Accueilالاولىالحبيب الفقيه يضع شروط نجاح حكومة الكفاءات

الحبيب الفقيه يضع شروط نجاح حكومة الكفاءات

كثر الحديث على تكوين حكومة كفاءات ، لاخراج تونس من منطقة الزوابع وايصالها الى شاطىء الامان.
هذه بادرة طيبة وتنصهر في منطق وضع برنامج انقاذ كامل ومتكامل، يكون عادة ناتج عن روءية مستقبلية و عن اهداف واضحة ومحددة زمنيا.

لضمان نجاح حكومة كفاءات، هناك شروط عديدة التي هي الان في صدد النقاش.
من بين هذه الشروط هناك التخفيض من حجم الفريق الحكومي و العمل على التقليص من عدد الوزارات بخلق اقطاب يجمع كل واحد منها الانشطة التي تهتم بميادين وجوانب متكاملة.
وهذا من شاءنه ان يقوي من نجاعة العمل الحكومي.

وفي هذا الصدد، هناك ميدان اصبح استراتيجيا في المساعدة على انقاذ البلاد وهو كل ما يمس بالعلاقات الخارجية والاستثمار الخارجي و الذي يجب هيكلته حتى يصبح متماشيا مع التحديات الجديدة وقادرا على العمل بنجاعة قسوى.
في ضروف مثل التي تمر بها تونس حاليا، يصبح دور الديبلوماسية اقتصاديا قبل كل شيء، حيث ان الاولوية تصبح لتسويق تونس والتعريف بها من عدة نواحي ، مع وضعها في مركزها المحوري في البحر الابيض المتوسط وابراز الدور الاستراتيجي الذي يمكن ان تلعبه بين افريقيا واوروبا والشرق الاوسط.
لقد تغير العالم ، خلال السبعين سنة الماضية، و اصبح الاقتصاد من ابرز الادوات المستعملة في تغيير التموقع الجيواستراتيجي للبلدان.
بالطبع يبقى للديبلوماسية العادية دورا هاما ولكنها لا تستطيع وحدها انجاز نقلة نوعية في جلب الاستثمار والمساعدات الخارجية.
يجب على تونس ان تجمع في مرجع موحد ما يسمى القصة الوطنية(Récit national) وان تقوم بنشرها والتعريف بها.
هذه القصة الوطنية تصبح القاعدة لكل ما يجب القيام به لتسويق وترويج تونس وللدفاع على سيادتها وسمعتها.

تصبح القصة الوطنية كالحامض النووي (ADN) الذي يعرف بهوية صاحبه بدون اي شك ويبرز خاصيته.
لتونس حامضها النووي الذي يفسر نجاحاتها و قدرتها على تعدي العقبات. هذا الحامض النووي هو نتيجة تاريخنا الغني ، الذي يجب ان ناخذه ككل ولا مجزءا كما يفعل الكثيرون..
للتعريف بخاصيات بلادنا يجب ان تكون لنا ديبلوماسية دينامكية وفعالة قادرة على تغطية عدة مجالات كالاتصال(communication)و التسويق (marketing)والضغط (lobbying) وادارة الازمات، عند الحاجة، وتسهيل مهمات الاجانب و الشركات والمؤسسات العالمية عند قدومها الى تونس.

من هذا المنطلق نستطيع ان نبرز وجوب دمج وزارة الاستثمار والتعاون الدولي مع وزارة الخارجية لخلق قطب موحد يكون هو همزة الوصل بين تونس والخارج في جميع الميادين.
ويمكن للوزير المكلف ان يقوم بكل المهام التي هي على عاتقه بكل نجاعة، بفضل الاتكال على مديرين عامين قارين وضامنين لتواصل الدولة ولبرامج العمل.

في عالم الاعمال هناك شعار مشهور عند الشركات العالمية الكبرى، التي تتواجد في عدة بلدان و تعمل في عدة مجالات وهو “سقف واحد، صوت واحد”.

لتونس تحديات عديدة في ميادين مختلفة ومعاملات مع بلدان ومنظمات وشركات وبنوك عديدة،
لذا يجب ان تكون لها صورة واضحة في الخارج، ترتكز على روءية مستقبلية مفهومة، برنامج عمل جدي و واضح، مصداقية عالية و ثقة كبيرة في مسوءولي البلاد .
وكل هذا يتطلب سقف واحد وصوت واحد.

*** الحبيب الفقيه هو الرئيس السابق لمجمع أيرباص في الشرق الأوسط وإفريقيا وهو عضو مؤسس لمجموعة تفكير تونسية تضم من بين الأسماء المعروفة كل من الهادي بلعربي و توفيق الجلاصي وكمال بن ناصر والياس الجويني

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة