Accueilالاولىابراهيم الوسلاتي يكتب عن أوراق قلب تونس

ابراهيم الوسلاتي يكتب عن أوراق قلب تونس

شرع رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ في استقبال رؤساء الأحزاب والكتل البرلمانية للتشاور معهم حول تركيبة حكومته وبرنامج عملها قبل الإعلان عنها رسميا وقد بدأ واضحا أنه يعمل على إعادة تلك التركيبة التي أرادها رئيس الجمهورية قيس سعيد وعمل على تجسيمه بعض الطفيليين ممّن لا صفة لهم والمتكونة من أربعة اضلاع وهي التيار الديمقراطي وحركة النهضة وحركة الشعب وحركة تحيا تونس بدعم من كتلة ائتلاف الكرامة وبعض الأحزاب الصغرى وهذا يعني اقصاء واضح لحزب قلب تونس الذي حلّ ثانيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة وله كتلة معتبرة تتكوّن من 38 نائب وذلك الى جانب الحزب الدستوري الحر الذي أعلن منذ البداية رفضه المشاركة في الحكومة وتموقعه في المعارضة.
قياديو قلب تونس وفي مقدمتهم رئيسه نبيل القروي أعربوا على نيتهم المشاركة في الحكومة واختلفت التصريحات بين من يريد المشاركة دون قيد أو شرط وبين من يسعى الى فرض بعض الشروط منها بالخصوص ادراج جزء من برنامجه المتعلّق بالأساس في مقاومة الفقر صلب البرنامج العام للحكومة…
القروي الذي التقى ” غريمه” يوسف الشاهد الماسك بخيوط اللعبة السياسية وافتك المبادرة من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، صرّح بأنّ “العركة” بينهما أصبحت في طي النسيان ولكن للسياسية أغوارها التي قد لا يفهمها أي انسان، فحركة تحيا تونس التي تحصلت على 14 مقعد في البرلمان تعتبر أن حجمها الحقيقي أكثر من ذلك بكثير وتريد البقاء في السلطة لأنّ مغادرتها قد يعني اندثارها وهي مستعدة للتحالف مع من كانوا بالأمس يعتبرونها خصما شديدا بل “عدوا” ويحمّلون رئيسها مسؤولية فشل الحكومة خلال السنوات الفارطة وقد ظهر ذلك جليا من خلال التناغم الكبير بين الشاهد ورئيس الجمهورية وبين تحيا تونس والتيار الديمقراطي بالخصوص.
أمّا قلب تونس فيبدو أنّه لم يتعظ بدروس الحملة الانتخابية والحملات الهوجاء ضد رئيسه الذي بات يخشى العودة الى السجن ان لم يساير الأهواء حتى وان كان في مقابل التنصّل من التزاماته إزاء ناخبيه وكذلك من انقسام حزبه والحال انه اليوم في موقع يسمح له بهامش كبير من المناورة واعتقد أنّ له خياران لا ثالث لهما:
أوّلا: فرض شروطه للمشاركة في الحكومة وذلك بترشيح كبار مسؤوليه للدخول في فريق الياس الفخفاخ وادراج جزء من برنامج ضمن برنامج الحكومة وسيجد تأييدا من طرف حركة النهضة ورئيسها بالخصوص الذي أصبح يخشى ” غدر” بعض الأطراف التي سيعتمد عليها الفخفاخ في فريقه الحكومي وتقلّص هامش المناورة والتأثير لديه وعليه فان ضم قلب تونس الى الفريق يمثل بالنسبة اليه سندا كبيرا…
ثانيا: التموقع في المعارضة و رئاسة لجنة المالية وهي بالأهمية بمكان والتقارب مع الحزب الدستوري الذي يرأس لجنة الطاقة وبعض النواب المستقلين لتكوين جبهة معارضة قوية وهو ما تخشاه حركة النهضة بالخصوص التي تعمل على عزل عبير موسي وحزبها…
فلقب تونس أوراق اذا عرف كيف يوظّفها لن يخسر شيئا …
في انتظار ما ستفرزه الايّام القادمة…

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة