Accueilالاولى4 أسباب وراء تعيين العنابي أميرا على تنظيم القاعدة في بلاد...

4 أسباب وراء تعيين العنابي أميرا على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي

عيّن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قائدا جديداً له، بعد مرور قرابة خمسة أشهر على مقتل أبي مصعب عبد الودود، زعيم التنظيم السّابق الذي يلقب بعبد المالك دروكدال، إثر عملية عسكرية نفذتها وحدة من القوات الخاصة الفرنسية بشمال غرب منطقة تساليت في مالي.

القائد الجديد هو “يزيد مبارك” الذي يعرف بأبو عبيدة يوسف العنابي، المعيّن على رأس التّنظيم في 22 نوفمبر الماضي. وأثيرت تساؤلات كثيرة حول دواعي اختيار العنّابي ليرأس هذا التنظيم الارهابي، على الرغم من أنه ليس من القيادات الرئيسية التي تقود مجموعات مستقلة داخله.

توقيت لافت

وتشير ورقة بحثية منشورة في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدّمة إلى أنّ “تنصيب قائد جديد لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، الذي يعد أحد أبرز التنظيمات الفرعية لـ”القاعدة”، جاء في توقيت لافت، لا سيما بعد أن برزت تقارير عديدة لا تستبعد احتمال وفاة زعيمه أيمن الظواهري؛ وهو ما توازى مع تنفيذ بعض العمليات الأمنية إلى أدت إلى مقتل بعد قياداته الرئيسية، مثل أبو محمد المصري.

وتبرز الورقة البحثية الحديثة أنّ “اللافت في هذا السياق هو أن تلك الضربات تتوافق مع تزايد المؤشرات التي تكشف عن اتجاه التنظيم الفرعي تدريجياً نحو الاستقلال تنظيمياً عن الرئيسي، لا سيما في ظل التراجع المستمر في نشاط الأخير في أفغانستان، حيث أصبح دوره يقتصر، في كثير من الأحيان، على إصدار بعض البيانات التي يتناول فيها رؤيته لبعض القضايا المطروحة”.

ويبدو أن هذا الاتجاه سوف يتزايد خلال المرحلة المقبلة، وربما يصبح سمة عامة داخل التنظيمات الإرهابية، على ضوء تطلع بعض الأفرع إلى تعزيز نفوذها؛ حتى لو أدى ذلك إلى تقليص أدوار التنظيمات الرئيسية.

دلالات مختلفة

تشدّد الورقة البحثية على أنّ إعلان تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عن تعيين العنابي قائداً جديداً له ييبرز دلالات عديدة يتمثل أبرزها في:

1ـ حسم الصراع على القيادة: تشير تلك الخطوة بوضوح إلى أن الجناح الأكثر تأثيراً داخل التنظيم تمكن من حسم الصراع على القيادة لصالح العنابي، الذي تضعه الولايات المتحدة الأمريكية على القائمة السوداء للإرهابيين الدوليين، بما يعني أن الفترة التالية على مقتل دروكدال شهدت خلافات حادة بين الأجنحة المختلفة على هوية القائد الجديد”.

وفور الإعلان عن مقتل دروكدال، طرحت أسماء عديدة لتولي منصبه؛ على غرار إياد أغا غالي، قائد “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، ومختار بلمختار، زعيم جماعة “المرابطين”، إحدى أهم الفصائل “القاعدية” في الساحل والصحراء، فضلاً عن أمادو كوفا، زعيم “جبهة تحرير ماسينا”. وهو ما يفسّر، حسب الورقة البحثية ذاتها، أسباب تأخر التنظيم في الإعلان عن قائده الجديد لمدة 5 أشهر، على عكس ما كانت تقوم به التنظيمات الإرهابية في الفترة الماضية، حيث كانت تسارع إلى تعيين قيادات جديدة لتوجيه رسالة مباشرة مفادها بأن الضربات الأمنية القوية التي تتعرض لها لم تنجح في التأثير على بقائها أو تماسكها.

2ـ تصاعد المواجهة مع “داعش”: يبدو أن التنظيم سوف يضع ضمن أولوياته خلال المرحلة المقبلة تصعيد حدة المواجهة مع تنظيم “داعش”، الذي أدى اتساع نطاق نفوذه إلى تراجع نشاط الأول بشكل بارز. وربما يكون ذلك هو أحد الأسباب التي زادت من فرص تولي العنابي لمنصب القائد الجديد للتنظيم.

ولا تستبعد الورقة البحثية أن تتجه “القاعدة” إلى توسيع نطاق تحالفاتها الإيديولوجية والعرقية على الأرض من أجل توجيه ضربات نوعية لـ”داعش” ومنعه من تكريس نفوذه في منطقة الساحل والصحراء، بعد أن تراجع تأثيره ونشاطه في كل من سوريا والعراق، عقب العمليات الأمنية المتتالية التي استهدفت قياداته، لا سيما زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر 2019.

3ـ تكثيف النشاط الإعلامي: سوف يحاول التنظيم تعويض جزء من خسائره في الفترة الماضية، فضلاً عن تراجع نشاطه، من خلال شن حملة إعلامية للترويج للأهداف والتوجهات التي يتبناها والعمليات التي يقوم بتنفيذها، وهو ما يعود إلى الخلفية التنظيمية والعملياتية للقائد الجديد، الذي يمتلك خبرة في المجال الإعلامي.

4ـ توسيع نطاق الانتشار: يتعرض العنابي، منذ تعيينه في منصبه الجديد، لضغوط قوية من جانب الأجنحة المناوئة له، والتي تروج بأنه يفتقد للقدرة على قيادة التنظيم وتفعيل نشاطه من جديد؛ وهو ما يمكن أن يدفعه إلى العمل على محاولة تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بهدف إثبات قدرته على إدارة شؤون التنظيم والعودة لتصدر خريطة التنظيمات الإرهابية من جديد.

وتختم الورقة البحثية أنّ تجاوز تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” لأزمة الصراع على القيادة، من خلال الدفع بالعنابي إلى منصب القائد، ربما يدفعه إلى العمل على توسيع نطاق نفوذه ووجوده في منطقة الساحل والصحراء، وقد يحاول التمدد في مناطق أخرى، في ظل الصراع المستمر الذي يمثل سمة بارزة في العلاقات بين التنظيمات الإرهابية.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة