفة، سواء أكانت طفيلية أم فيروسية أو بكتيرية”. لذلك من الممكن أن يتم تحفيز الجهاز المناعي لهؤلاء السكان بشكل أفضل من نظام السكان الأقل تعرضاً.

عامل الشباب
وكثيراً ما يشار إلى عامل “الشباب” لشرح قدرة أفريقيا على التأقلم. ومن المؤكد أن معدل الوفيات في القارة (4.4 ٪)، وهو أقل من المتوسط العالمي (6.9 ٪)، ليس غريباً كون إفريقيا هي القارة التي تضم أكبر عدد من الشباب، مع متوسط عمر (19.7 سنة) أقل من ضعف مثيله في أوروبا (42.5 سنة).

ويفسر عامل “الشباب” هذا أيضاً الاختلافات داخل القارة نفسها. وبالتالي فإن معدل الوفيات في إفريقيا جنوب الصحراء (2.5٪) أقل بكثير من معدل شمال إفريقيا (7.2٪)، وهي فجوة مرتبطة أيضاً بمعدل الأعمار.  

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة