ابراهيم الوسلاتي يكتب عن الخروج الاعلامي لالياس الفخفاخ

تابعت جزءا من حوار رئيس الحكومة السابق الياس الفخفاخ الذي بثّته ليلة أمس قناة التاسعة وخرجت بعدة تساؤلات أوّلها عن سبب اختياره برنامج العبدلي الترفيهي في أوّل خروج له بعد خروجه من القصبة وثانيا حول مدى تقيده بما يسمّى الالتزام بواجب التحفظ كرئيس حكومة سابق وثالثا التهم التي وجهّها لعدد من الشخصيات وبعض الإعلاميين الذين يعتبرهم وراء ازاحته من رئاسة الحكومة ووصفه لهم بالمافيا…الفخفاخ صرّح خلال حفل التسليم والتسلّم مع رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي بانه سيكشف الحقيقة ولن يسكت عن المغالطات، فتكلّم كما لم يتكلّم من قبل بنبرة حزينة ودون قيود ولا حدود وهو الذي كان يعتقد انه باق في القصبة لمدة 5 سنوات كاملة فاذا به بقي على رأس الحكومة بضعة أشهر فقط وقد يكون أنهى حياته السياسية قبل الأوان…الياس الذي أصيب باليأس والإحباط صب جام غضبه على حركة النهضة التي عملت كل ما في وسعها للإطاحة به لأنّه رفض الانصياع الى رغباتها في توسيع الحزام السياسي ليشمل حزب قلب تونس الذي نال رئيسه نبيل القروي النصيب الأكبر من النقد الحاد ولم يسلم شقيقه غازي النائب الحالي بالبرلمان من سهام الفخفاخ…ولأنّه كشف عن قضية ” تضارب المصالح” فان رئيس هيئة مكافحة الفساد السابق شوقي الطبيب يعتبر خطرا عل البلاد ومكانه السجن…أمّا رجل الاعمال كمال لطيف فهو من بين الذين اشتغلوا في الخفاء للإطاحة به ولم يكشف الفخفاخ عن اسباب انخراط ” رجل الظل” في ما يعتبرها مؤامرة ضده… الفخفاخ الذي لم يجد الى حد الان منزلا يأويه لأنّه بقي طول عمره “كرّاي” وليس “ملاك” كغالبية التوانسة وبالتالي يمكن ادراجه في قائمة المعوزين ظهر او حاول أن يظهر في ثوب الغيور على البلاد وعلى العباد وفي ثوب الرجل النظيف جدا كنظافة رئيس الجمهورية قيس سعيد الوحيد الذي نوّه الفخفاخ بخصاله لربما “طمعا” في الحصول على موقع داخل تونس أو خارجها حتى يضمن لنفسه ” شهرية” لأنّه مهدّد بالبطالة وهو الذي ضحى بأجرة تساوي 10 لاف أورو من أجل مصلحة تونس وشعبها…طيلة الحوار واصل الفخفاخ نفي كل التهم الموجة اليه والحال ان وزيره محمد عبو أحال الملف على القطب القضائي والمالي قبل خروجه من الوزارة…ويبقى السؤال الأكبر لماذا قرّر الفخفاخ الخروج للعلن في هذا الوقت بالذات والتصريح بمثل ما صرّح به…فهل هو استباق لعملية ما أو لحدث ما؟

• ابراهيم الوسلاتي : محللسياسي ومستشار