أكد عمار عمروسية النائب عن الجبهة الشعبية أن رئيس الجمهورية للأسف الشديد أصبح يمثل جزءا من الأزمة العميقة في تونس أولا لأنه خان ثقة ناخبيه، وثانيا لمعركته الكبرى التي خاضها مع ابنه الروحي يوسف الشاهد، وكانت نتيجتها ما تعيشه الساحة السياسية من تجاذبات وتعطيل لمؤسسات الدولة. وتحركه الأخير ليس له من هدف سوى اعادة تموقعه وضمان مستقبل لشخصه ولنجله البيولوجي لكن يجب التذكير حسب المتحدث بأن جزءا كبيرا من خيوط اللعبة قد انفلت من يد الرئيس، لذلك هناك محاولات متكررة لاستعادة البعض من هذه الخيوط تم فيها الاعتماد على العلاقات الخارجية.
عمروسية الذي كان يتحدث لجريدة الصحافة اليوم قال ” أن تونس تعيش أزمة اقتصادية خانقة واجتماعية متفاقمة وسياسية بلغت حدودا كبيرة من التعفن الى جانب أزمة قيمية وأخلاقية لم تقتصر فقط على الوسط السياسي بل طالت الشعب. كما لا يوجد ما يؤشر على أن تونس تسير نحو الاتجاه الايجابي أو نحو التحسن. ليضيف أن البلاد مقبلة على موجة احتجاجية عارمة، هي فعليا قائمة على أرض الواقع.
وعبر المتحدث عن اعتقاده بأن الثورة والمسار الثوري في وضع حرج والثورة المضادة تمكنت من الالتفاف على ثورة الشعب لذلك ستكون تونس على موعد مع شتاء ساخن اجتماعيا إذ أن الكل يتحرك ويعبر عن غضبه وسخطه على الطبقة السياسية عموما والحاكمة بصفة خاصة والتحركات للتعبير عن ذلك امتدت تقريبا الى كل القطاعات والجهات، وكلها تنبئ بموجة ثورية قادمة. والوضع الموضوعي عموما هو وضع ثورة شعبية ستتجاوز حدود القطاعية والجهوية.
وحول الوضع السياسي، أكد عمروسية أن من يحكمون البلاد تشقّهم اختلافات كبرى حول الحكم الآن ومن سيبقى بعد انتخابات 2019. كما تغير المشهد السياسي بسبب تشظي حزب حركة نداء تونس الذي كان أساسيا فيه، ليتشكل ائتلاف حاكم جديد بني على أنقاضه ومن خارجه، وهذا الائتلاف في حد ذاته هجين ولا يوجد ما يؤشر على ديمومته. كما اعتبر أن عدم الاستقرار السياسي تسبب في تعطيل رئاسة الجمهورية والحكومة وحتى مجلس نواب الشعب.