Accueilالاولىداعش ليبيا يطور طائرات بدون طيار لاستهداف تونس والجزائر

داعش ليبيا يطور طائرات بدون طيار لاستهداف تونس والجزائر

استهدفت الغارات الجوية الأمريكية، التي نفذت في سرت الليبية، الإثنين الماضي، ورشات سرية لـ”داعش” في مواقع خاضعة لسيطرة التنظيم في ليبيا. وقال مصدر أمني مسؤول لـ”صحيفة الخبر” الجزائرية ، إن الهدف الرئيسي للغارات الجوية الأمريكية لم يكن تقديم الإسناد الجوي المباشر للقوات التي تقاتل في مدينة سرت، بل تدمير ورشات سرية تابعة للتنظيم في مواقع بعيدة نسبيا عن مدينة سرت التي يجري فيها القتال.

الورشات السرية المستهدفة، كما أشار مصدرنا، كانت متخصصة في إعادة تأهيل صواريخ من بقايا ترسانة الجيش الليبي وتصنيع طائرات من دون طيار، بمهام قتالية، وهو ما يثير مخاوف دول جوار ليبيا. وتتخوف دول غربية من استغلال تنظيم الدولة كميات ضخمة من بقايا صواريخ مضادة للطائرات، خاصة من فئة “سام 3” في إعادة هذه الصواريخ المهملة للخدمة واستغلالها، بالإضافة إلى صناعة صواريخ أرض أرض متوسطة المدى.

وقد تمكن تنظيم الدولة في ليبيا من تطوير طائرات من دون طيار يمكنها الإضرار بالملاحة البحرية، وضرب أهداف في تونس والجزائر، خاصة في المناطق الحدودية. وقد أدخلت قوات الدفاع الجوي عن الإقليم الجزائري احتمال تعرض أهداف حيوية في الجزائر لهجمات باستعمال طائرات من دون طيار “درون”. وقال مصدر أمني عليم إن الدفاع الجوي الجزائري عن الإقليم بدأ، عام 2015، تدريب مجموعات الدفاع الجوي المكونة من بطاريات صواريخ مضادة للطائرات ومدافع على التصدي لطائرات من دون طيار ومنعها من التحليق فوق أهداف حيوية في الجزائر لتصويرها أو لمهاجمتها.

وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن قيادات الدفاع الجوي عن الإقليم تتدرب لمواجهة 4 أنواع من الطائرات من دون طيار، بما فيها الطائرات الغربية الأمريكية. الأنواع الأربعة هذه هي الطائرات من دون طيار قصيرة المدى التي قد يستعملها إرهابيون من أجل مهاجمة مواقع أمنية أو اقتصادية أو حتى مقرات سيادية. في هذا الشأن، وضعت قيادات الدفاع الجوي عن الإقليم في النواحي العسكرية الست، مخططا للتصدي لأنواع من الطائرات من دون طيار التي قد تلجأ جماعات إرهابية لاستعمالها لمهاجمة مواقع أمنية اقتصادية أو سيادية، وتتخوف مصالح الأمن وقيادة الدفاع الجوي عن الإقليم من احتمال وقوع هجوم إرهابي بطائرة غير مأهولة ضد مواقع أمنية وعسكرية أو حقول نفط وغاز في الجنوب، كما قد تستغل مثل هذه الطائرات في عمليات تجسس لصالح الجماعات الإرهابية. المخاوف من استعمال الجماعات الإرهابية طائرات من دون طيار تعاظمت بعد أن طور تنظيم الدولة داعش في سوريا وفي العراق أنواعا من هذه الطائرات، كما أن تكنولوجيا تصنيعها باتت متوفرة الآن على نطاق واسع في الأنترنت.

النوع الثاني من الطائرات من دون طيار التي تتخوف منها قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم، يتعلق بطائرات تجسس غير مأهولة تابعة لدول غير صديقة، المقصود بها المملكة المغربية. ورغم أن هذا الاحتمال مستبعد في الوقت الحالي، إلا أنه يبقى ورادا ومحتملا، وتتابع قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم، حسب مصادرنا، تطور تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في دول غير صديقة.
النوع الثالث وهو الأخطر، هي الطائرات من دون طيار التي تستعملها أمريكا ودول غربية وإسرائيل. وبالرغم من أن لجزائر في الوقت الحالي بعيدة عن الاستهداف بهذا النوع من الطائرات، إلا أن قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم تتخوف من تعرض بعض الأهداف الحيوية في الجزائر للتجسس باستعمال هذا النوع من الطائرات. كما أن الجزائر، الملتزمة بمكافحة الإرهاب، رفضت أي انخراط في المخطط الأمريكي لرصد وتتبع وقتل قيادات الجماعات الإرهابية باستعمال الطائرات من دون طيار، الذي نفذته أمريكا في اليمن والصومال وباكستان وأفغانستان وسوريا والعراق. وتتضمن التدريبات التي تتبعها قيادة الدفاع الجوي، رصد الطائرات ثم إسقاطها باستعمال صواريخ موجهة ومدافع وطائرات مقاتلة مجهزة لهذا الغرض.

النوع الأخير هو طائرات الهواة التي يبتكرها ويصنعها هواة دون تراخيص أو يقومون بتهريبها عبر الحدود. وقال مصدر أمني عليم إن هذه الطائرات باتت تمثل تهديدا جديدا للأمن الوطني، حيث يمكن أن يستغلها هواة في التجسس على مقرات أمنية وسيادية. وتعتبر مصالح الأمن الطائرات التي يصنعها الهواة أسلحة حربية، يجب الحصول على إذن أمني قبل تصنيعها وتداولها من قبل الهواة. ومن المتوقع أن تصدر الحكومة قريبا قانونا ينظم بدقة شديدة تداول هذا النوع من الطائرات التي باتت تمثل تهديدا جديدا للأمن الوطني.

في ذات السياق، حذرت تقارير أمنية من لجوء أعضاء في خلايا نائمة لتنظيم داعش في أوروبا، لتنفيذ هجمات إرهابية باستعمال طائرات من دون طيار يصنعها هواة، كما تداولت دول مغاربية تحذيرا أمنيا من لجوء تنظيم الدولة في ليبيا لاستعمال طائرات من دون طيار في تنفيذ هجمات ضد دول مجاورة كتونس والجزائر ومصر

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة