تصدر السيد منصف العياري مدير معهد الصحافة في الاونة الاخيرة المشهد الاعلامي بسلسلة من التصريحات الصحفية النارية الالكترونية منها والمكتوبة والاذاعية لاعطاء صورة سلبية عن المؤسسة التي يشرف على ادارتها وتتلمذ فيها ويتولى التدريس بها كما اعطى صورة سلبية عن زملائه الاساتذة الذين انتخبوه لادارة المعهد والبعض منهم شارك في تدريسه ثم انتدابه ثم ترقيته وتجاوز المدير هذا الطعن ليطول الاستاذ شكري المبخوت رئيس جامعة منوبة الذي اكتسب سمعة دولية تفوق الشبهات كما امتدت تصريحاته لتنال من وزارة التعليم العالي ذاتها باعتباره نشر رسالة مفتوحة وجهها لرئيس الحكومة مباشرة متجاوزا في ذلك مبادئ التسلسل الاداري وكانه يتهم وزارة الاشراف بالتقصير وتركزت الحملة الصحفية للاستاذ العياري على شعار رئيسي يتمثل في حرصه على مقاومة الفساد وهو يعتبر ان الفساد شمل كل الهياكل العلمية والتعليمية للمؤسسة التي يشرف على ادارتها من لجان انتداب ولجان ترقية ولجنة دكتوراه واقسام علمية علما وانه تم انتدابه وترقيته من نفس هذه اللجان وهو اليوم عضو في هذه اللجان والمس منها يتجاوز معهد الصحافة ليمس كامل منظومة التعليم العالي باعتبار ان لجان الانتداب والترقية هي لجان وطنية تعين تركيبتها وتشرف على تنظيمها ونشاطها الوزارة والطعن فيها يمس من سمعة ومصداقية كامل منظومة التعليم العالي وعوضا ان بسخر السيد المدير مجهوداته للارتقاء بالنقاش الوطني حول الاعلام في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا وعوض ان يكرس جهوده لتطوير المنظومة العلمية والتعليمية في معهد الصحافة اتضح من خلال تصريحاته انه امضى الاشهر الطوال في نبش ارشيف المعهد للبحث جاهدا عن وثائق لادانة زملائه ومن سبقه من المديرين واستدعى من الوزارة للغرض لجنة تفقد لكشف ما توصل اليه من درر ثم هاهو يتوجه في تصريحاته الاخيرة بنداء لرئيس الحكومة لتشكيل لجنة وطنية مختصة في التجاوزات بمعهد الصحافة وكأن لجنة التفقد المشتغلة حاليا لا تشفي غليله وذهب مدير معهد الصحافة في حملته الاعلامية الى حد نشر مراسلة كان توجه بها لاعضاء مجلس جامعة منوبة المتكون من مديرين واساتذة ليكشف للعموم معطيات تدخل في باب الاسرار الادارية ويلتزم كل مسؤول اداري بالتحفظ بشانها ويمكن ان يمثل امام مجلس تاديب اذا خرق واجب التحفظ الاداري وجاءت هذه الحملة الصحفية لمدير معهد الصحافة بعد القضية الفضيحة التي اثارها طالب في الدكتوراه بالمعهد رفضت لجنة الدكتوراه مناقشة اطروحته نظرا لعدم توفر الشروط العلمية فيها وقد ثبتت للعموم مناصرة مدير المعهد لهذا الطالب الذي يتحمل مسؤوليات نقابية مما دعاه الى اخفاء مراسلات او التلاعب بها من وجهة نظر لجنة الدكتوراه ووصلت به مساندة الطالب الى حد الاستقالة من لجنة الدكتوراه عندما رفضت اللجنة مناقشة الاطروحة وذهب المدير الى اكثر من ذلك في انحيازه للطالب عندما الف لجنة دكتوراه موازية بالمعهد لتمكين الطالب من مناقشة اطروحته ولكن رئيس جامعة منوبة رفض اصدار قرار لمناقشة الاطروحة نظرا لاطلاعه على كامل معطليات الملف والتزم وزير التعليم العالي بنفس الموقف ايمانا منه باستقلالية الهياكل العلمية الجامعية وحرصا منه على الحفاظ على مصداقية الشهادات الوطنية واضطرت لجنة الدكتوراه الى تقديم شكوى بالمدير لدى الهيئة الوطنية لمقاومة الفساد ويتضح من كل هذه الحملة ان مدير معهد الصحافة يعاني من ازمة ثقة داخل المؤسسة التي يديرها والتي يقاطع جانب من اساتذتها المجلس العلمي ومختلف الهياكل العلمية والبيداغوجية بها وبعدما عجز عن حل المشاكل الداحلية بالمؤسسة المسؤول عليها التجا الى رئيس الحكومة في أعلى هرم سلطة الدولة ليساعده على حل مشاكله الداخلية متجاوزا بذلك السلط المشرفة على التعليم العالي واصبح تعامله مع رئيس جامعته غير ممكن بعد التهجمات التي توجه بها في حقه واصبحت ثقة الوزارة في شخصه محل شك بعد التجائه لرئاسة الحكومة دون استشارتها ولا شك ان ازمة معهد الصحافة ستجد طريقها الى الحل والحقائق ستظهر بعد انتهاء لجنة التفقد من مهامها وبعد انتهاء التجقيق لجنة الفساد والرشوة ومن المحتمل ان تتدخل وزارة التعليم العالي عاجلا لتامين عودة جامعية عادية بمعهد الصحافة
