فيما البلاد غارقة شمالا وجنوبا في كل صنوف المشاكل يرتقي عدد منها الى مرتبة المصيبة تحولت الساحة السياسية خلال الساعات القليلة الفارطة الى مايشبه حلبة مكسيكية لصراع ديكة بلا أجنحة
أحصينا اليوم أكثر من سنة على قدوم نوابنا الميامين وانتظرنا منهم صدور ولو فكرة واحدة تدفعنا ولو خطوة واحدة خارج النفق ولكن ما حصل بالامس واليوم يدفعنا الى الكفر بساستنا وسياساتنا فما معنى ان يتحول رئيس كتلة برلمانية الى مطوع في مجلس نواب الشعب يبحث عن السكارى والمارقين وسط زملائه ويشهر بهم في رسالة خطها ذات ليل
وما معنى ان يدعو نائبا الى اقالة وزير من حزبه بعد ان كال اليه أبغض النعوت وأشد الاتهامات
وما معنى ان يقوم رئيس حزب شريك بأربع وزراء في حكومة تتقاذفها أمواج المؤامرات ويكتب على صفحته الخاصة مهنئا رئيسا ليس برئيس بانضمام ثلاثة من نواب حزبه ناسيا ان قانون البيع والشراء في مجال ما اطلقنا عليه السياحة الحزبية من اكتشافه واخرون .
ما نعيشه اليوم هو كابوس طال أمده ليتحول الى مهزلة في بلد عانى ومازال يعاني وتصرفات القادة السياسيين في بلادنا هو أكثر ما يصعب التنبؤ به
ولم نفهم بعد كم ستتمادى حالة المخاتلة التي تحولت مع مرور الوقت الى لعبة ممجوجة عافها الجميع
فرئيس الحكومة الذي اتفقت الاحزاب الاربعة على دعمه وهو مانراه في البيانات التي تعقب اجتماعاتهم الدورية ولكن في اللقاءات المغلقة وفي التصريحات المنفلتة والتي تعبر عن وجه الحقيقة نجد ان الكثير من الزراديب قد طوقته من كل جانب
وهو مطالب بلعب دور نور الشريف في مسلسل الحاج متولي
فلكل حزب رغبات وحسابات وفي معظم الاوقات شطحات ويكفي ان تختلي بوزير او احد المقرب منه لتسمع منه اوصافا لا تقال عن زميله في الحكومة اضافة الى حزمة من الاشارات المختلطة تجعل من غير الواضح اذا كان هذا الحزب أو ذاك يحتمل وجود الحبيب الصيد في قصر الحكومة بالقصبة
ما يجري اليوم في بلادنا من محاولات للخروج من النفق يجب الا يحجب عنا حقيقة أننا ابتدعنا مدارس جديدة في عالم السياسة والحياة الحزبية كما ابدعنا في الانحطاط السياسي الى أن بلغنا القاع وهاهي النتائج ترتد على مختلف الساحات الاعلامية والثقافية والاجتماعية لتطفو على السطح تقرحات يصعب الشفاء منها على المدى القريب