بعد فوز اليمين المتطرف : هذا ما ينتظر المهاجرين

0
39

صعد اليمين المتطرف في فرنسا بشكل “أقلق” الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ودفعه إلى حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة، مهاجما “حزب التجمع الوطني” الذي تقوده مارين لوبان، المعادية للمهاجرين، لكن مستشارها من أصل لبناني، إيلي حاتم، خفّف من ذلك، واعتبر أن “وقف تدفق المهاجرين، خاصة المغاربة، نحو فرنسا له أسباب موضوعية”.

وحزب التجمع الوطني الفرنسي ينتمي للتيار اليميني المتطرف، تأسس على يد جان ماري لوبان سنة 1972 تحت اسم “الجبهة الوطنية”، وفي الانتخابات الأوروبية الأخيرة حصد فوزا قويا على حزب النهضة الذي يترأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يخوض الحزب اليميني المتطرف حاليا حملة انتخابية في فرنسا بعد حل البرلمان، وهذا الإجراء الذي اتخذه ماكرون اعتبره إيلي حاتم “مفاجأة كبيرة”، لكن استنادا إلى نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، فإن “التوقعات تشير إلى حصد التجمع الوطني مقاعد إضافية”، وفق تعبيره.

وأضاف حاتم،، أن تغيير الرأي العام الفرنسي “صعب في هذه الفترة الصغيرة التي ستجرى فيها الانتخابات التشريعية بعد الأوروبية”.

“لوبان لا تعادي المهاجرين”

يحمل حزب لوبان مواقف متشددة فيما يخص المهاجرين غير الشرعيين، خاصة المتورطين في الجرائم، إذ يطمح إلى إعادة إلى بلدانهم الأصلية. ومؤخرا، بعد فوز جون بارديلا، زعيم الحزب في البرلمان الأوروبي، ظهر في الأفق تحالف مع الجمهوريين بقيادة إيرك سيوتي، لكن حزبه هو الآخر قام بطرده من كرسي الرئاسة بعد هذه الدعوة، و

وقال المحامي الفرنسي من أصل لبناني، الذي سبق أن كان مستشارا لبطرس بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وشخصيات أخرى، منها الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل، والرئيس القبرصي السابق غلافكوس دليرديس، إن “مواقف رئيسة الحزب لوبان متوافقة فيما يخص الهجرة مع مواقف الجمهوريين، وحتى حزب الرئيس ماكرون”.

وأورد المتحدث أن “حزب لوبان لم يعد الجبهة الوطنية، فقد انقطعت أفكار الحزب الجديد مع الحزب السابق في التعامل مع المهاجرين التي قد تؤدي إلى نتائج خطيرة”.

وشدد إيلي حاتم على أن خطاب لوبان لم يكن “معاديا للأشخاص والأفراد من المهاجرين، أو الأجانب، بل بالأساس للسياسة الفرنسية تجاه هذا الملف”، موضحا أن “ما نطمح إليه هو ضبط قدوم المهاجرين نحو فرنسا التي لا تمتلك الإمكانيات لاستقبال هذه الأعداد”.

وحول ما إن كان ذلك يتناقض مع حاجة الشركات الفرنسية إلى اليد العاملة من المهاجرين، ذكر السياسي الفرنسي أن “الوضع الاقتصادي صعب، والشركات الفرنسية لا تحتمل حالة الإفلاس التي تعيشها وتتجاوز رغبتها في اليد العاملة التي هي بالطبع متوفرة في شخص الفرنسيين”.

وأوضح أن “فرنسا من خلال استقبالها لمهاجرين وضعتهم في خيام، ولم تستطع توفير حياة جيدة لهم وتحقيق حلمهم الذين طمحوا إليه بعد مخاطرتهم بحياتهم من خلال الهجرة”، مؤكدا أن “المهاجرين صوتوا للحزب بسبب غياب نبرة عنصرية ضدهم”.

وتابع حاتم: بأن “لوبان اتهمت بوجود مؤامرة سياسية من أجل السماح بدخول المهاجرين إلى أوروبا، وبالتالي خلق بلبلة في هذه المجتمعات”، مضيفا أن “فرنسا لديها عجز مالي قد يجعلها مستقبلا مثل دول العالم الثالث، وهي لا تستطيع استقبال المهاجرين”.

رفض مستشار مارين لوبان بحزب التجمع الوطني وجود رغبة بـ “طرد المهاجرين غير الشرعيين المغاربة، بل نية لتحسين أوضاعهم في بلدهم، من خلال دعوة الشركات الفرنسية إلى أن تكون جدية من أجل الاستثمار في الأراضي المغربية، حتى تخلق فرص شغل بما يوطد العلاقات الفرنكوفونية مع باريس”، مؤكدا أن “هذا الأمر قد يفضي إلى هجرة عكسية للفرنسيين إلى المغرب من أجل البحث عن فرص عمل”.

في المقابل، دافع إيلي حاتم عن “رغبة أوروبا بيد عاملة مؤهلة مع دول مثل المغرب وتونس ومصر، مقابل إرجاع المهاجرين المدانين قضائيا”، قائلا: “هذا الأمر عادي جدا، وتشترطه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مع الدول الأخرى، وحتى المملكة المغربية لن تقبل بقاء مهاجرين مدانين قضائيا داخل ترابها، أو أن تسمح بدخول المهاجرين بشكل عشوائي”، وفق تعبيره.

في السياق عينه، أكد السياسي الفرنسي من أصل لبناني أن “فرنسا لها وفرة في اليد العاملة من الفرنسيين، وتواجه مشكل البطالة وهجرة أبنائها إلى المملكة المتحدة ودول أخرى”، متسائلا: “كيف سيحصل الشباب المهاجر عن فرص أفضل في دول مفلسة مثل فرنسا؟”.

وفي الأخير، شدد مستشار رئيسة حزب التجمع الوطني بفرنسا على أن “صعود اليمين المتطرف في فرنسا لن يضر بالعلاقات مع المملكة المغربية، ونرغب في التفاهم معها للحد من قدوم المهاجرين”، مؤكدا أن “حزب لوبان يريد حلولا أعمق للهجرة تتجنب ترك دول العبور والمنشأ وحيدة دون دعم سياسي، وتوعية الراغبين في الهجرة بأن حظوظ العمل في فرنسا ضئيلة للغاية نتيجة الوضع السياسي الصعب”.