فورين بوليسي : في تونس شبح بن علي لا يزال حاضرا

0
191

قالت مجلة “فورين بوليسي” إن المشاهد في الشوارع التونسية في جانفي الماضي بدت وكأنها تكرار لمشاهد المراهقين الذين رشقوا الشرطة بالحجارة وهتفوا بإسقاط النظام قبل عشر سنوات.

وأضافت المجلة في تقرير لها ترجمته “عربي21” أنه بعد عقد من الربيع العربي، يعرب جيل جديد من التونسيين عن غضبه من الحكومة، حيث فشل الوقت والديمقراطية في حل المظلوميات التي كانت سببا في انتفاضة 2011.

هذه المرة، لم تطلق الشرطة الذخيرة الحية على المتظاهرين. لكنهم نشروا الغاز المسيل للدموع والهراوات، وقاموا باعتقالات جماعية، وسجنوا مئات القُصّر وصحفيا واحدا على الأقل.

ويحذر محامون وناشطون في مجال حقوق الإنسان من أن تونس، التي تعتبر نموذجا ديمقراطيا في العالم العربي، تتسلل مرة أخرى نحو دولة بوليسية.

بدأت الاضطرابات مباشرة بعد الذكرى العاشرة لهروب الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي إلى المنفى في 14 كانون الثاني/ يناير. وفي مواجهة حالات الإصابة بفيروس كورونا المتزايدة والتوتر السياسي، فقد فرضت الحكومة إغلاقا وطنيا لمدة أربعة أيام وحظرا على المظاهرات. واعتبر الكثيرون أن هذه الخطوات لم يُقصد منها مكافحة الوباء بقدر ما قُصد منها منع التونسيين من الاحتجاج على اقتصادهم المترنح والطبقة السياسية البعيدة عن الواقع.

في تونس، تبلغ نسبة البطالة الإجمالية 16.5%، و 36% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما. وقد أدت التنمية غير المتكافئة إلى تهميش المناطق الداخلية والأحياء الفقيرة في تونس قبل تفشي الوباء، وزاد فيروس كورونا الأمور سوءا. وانكمش الاقتصاد المعتمد على السياحة بنسبة 8.2% في عام 2020.

ولكن كما في عام 2010، لم يكن الاقتصاد بل مضايقات الشرطة هي السبب في اندلاع الانتفاضة المستمرة. اشتبك متظاهرون وقوات الأمن في بلدة سليانة على بعد 80 ميلا من تونس العاصمة، بعد انتشار مقطع فيديو لشرطي يضايق راعيا محليا على مواقع التواصل الاجتماعي. فأغلق السكان شوارع البلدة وأشعلوا النار في الإطارات، وسرعان ما خرجت مظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد. وقام بعض المتظاهرين ليلا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف على الشرطة ونهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.

كان العديد من المتظاهرين شبانا من مناطق فقيرة، حيث لا يزال السعي وراء الكرامة -الذي شكّل لب الربيع العربي -لم يتحقق. وغيابها محسوس بشكل حاد في ضواحي تونس العاصمة مثل حي التضامن، الذي شهد بعض الاشتباكات الطويلة الشهر الماضي.