يبدو ان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في حواره التلفزي أمس سعى ان يبعث برسائل مفادها ان رئيس الحكومة ارتكب جملة من الأخطاء الأمنية والسياسية والحزبية حتى انه اضطر الى تحذيره على الهواء مباشرة دون ان يسميه من مخاطر المساس بحركة نداء تونس والعمل على الهيمنة عليها
وبالأمس أعلن صراحة أن الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد تقف وارءها الحكومة الحالية التي أصبحت موضوعا خلافيا بين حركة النهضة من جهة وباقي القوى السياسية والاجتماعية وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل من جهة أخرى
ولتجاوز هذه الأزمة “نصح” الحكومة وطبقا لأحكام الدستور اما ان تقدم استقالتها او ان تدعو للتصويت على الثقة لمواصلة عملها .
وبتعرضه للعملية الارهابية الاخيرة بعين سلطان والتي أودت بحياة ستة من رجالات الحرس الوطني قال رئيس الجمهورية انه من الخطأ أن يتم في نفس التاريخ تغيير عدد هام من القيادات الأمنية و خاصة تلك على رأس إدارتي الإرهاب و الاستخبارات كاشفا في ذات الوقت انه حمل الشاهد مسؤولية قراره المتسرع ” لقد طلبت منه ان يتريث قليلا انتظارا للتحوير الوزاري لكنه أراد اقالة وزير الداخلية فورا فقلت له تتحمل مسؤوليتك فيما سينجر عن ذلك
اما فيما يتعلق بحركة نداء تونس فقد بدأ رئيس الجمهورية منحازا الى حد ما الى الشق الذي يقوده نجله حافظ قائد السبسي وبعد ان ذكر بأنه مؤسس هذا الحزب إلا أنه بوصفه رئيس الجمهورية يناى بنفسه عن التدخل فيه و حذّر من كل محاولات السطو عليه في اشارة الى محاولات الشاهد اختراق كتلته البرلمانية وتكوين كتلة مؤيدة له في انتظار الاستحواذ على الحزب
من جهة اخرى رفض رئيس الجمهورية الحسم في مسألة ترشحه للاستحقاق الانتخابي القادم تاركا الأمر معلقا الى موعد الاعلان عن فتح الترشحات وهو امر سيمنع الكثير من الطامحين بكرسي قصر قرطاج يحبسون أنفاسهم حتى ذلك التاريخ .