الدواعش يتجهون لل”جهاد ” البحري : هل نحن جاهزون

0
398

 

مع تزايد خسائره على الأرض سواء في سوريا او العراق او ليبيا يخشى الخبراء الأمنيون من أن يحول تنظيم داعش وجهته نحو البحر للقيام بعمليات ارهابية  عبر  الزوارق الانتحارية

ويشير الخبراء في المجال الامني الى الانتشار المتسارع لبقايا تنظيم داعش على السواحل الليبية بالقرب من مدينة سرت  ويخشى ان تتحول قوارب الهجرة غير الشرعية الى سلاح بحري فتاك يستخدمه الارهابيون

وفي تونس يؤكد المسؤولون الأمنيون انهم على علم بما يخططه التنظيم  وفي تصريح للصحافة اليوم قال العميد خليفة الشيباني الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني أنه منذ نحو سنة  وضعنا خططا لمواجهة مثل هذه العمليات  بعد ان وجهت التنظيمات الارهابية دعوات لخلاياها النائمة بتحقيق ضربات على المنتجعات السياحية  ومنذ ذلك الوقت نحن على استعداد دائم لمواجهة اي طارئ على السواحل التونسية

وفي جانفي الماضي تسلمت القوات البحرية التونسية زورقين سريعين من  نوع 65 قدم من الولايات المتحدة الامريكية بالقاعدة البحرية الرئيسية ببنزرت تحت اشراف وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني و سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس ورئيس أركان الجيش.

وأكد وزير الدفاع خلال حفل الاستلام أن الوزارة تسلمت  الدفعة الثالثة من الزوارق السريعة التي بدورها ستساهم في تعزيز قدرات الجيش الوطني في حماية الحدود والتصدي للهجرة غير الشرعية  والتهريب وكل مظاهر الجريمة المنظمة بالاضافة الى انقاض الارواح البشرية بالبحر.

و أكد سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس أن الزوارق التي تسلمتها تونس اليوم هي من احدث الزوارق كما سيتم احداث 13 محطّة رادار ساحلية على امتداد السواحل التونسية لتعزيز قدرات الجيش التونسي.

ومخاوف الخبراء من توجه التنظيمات الارهابية التي بدأت تخسر مواقعها على الأرض نحو البحر لتنفيذ عمليات استعراضية لها ما يبررها فخلال الشهر الماضي أطلق قارب صيد كان يبحر قبالة  شبه جزيرة سيناء، نداء استغاثة. واستجابت له أقرب سفينة، فرقاطة تابعة للبحرية المصرية. ومع اقترابها من القارب أطلق إرهابيون صواريخ مضادة للسفن فأعطبوا الفرقاطة. وادعى داعش المسؤولية عن الكمين.

 

وأثار الحادث ضجة كبيرة في القاهرة، ولكن واشنطن تجاهلته إلى حد كبير. وكما أشار مايكل روبين، باحث مقيم لدى معهد أمريكان إنتربرايز، في مجلة “كومنتري” الأمريكية، اعتبر البنتاغون، في حينه، أن القتال ضد داعش يجب أن يتركز في العراق وسوريا. لكن اهتماماً محدوداً ظهر لاحقاً بالخطر المتنامي الذي يمثله داعش في ليبيا ومصر
وحسب الباحث، حتى هذا اليوم، ما زال الكمين في البحر الأبيض المتوسط يطرح قضية لا يمكن تجاهلها، وسؤالاً لا بد من الإجابة عليه. ما هي استراتيجية داعش البحرية؟

هاجم تنظيم  القاعدة حاملة الطائرات “يو إس إس كول” عند ساحل عدن في عام 2000. ولكن ذلك الحادث غلبت عليه تجربة مريرة لاحقة مع القاعدة – هجمات 9/11 بواسطة طائرات، فضلاً عن الحرب في أفغانستان. ورغم ذلك، يبقى للعرب والعالم الإسلامي عامة، تاريخه البحري القديم والغني، وهو رمز بوسع داعش الاستلهام منه.

ويتوقع روبين ألا يختفي داعش بعد هزيمته الوشيكة في العراق وسوريا، وإنما قد يتناثر في مناطق عدة. فقد يشن تمرداً في معقله القديم، وعبر الشرق الأوسط. وقد يزرع جذوره في دول فاشلة أخرى، وينفذ عمليات إرهابية في مناطق شتى، في بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وأستراليا. لكن ما الذي يتوقع أن ينفذه عبر البحار؟

يشير  نورمان سيغار، خريج جامعة تابعة للمارينز، ،الى العمليات  التي نفذتها القاعدة وداعش، ومتطرفون يتبعون منظمات أخرى. ويقول سيغار وفق موقع 24 الذي أورد هذا التقرير : “للجهاد البحري مكانة متميزة في التراتبية التقليدية للجهاد”. وكما أشار أحد منظري القاعدة “فهو يعد مصدر فخر أكبر من الجهاد البري”.

وكتب سيغار أن أحد منظري “الجهاد  ” في القاعدة، أبو عبيدة القرشي، كان أول من سعى لإدخال العمليات البحرية ضمن استراتيجية الجهاد الأوسع. ورأى القرشي أنه لتلك العمليات “أهمية خاصة لأنها تحقق هدف تقويض الاقتصاد الأمريكي بالنظر إلى أهمية التجارة وحرية الملاحة”. وقال القرشي” إن كان الجهاديون يريدون لمعركتهم أن تصبح عالمية، فذلك يقتضي اتخاذ الخطوة الثانية في السيطرة على البحار والمنافذ البحرية. وكما نجح المجاهدون في تشكيل خلايا استشهادية في البر، يمثل البحر الخطوة الاستراتيجية المقبلة باتجاه السيطرة على العالم وإحياء الخلافة الإسلامية”.

وبحسب روبين، فيما لم يعثر على وثائق تكشف استراتيجية داعش كما هو الحال بالنسبة للقاعدة، لم يكن الهجوم على الفرقاطة المصرية حالة خاصة. فقد صرح أحد قادة داعش: “في الوقت الحالي، يحتل عبدة الصليب والكفار بحارنا بواسطة بوارجهم وقواربهم وحاملات طائراتهم ويسرقون ثرواتنا، ويقصفوننا من البحر. الحمد لله، إن أحفاد أسودنا، الذين قاتلوا في البحار، أحياء وأسسوا دولة، وبعد السيطرة على البر، سوف نبسط أيضاً، وفي زمن قصير، سيطرتنا على البحار”.
من هنا، تأتي أهمية الدراسة التي أجراها سيغار والتي حذر فيها من احتمال وصول الجهاديين إلى مضائق بحرية عند سواحل مناطق مشتعلة، بالقرب من اليمن والصومال وليبيا ومصر وسوريا وعند القرن الأفريقي ومضيق ملقة وبحر الصين الجنوبي.