Accueilالاولىعندما يستنجد قيس سعيد بالشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود

عندما يستنجد قيس سعيد بالشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود

استنجد رئيس الجمهورية اليوم بالشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود ليردد أمام رئيس الحكومة هشام المشيشي وفريقه الوزراي قوله ” فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى”.

والشاعر عبدالرحيم محمود (1913 ـ 1948)، واحداً من ثلاثة أبرز شعراء صاغوا الذاكرة الجماعية الفلسطينية في فترة الاستعمار البريطاني، لكنه تفرّد عن إبراهيم طوقان وعبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) بانخراطه الفعلي في ساحات النضال عبر مشاركته في ثورة 1936، مساعداً لقائدها العام عبد الرحيم الحاج محمد.

ولد عبدالرحيم محمود في بلدة  عنبتا في قضاء طولكرم؛ والده الشيخ محمود عبد الحليم العنبتاوي، كان شاعراً وفقيهاً. زوجته: محفوظة نصّار؛ ابناه: الطيب، وطلال؛ ابنته: رقية.

بدأ تعليمه في المدرسة الابتدائية في عنبتا، وتابعه في مدرسة طولكرم المتوسطة، ثم انتقل إلى نابلس للدراسة في “مدرسة النجاح الوطنية”، التي كان يعلّم فيها الشاعر إبراهيم طوقان، فكان من المتميزين في اللغة العربية والدين والتاريخ. كما كان لاعباً ماهراً في كرة القدم.

التحق عبد الرحيم محمود، بعد تخرجه، بمدرسة الشرطة في مدينة بيت لحم في الأول من شباط/ فبراير 1933 لمدة ستة أشهر، وعمل في سلك الشرطة في مدينة الناصرة لمدة ثلاثة أشهر، حتى إذا طُلب منه ذات يوم أن يلقي القبض على أحد الوطنيين، أبى وقدم استقالته.

عاد عبد الرحيم محمود إلى نابلس ليعمل مدرساً للغة العربية والأدب العربي في “مدرسة النجاح الوطنية”.

نضجت شاعرية عبد الرحيم محمود ونما حسه الوطني في سن مبكرة، واشتدت مخاوفه من الخطر الصهيوني على فلسطين وعلى مقدسات شعبها. وفي صيف سنة 1935، زار فلسطين الأمير سعود بن عبد العزيز ومرّ ببلدة عنبتا، فألقى عبد الرحيم محمود بين يديه قصيدة ترحيبيّة أشار فيها إلى الخطر الصهيوني، ومنها هذا البيت الذي غدا شهيراً:

المسجد الأقصى أجئت تزوره            أم جئت من قبل الضياع تودعه

بعد اندلاع الإضراب العام والثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936، التحق عبد الرحيم محمود سنة 1937 بصفوف الثوار، تحت قيادة عبد الرحيم الحاج محمد، فلاحقته سلطات الاحتلال البريطاني، مما اضطره إلى اللجوء إلى دمشق، ثم إلى بغداد، حيث انتسب إلى الكلية العسكرية العراقية سنة 1939- 1940 وتخرّج فيها برتبة ملازم. وهناك تعرّف إلى القائد عبد القادر الحسيني.

عمل عبد الرحيم محمود مدرساً ومديراً لمدرسة “العشّار” في مدينة البصرة، ثم انضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941، مع عدد من الفلسطينيين الملتجئين إلى العراق. وفي إثر إخفاق تلك الثورة، عاد إلى فلسطين ليعمل مدرساً ثانية في مدرسته التي بات اسمها “كلية النجاح الوطنية”. وخلال الفترة ما بين سنتي 1942 و1948، نشر معظم قصائده ومقالاته، وبخاصة في صحيفة “الاتحاد”، الصادرة في حيفا في سنة 1944، ومجلة “الغد”.

انضم عبد الرحيم محمود، عقب صدور قرار تقسيم فلسطين الدولي واندلاع القتال بين العرب واليهود، إلى “جيش الإنقاذ”، وهو الجيش غير النظامي الذي شكّلته الجامعة العربية من المتطوعين العرب لنصرة فلسطين. وسافر، في منتصف جانفي 1948، إلى دمشق، حيث أنهى دورة تدريبية للضباط في “معسكر قطنا”، وأُرسل إلى فلسطين على رأس سريّة من “فوج حطين”، أحد أفواج “جيش الإنقاذ”، حاربت القوات الصهيونية في معارك عدة في مرج ابن عامر. وفي ماي 1948، انتقل الفوج، إلى الجليل، ورقّي عبد الرحيم محمود مساعداً لقائد الفوج برتبة ملازم أول، وشارك “فوج حطين” في عدة معارك دارت حول مدينة الناصرة.

استشهد عبد الرحيم محمود في 13 جويلية 1948 بعد إصابته بقذيفة عند هجوم “فوج حطين” على مستعمرة “السجرة” اليهودية المجاورة لقرية “الشجرة” العربية من أعمال طبرية في جويلية 1948، ودفن في مدينة الناصرة.

عبد الرحيم محمود من أبرز شعراء فلسطين الشباب، وهو إلى ذلك المناضل المجاهد الذي افتدى وطنه بنفسه، فصار يلقب بـ “الشاعر الشهيد”.

قال عنه الروائي جبرا إبراهيم جبرا: “عبد الرحيم محمود هو الشاعر الفارس الأول في شعرنا المعاصر، الذي اتبع القول بالفعل”؛ أما الشاعرة فدوى طوقان، فقالت: “صوت شعر عبد الرحيم محمود هو صوت الشعب الفلسطيني”، بينما كتب الشاعر عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) عنه: “كان عبد الرحيم أبرّ فتى لأقدس أم. حمل جروحها بين جنبيه… وأشرق أصباحها في شعره وتلونت أغانيه بألوان المروج”.

ومن أبياته المشهورة:

سأحمل روحي على راحتي                       وأُلقي بها في مهاوي الردى

فإمّا حياة تسرّ الصديق                          وإمّا ممات يغيظ العدا

أقيم حفل تأبين لـ”الشاعر الشهيد” في مدينة عمّان في 14 سبتمبر 1956، ثم تألفت لجنة أصدرت ديواناً من شعره في عمّان سنة 1958. وفي سنة 1988، قام الشاعر عز الدين المناصرة  بتحقيق وتقديم ونشر أعماله الكاملة، المكوّنة من القصائد والمقالات.

منحته منظمة التحرير الفسطينية سنة 1990 “وسام القدس للثقافة والفنون”. وقرر المجلس البلدي في نابلس تسمية أحد شوارع المدينة باسمه، وكذا فعل المجلس البلدي لبلدة عنبتا.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة