Accueilالاولىعلماء الفيروسات يطرحون 4 سيناريوهات لانتهاء انتشار فيروس كورونا عبر العالم

علماء الفيروسات يطرحون 4 سيناريوهات لانتهاء انتشار فيروس كورونا عبر العالم

على الرغم من عدم ظهور لقاح جديد للقضاء على فيروس كورونا إلا أن مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي “أنتوني فاوتشي”، صرح في مقابلة مع شبكة “إم إس إن بي سي”، أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الولايات المتحدة بحلول شهرنوفمبرالمقبل.

وتطرقت دراسة أعدها مجموعة من العلماء إلى أربعة سيناريوهات ينطوي كلٌّ منها على بعض التحديات حول كيفية انتهاء الأزمة الحالية، إذ عنون الأول بـ”ذروة المنحنى”، حيث يرى فريق من الخبراء أن الوسيلة الوحيدة للقضاء على هذا الوباء هي أن يكتسب عددٌ كبيرٌ من البشر مناعةً ضده، ما سيُفقده القدرة على الانتشار، وسيحدث ذلك حال إصابة عدد كبير من البشر بالفيروس، وبالتالي سيكون الفيروس قادرًا على إصابة عدد أقل من البشر، ويبدأ منحنى الإصابات في الانخفاض.

ويستدل مؤيدو هذا السيناريو على تراجع الإصابات في إسبانيا وإيطاليا، بعد أن عانت الدولتان من نسبة وفيات وإصابات مرتفعة للغاية.

ولكنّ هناك تحديين رئيسيين يواجهان هذا السيناريو؛ الأول هو انهيار الأنظمة الصحية الوطنية في مواجهة عدد كبير من الإصابات، وهو ما أثبت أن الأنظمة الصحية في العديد من الدول غير مستعدة له. أما التحدي الثاني فيتعلق بأن بالمتعافين يطورون أجساما مضادة ضد الفيروس، ولكن لا يعرف العلماء المدى الزمني للمناعة التي يكتسبها المتعافون، إذ ثبتت إصابة حالات سبق وأن تعافت بالفيروس مرة أخرى، ما يزيد من خطورة وجود موجات متعددة من هذا الفيروس.

السيناريو الثاني، وفق الدراسة، هو التوصل إلى لقاح، حيث يُعد هذا هو الحل الأمثل للقضاء على الفيروس، إلا أن تطوير وإعداد مصل يستغرق عادة عدة سنوات لما يستلزمه من التجارب على الحيوانات، ثم التجارب السريرية على متطوعين من البشر. ويعتقد بعض الخبراء أن اللقاح قد يتوفر بحلول منتصف عام 2021.

ويسعى العلماء إلى توفير بدائل حتى تطوير اللقاح، منها استخدام بلازما المتعافين من المرض، حيث يمكن أن تعمل الأجسام المضادة للفيروس التي تكونت في دم المتعافين على مساعدة المرضى، أما الآلية الثانية فتتمحور حول تحفيز المناعة ضد الفيروس في أجسام الحيوانات، ثم استخراج الأجسام المضادة من دم الحيوانات، وهذه التقنية تم اختراعها في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت خط الدفاع الأول للسيطرة على تفشي فيروس الإيبولا أيضًا. ولكن اللجوء إليها مع فيروس “كورونا” سيحتاج مزيدًا من التجارب والاختبارات.

وتتمثل الآلية الثالثة في الاستفادة من الأدوية المتاحة بالفعل لعلاج أو التخفيف من أعراض فيروس “كورونا”، ومن أهمها عقار “رمزيفير” (remdesivir) الذي كانت له نتائج واعدة لعلاج السارس، وكذلك عقار الكلوروكين المستخدم في علاج الملاريا، وكلا العقارين هما جزء من مشروع تجريبي سريري كبير تروج له منظمة الصحة العالمية. في حين أن الصين اعتمدت بالفعل العلاج بعقار “فافيلافير” favilavir.

والسيناريو الثالث، وهو ما سمي بـ”موسمية الفيروس”، إذ يرى فريق من الخبراء أن فيروس “كورونا” لن ينتهِ، وأنه من المرجّح أن يُصبح مستوطنًا ويصيب البشر بانتظام مثل الأنفلونزا. وفي هذا الإطار، صرح خبير الأمراض المعدية “مايكل أوسترهولم” من جامعة مينيسوتا، أنه من الممكن أن نشهد عودة لفيروس “كورونا” عامًا بعد عام مثل الأنفلونزا الموسمية، إلا إذا نجحنا في تطوير لقاح له.

وهذا السيناريو تدعمه التجربة التاريخية في التعامل مع الأوبئة، التي لم تكن لها موجة واحدة فقط، بل عدة موجات وحتى على فترات متباعدة، خاصة سلالات الأنفلونزا التي تتطور بشكل مستمر، وتُصيب البشر كل عام. وهذا السيناريو ينطوي على تحدٍّ رئيسي، هو إنهاك الأنظمة الصحية العالمية خلال عملية مكافحة الفيروس بشكل موسمي.

آخر السيناريوهات وهو “التأثر بارتفاع درجات الحرارة”، حيث يدعم هذا السيناريو عاملان رئيسيان؛ الأول أن بعض الخبراء يرون أنه لعدة أسباب تُصبح بعض الفيروسات -ولكن ليس كلها- أقل قابلية للانتشار مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في أشهر الصيف، بمعنى أنه بسبب الحرارة، فقد لا تعيش الفيروسات نفسها لفترة طويلة على الأسطح، ما يُقلل من إمكانية انتشارها. أما العامل الثاني الذي يدعم هذا السيناريو فهو زيادة وعي البشر، والاستمرار في الالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي، ما سيعني أن شهور الصيف القادمة ستشهد انخفاضًا في عدد الإصابات. ويتقاطع هذا السيناريو مع السيناريو الثالث، إذ إن تراجع الوباء في الصيف لا يعني انتهاءه؛ لأن هناك إمكانية كبيرة أن يحدث تفشٍّ آخر مع حلول الشتاء المقبل.

وختمت الدراسة بالتأكيد على أنه يمكن القول إن الخبرة التاريخية توضح أن كل الأوبئة لا تنتهي من خلال إيجاد لقاح، خاصة وأن التوصل إليه يستغرق وقتًا طويلًا، وبعض الأوبئة انتهت موجة تفشيها قبل تطوير اللقاح، بل قد يتم القضاء على الفيروس بعد اكتساب “مناعة القطيع” أو اكتشاف “محور العدوى” والسيطرة عليه، وجهود الإبلاغ المبكر بحالات الإصابات.

وتتجه الدول في الوقت الحالي إلى محاولة إيجاد حل وسط للحفاظ على صحة المواطنين والأنظمة الصحية وعدم الإضرار بالمصالح الاقتصادية، من خلال تنظيم عمليات فتح جزئية للاقتصاد، وفي الوقت نفسه خفض عدد الإصابات لتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة