Accueilالاولىالسفير المغربي بتونس ينعى حمادي العقربي

السفير المغربي بتونس ينعى حمادي العقربي

ودعت جماهير كرة القدم التونسية، يوم الجمعة الماضي، أسطورة المنتخب التونسي لكرة القدم، اللاعب السابق حمادي العڤربي، الذي توفي عن سن تناهز 69 سنة بعد صراع طويل مع المرض.

وصنع العقربي أمجاد النادي الصفاقسي التونسي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بفوزه معه بثلاثة ألقاب في بطولة الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم، غير أن التألق الأكبر في مسيرته كان هو كأس العالم لكرة القدم سنة 1978 في الأرجنتين.

في هذا المقال يرثي حسن طارق، السفير المغربي بتونس، الرّاحل بكلماتٍ وذكريات، ويربط بينه وبين اللاعب المغربي الظلمي، الذي أعطى معنى للرقم 6 مثلما أعطى العڤربي معنى للرقم 8 في فريقه.

لم يكن بالتأكيد مجرد لاعب كرة.

لعله كان ساحرها الأكبر في البلاد التونسية، والمؤكد أن اسمه تحول الى أسطورة حية في مخيال الناس.

لكنه كان بالنسبة للمغاربة كذلك لاعبا استثنائيا. منذ أن تابعوه بشغف خاص رفقة المنتخب التونسي ذات مغامرة بعيدة في مونديال الأرجنتين عام 1978، ليظل لديهم إحدى علامات كرة القدم في تونس الشقيقة، حيث يخفي التنافس الرياضي الحاد والشريف في الآن نفسه بين المغاربة والتونسيين، تقاطعا لذاكرة مشتركة تتجاور داخلها: أسماء ووقائع وأحداث ورموز وبطولات وأساطير من كلا البلدين.

في استعادة حمادي العڤربي، كثيرا ما تحضر في أذهان المغاربة الأسطورة الأخرى: عبد المجيد الظلمي، لاعب المنتخب المغربي ونادي الرجاء البيضاوي؛ إذ تبدو المقارنة غير قابلة للالتفاف: داخل الملعب حيث تبرز لدى كليهما لمسات الفنان المختلف عن الأقران ومهارات الهواية المتمردة والعصية على قوالب الاحتراف الجاف، وخارج الملعب عندما يحدث أن يستمر الفنان في الحياة وسط قلوب الجماهير، من خلال كيمياء نادرة تجمع بين مواصفات التواضع الفطري والعفة الأخلاقية والخجل الإنساني وبلاغة الصمت.

منح الظلمي الكثير من المعنى للرقم (6)، وكذلك فعل العڤربي مع الرقم (8).

كلاهما كانا يملكان قدرا من الشاعرية داخل الملعب وفوق رقعة الحياة.

وكلاهما سيبقيان طويلا، بكثير من الملحمية الخالدة، طفلين أبدين لشعبين رائعين.

العادة أن الأسماء الصغيرة للاعبي الكرة تظل شابة ومختصرة-باقتصاد وبلا ألقاب مضافة-عندما يورثها بحب جيل لأخر يليه، كما لو كان يورثه وصية ثمينة. وحده السي حمادي العڤربي استحق التبجيل الجميل في تداول اسمه الفريد مسبوقا بـ”السي” دليلا آخر على مكانة أثيرة في الوجدان الجمعي.

بلا نجومية مصطنعة بكثير من التعالي ولا ضوضاء مفرطة في الضجيج، وبلا جري مضني على البقاء المتنطع تحت الأضواء، امتلك حمادي العڤربي محبة الشعب، وتحول إلى ملهم للشبيبة.

أحر التعازي للشعب التونسي في فقدان حمادي العڤربي.

ولأسرته الصغيرة، صبرا جميلا.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة