Accueilالاولىخبير في التحليل النفسي يضع 8 خطوات قبل اختيار مرشحك في الانتخابات

خبير في التحليل النفسي يضع 8 خطوات قبل اختيار مرشحك في الانتخابات

يقول الدكتور جواد المبروكي وهو خبير مغربي متخصص في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي اننا نصوّت في كثير من الأحيان على أشخاص من ذوي الكفاءات السياسية ليسيّروا شؤون حياتنا العامة وللدفاع عنا، ولكن سرعان ما تتعارض مصالح هؤلاء الأشخاص المنتخبين مع ناخبيهم، فيصبحوا أعداء لبعضهم البعض.

ويشعر الناخبون بالخيانة من قبل مسؤوليهم المنتخبين الذين لا يوفون بوعودهم؛ علما أن المسؤولين المنتخبين يشعرون كذلك بالاضطهاد من قبل ناخبيهم. هذا هو السيناريو الذي يتكرر مع كل حكومة وفي كل البلدان. سُنَّة غريبة!.

ووفقا لتحليلي، يقع الخطأ في فترة الانتخابات، وعلى الناخبين تحمل مسؤولية نتائج هذه السُّنَّة الغريبة لأنهم لم يحملوا مسؤوليتهم عند تصويتهم محمل الجد، وكواجبهم المقدس، ولم يبحثوا عن المهارات النفسية للمرشحين قبل انتخابهم.

إذن ما هي هذه الكفاءات والمهارات النفسية المطلوبة توفرها عند السياسيين؟

1- التوازن النفسي.. “لماذا أريد الوصول إلى الحكم”؟

السياسيون عموما غير مستقرين نفسيا، ولديهم تضخم “الأنا” والشعور بالقدرة على تحمل مسؤولية تحقيق رفاهية المواطنين، وهذه مهمة ثقيلة للغاية تُرهب أي شخص متوازن نفسياً وعادل ومنصف. وكل إنسان يتمتع بالعقل والبصيرة يرفض أي اقتراح ليكون مسؤولاً عن المواطنين، لأنه من المستحيل إنجاز هذه المهمة بالعدالة. ولكن السياسيين دون أن تُعرض عليهم هذه المسؤولية نراهم يسعون واثقين من أنفسهم إلى حكم المواطنين..أليس هذا مسعى إلى إرضاء رغباتهم ونزواتهم؟.

الخبرة النفسية أمر لا مفر منه وإلزامي لكل مرشح في الانتخابات! يجب تعيين لجنة دولية من المتخصصين لإجراء هذه الخبرة النفسية.

2- المشاورة الجماعية

هي القدرة على التعرف على النقص الذاتي وعدم القدرة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وهي أيضا القدرة على المشاورة الجماعية مع جميع التشكيلات السياسية والنقابية والجمعوية. وهل المرشح الذي يزعم أن لديه كل الحلول لكل مشاكل المواطنين ليس مغرورا وكذابا بامتياز؟.

القدرة على المشاورة الجماعية دليل على إدراك الفرد لحدوده والتشكيك في قدرة النفس الذاتية والاعتراف بالأخطاء.

3- التعاطف

هي القدرة على الشعور بمعاناة المواطنين وفهمِ ما يعانون منه وتقييم احتياجاتهم، وبذل قصارى الجهد لدعمهم ومساعدتهم بلا هوادة ودون راحة.

4- الاستماع

هي القدرة على الاستماع إلى مظالم المواطنين بإخلاص لغرض وحيد هو فهْم صعوباتهم واحتياجاتهم. الاستماع هو الأداة الأكثر فعالية للتواصل البناء.

5- الانقطاع التام لخدمة المواطنين

هي القدرة على استيعاب وظيفة الفرد كمسؤول مُنتخب، وهذا يعني الاستعداد بوعي تام لخدمة المواطنين بطريقة منقطعة عن رغبات “الأنا” وجميع المصالح المادية الشخصية. ولقياس كفاءة الانقطاع في خدمة المواطنين، يجب ألا يتلقى المسؤول المنتخب أي أجر مالي باستثناء احتياجاته الأساسية، مثل التنقل والفندق والأكل، وهنا سوف نرى من بالفعل يرغب في خدمة المواطنين.

6- الرغبة في مصلحة الوطن

هي قدرة المنتخب على أن يكون شغله الشاغل هو المشاركة في تغيير المجتمع وخدمة المواطنين ولا شيء آخر.. عادة إنه شخص يشتغل في الميدان ليلا ونهارا ويرفض الجلوس خلف المكتب وتتحقق سعادته بتحقيق سعادة المواطنين.

أتساءل كيف يدخل المُنتخب إلى منزله ويتمتع بالراحة الهوليودية ويتناول طعامه المتنوع ويستطيع أن يمحو من ذاكرته كل مشاهد الفقراء والمتسولين التي شاهدها وهو في عودته إلى بيته داخل سيارته الفارهة؟ هل هذه هي الرغبة في تحقيق رفاهية الأمة؟..

7- التواضع

هي القدرة على التحكم في “الأنا” وعدم الشعور بالتفوق على المواطنين واعتبار نفسه قائدهم، وأن يكون متواضعا وفي حالة دائمة من الانقطاع التام عن رغبات “الأنا” وشهوات النفس والمصالح الشخصية.

8- لسان الشفقة

هو القدرة على عدم إيذاء أي شخص ومشاركة معاناة الآخرين. والشخص الذي يتم انتخابه هو الشخص الذي لا يستطيع أن يغمض عينيه طالما هناك مواطنون ينامون بلا سقف ولا يملكون شيئًا يأكلونه ولا يستطيعون الحصول على العلاج الطبي.

*

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة